خالد العصيمي
التَحّالفَ العّربِي فِي اليَمنْ وأنعِكاسّْاتِه عْلىَ ألعّملَ ألعَربِي ألمُشّتَركَ
الساعة 04:06 صباحاً
خالد العصيمي

 

غياب العمل العربي لمشترك في ظل واقع عربي مهزوز نتيجة الهزه ألتى تعرض لها أبان حرب الخليج منذ تقريباً ثلاثُون عام  كما ذكر ألدكتور هشام جعيط مفكر ومؤرخ تونسي.

 

فقد ساهمت أزمة الخليج بشكل مباشر في تعقيد المشاكل العربية  البينية أو الدولية. فظلا عن الانقسام الشديد في مواقف الدول العربية أبان أحدث 11 سبتمبر الذي فرض على النظام العربي والعمل العربي المشترك صعوبات وتحديات مضاعفة.

 

ومع إنطلاق مابات يعرف بالثورات العربية ، أختفت الجامعة العربية وكأنها غير موجودة على ألإطلاق ، ونتيجة لذلك أتسعت الهوة بين الأشقاء العرب وتلاشت فرص العمل العربي المشترك. عميقاً هو التباين في ردود ومواقف الدول العربية رغم تطورات الوضع في سوريا، وازمتي ليبيا واليمن، وخروج العراق عن النسق العربي.  القرارات البلطجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنح القدس العربية والجولان السورية للكيان الصهيوني كانت نتيجة الوضع المأساوي للعمل العربي المشترك.

 

رغم الصورة السوداوية ، هناك شبة اتفاق وعدم تباين في تقييم ألنشاط الإيراني إلذي يسعى إلى فرض واقع جديد في المنطقة العربية من خلال سعيها الحثيث لتطويق دول الخليج العربي ، عبر توسع نفودها في دول الجوار لدول الخليج العربية مثل سوريا والعراق ولبنان من الناحية الشمالية ، واليمن من الناحية الجنوبية بأهميته الإستراتيجية الكبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الخليج خصوصاً وشبه الجزيرة العربية عموماً.

 

تطويق دول الخليجي العربي يتم من خلال الإذرع الإيرانية المتمثلة في حزب الله البناني، والحشد الشعبي في العراق ،و أنصار الله في اليمن ، فظلا عن الاذرع داخل العمق الخليجي المتمثلة في تحريض الجماعات الشيعية في البحرين ، وتأليب الشيعة في المنطقة الشرقية للملكة العربية السعودية ، ولا ننسى العلاقة الغرامية بين سلطانة عمان وإيران. بل إن الخطر الإيراني يستهدف العلاقات السياسية والاستراتيجية للدول الخليج مع باكستان وأفغانستان.

وكنتيجة إيجابية لهذا الإجماع العربي على خطورة التدخُلات الإيرانية في الجسد العربي ببعده القومي ، والجسد السني ببعده الديني ، تَشكل تحالف عربي مكوّن من تسع دول عربية وهي المملكة العربية السعودية ومصر والسودان والأردن والمغرب والكويت والإمارات والبحرين، إضافة إلى قطر استجابة لطلب من رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي. ومع أول عمليات التحالف العربي في 25 مارس 2015 ، اشتعلت الصحف والمحطات التلفزيونية بِكثرة المُتحدثين والمُعلقين واصفين التحالف العربي أنة شكل من أشكال العمل العربي المشترك وخطوة بالغة الأهمية في تفعيل  دور الدول العربية لحل القضايا البينية سواءً كان سياسة أو اقتصادية أو عسكرية.

مرّت الأيام على التحالف العربي، لكنة لم يعد تحالفاً عربي ولا حتى تحالفاً خليجياً . التحالف العربي يتهاوى ، بأنسحاب الدول المشاركة دولة تلو الأخرى، فبعد أنسحاب المملكة المغربية وخروج دولة قطر ،  وخروج مصر والأردن الغير معلن ً ، والتحضير  للخروج القوات السودانية، هاهي  الإمارات العربية المتحدة تحذوا  حذوهم وتتخذ قرار انسحاب جزئي.

 على أرض الواقع ، وأقصد بها الأرض اليمنية لم يتحقق للشرعية اليمنية ولا للشعب اليمني غايتهم المرجوة من هذا التحالف.وبختصار شديد ، بعد أربع سنوات لم يبقى من اليمن  شيء فقد تعمقت الانقسامات المناطقية والقبلية والمذهبية والطائفية والسياسية. دعونا لا نسبق الأحداث في ذكر  الانعكاسات السلبية التي قد يفرزها فشل دور التحالف العربي على العمل العربي المشترك فما زال هناك وقت للمملكة العربية السعودية في تصحيح دور تحالفها في اليمن، الذي يمثل ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورة العمل العربي المشترك فلا تسقطوها فتظهر سوءاتكم   ويسجلها التاريخ نكسة أخرى للعمل العربي المشترك ، لاتقهرو مستقبل أجيالنا بنكّسةً أُخرى كما قُهرنا بنكّسة 67م.

بقلم/ خالد العصيمي -برمنجهام
30/7/2019

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص