ايهاب الشرفي:
في الحقيقة، ان خطر المليشيات الحوثية لا يتمثل فقط على الملاحة الدولية في البحرين الاحمر والعربي، تحت ذريعة الدفاع عن غزة، لان ذلك ماهو الا ستار يغطي قبح وجهها الاجرامي واهدافها الطائفية الخطيرة على اليمن والمنطقة.
ببساطة، تعتبر جماعة الحوثي نفسها فاعل اقليمي مرتبط بالسياسة الايرانية، تتحرك وفق القواعد الايرانية في المنطقة، لكن وللأسف تحركات الجماعة الحوثية الاندافاعية غير محسوبة النتائج ستؤدي باليمن الى اتون صراعات عالمية خطيرة.
اذ ان الجماعة وعلى عكس نظيراتها في لبنان، لا تعتمد قواعد لعبة سياسية وديبلوماسية محسوبة بدقة، لكنها تعمل وفق معطيات مغلوطة ناجمة عن مكاسب شكلية تعتقد انها حققتها الجماعة بطريقة أو بأخرى ضد التحالف العربي والشرعية.
وبكل تأكيد ان القضية الفلسطينية ماهي الا غطاء شعبوي تختبئ خلفه الجماعة، لان اهدافها بعيدة كل البعد عن تلك القضية المركزية للأمة، وما اهدفها الا دعم للتحركات الإيرانية في المنطقة، والتي تتزامن مع الحراك الدولي بشأن النووي الايراني والضربات الاسرائيلية الموجعة بحق قيادات ايران في المنطقة.
ومنذ اصبحت هذه الجماعة ذراع إيرانية في البلاد، وخطرها يتعاظم يوما بعد اخر على اليمن واليمنيين، وما حققته هذه الجماعة في اخر عامين كان اشدها خطورة على المنطقة، اذ انها تتعمد تعظيم العداء مع محيطها الجغرافي، وتستدعي اعداء خارجين اشد خطورة، معتقدة انها قادرة على مجابهة العالم.
وهذا يقودنا الى حقيقة مرة، وحقيقة مؤلمة، مختصرها أن الجماعة تهرول نحو ادخال اليمن واليمنيين نفقاً اخر شديد الظلمة، نفقا دمويا جديدا، عنوانه الحرب مع الجميع، وما تصريحات زعيم الجماعة الاخيرة الا صورة مقتمة لما هو قادم .
ففي حقيقة الامر، لا يدرك الرجل ما يقول، ولا يعي حجم التهديدات التي يطلقها ضد المجتمع الدولي، وضد الجميع، معتقدا انه قد امتلك من القوة ما يكفي لحرب العالم ..
يظن هذا الطفل ان ما مضى من احداث في اليمن هي الحرب، وقد انتصر فيها، متغافلا عن الحقيقة الكاملة، مغيبا الصورة الواسعة للاحداث، التي تؤكد كل تفاصيلها انها لم تكن حرب حقيقة، حيث افتقرت لثلاثة من اركان الحرب (العزيمة - الداعم - الاهداف).
وهي اركان لم تسقط مقوماتها حتى الان، ولم تسقط وسائلها ولا الغاية منها، إذ ما تزال الانفس تتوق للنصر، والرجال مستعدة للحسم، وسبل النجاح جميعها متاحة ..
فلا يعتقدا هذا الرويفض ان الامور حسمت، وان لغة التهديد والاستقواء بالدم يخيف اليمنيين وخلفهم من خلفهم، ولا يظن ان المساعي الى السلام خضوعا او استسلام، لا ورب الكعبة، ما ذلك الى صبر الحليم، وحكمة من يخشى على اهله اراقة الدماء، ولكن ذلك لا يعني أبدا الركوع او الاستسلام .
اما سلام حقيقي ينزوي فيه الحوثي كطرف من اطراف العملية السياسية، يتوقف فيها عن ممارسة اي انشطة خارج منظومة الدولة اليمنية، او حرب لا تبقي ولا تذر يقضي فيها الحوثي نحبه ويرمى الى مزبلة التاريخ، مهما مان ثمنها، اذ لم يعد للرمادي من مكان بين الابيض أو الاسود في رقعة الشطرنج الحمراء .
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً