لم يكن #فرج_فودة مجرد #مثقف #مصري يحلم بدولة مدنية عمادها العدل والسلام والمحبة والتسامح بل كان فارسا يحارب بقلمه وفكره كل من يفكر في العبث بوطنه مصر وبلاده العربية.
كان يرى ويستشعر خطورة وحجم تمدد الفكر المتشدد و #المتطرف كي يغزو البلاد العربية تحت راية #الإسلام حتى يسهل التهامها ووقوعها فريسة واحدة تلو الأخرى في قبضة مستعمر قديم؛ جدد أفكاره وطور أدواته ووجد أن أسهل طريقة لغزو الدول هو تدميرها ذاتيا من الداخل وباسم الدين.
يقول الباحث #أندرو_نادر الذي أعد دراسات وأبحاثا عن المفكر المصري الراحل فرج فودة لـ”العربية نت” إن فرج فودة، يمتلك نفس قدرة عيون ” #زرقاء_اليمامة ” فقد كان مدهشا في توقع العديد من الأحداث التي مازلنا نعيشها حتى اليوم، وكان يرى ما سيحدث وذكره بتفاصيل مدهشة تحققت جميعها فيما بعد، رغم مرور 255 عاما على وفاته.
ويضيف قائلا لقد توقع المفكر المصري الراحل سقوط #صدام ، وقال إن صدام وضع أول مسمار في نعش نظامه، و كتب نهايته بيده بغزو #الكويت ، كما توقع انقسام العراق لعدة دول بعد سقوط صدام وتصفية #الجيش #العراقيتماماً، وهو ما حدث بعد حوالي 11 عاماً من وفاته، كما توقع تقسيم العراق لمناطق #طائفية #سنية و #شيعية و#كردية وهو ما يبدو أنه يمهد له الآن .
وأشار أندرو إلى أن فودة كشف أن #إيران ستحدث فتنة في العالم الإسلامي والعربي، وستستخدم ورقة الدين لمحاولة تصدير ثورتها وتوسيع إمبراطورتيها، كما ستعتمد على #الميليشيات الشبابية المسلحة؛ وستكون شرارة #الفتنة بين المسلمين من خلال تقسيمهم لسنة وشيعة.
وأضاف أن فودة حذر من خطر الثورة الإسلامية لعدم امتلاك الإسلاميين برامج سياسية أو اقتصادية حيث سيؤدي ذلك في النهاية إلى انهيار الدول ونشر الفتن والانقسامات والقتل والخراب؛ وذكر أن نمو الإسلام السياسي هو جزء من اتجاه عام في جميع البلاد الإسلامية، يمكن أن يطلق عليه اسم الثورة الإسلامية،” وأن هذا الاتجاه العام، بنجاحه في إيران، قد أحدث انقلاباً جوهرياً في أساليب ووسائل الأحزاب السياسية الإسلامية في العالم الإسلامي، حيث طرح منطق الثورة الشعبية، أو التغيير العنيف، كبديل لأسلوب التعايش مع النظم الديمقراطية والعمل في ظلها.
وكشف اندرو أن فودة وفي سلسلة مؤلفاته حذر من غياب #المعارضة #المدنية في الدول العربية، مشيرا إلى أن ذلك الوضع يحول حركات الإسلام السياسي إلى “صوت المعارضة الوحيد”، وكتب عددا من المقالات بعد عدة رحلات لتونس، أكد خلالها على تصاعد شعبية التيارات الدينية في ظل غياب تام للمعارضة المدنية؛ كما وصف زعيم#حركة_النهضة_التونسية راشد #الغنوشي بأنه مثل ” #الخميني “، الذي يحلم بالعودة لبلاده على كرسي الحكم، وهو ما حدث بالفعل بعد الثورة التونسية التي اندلعت في ديسمبر 20100، حيث فاز حزب النهضة بأغلبية أصوات الناخبين التونسيين في أول انتخابات أجريت بعد الثورة التونسية
وأضاف أن فودة وفي كتابه قبل السقوط حذر من إعلاء أي انتماء على حساب الانتماء الوطني مؤكدا أنه سيؤدي إلى تمزيق أي وطن، ولذلك تنبأ بانقسام #السودان على أساس طائفي، عقب إعلان جعفر #النميري تطبيق الشريعة، وهو ماحدث عندما انفصل جنوب السودان في الاستفتاء الذي أجري في 20111.
في كتابه “النذير” عام 1989 والذي قدمه فودة كدراسة لنمو التيار الإسلامي خلص المفكر المصري الراحل الى نمو التيار الإسلامي كحكومة موازية لها اقتصاد مواز وأنصار بالملايين وأبواق إعلامية؛ ورأى فودة أنه قد تم هذا التنامي الهائل في ظل الإعلان الدائم عن تصدي الدولة لهذه التيارات ووجد ما يمكن أن نسميه تشابها بين التيار السياسي الديني في مصر و #النازية في ألمانيا من حيث نظرات الاستعلاء والعنصرية واستخدام العنف والعودة إلى الجذور.
توقع فرج فودة أن الصراع العربي الإسرائيلي في طريقه للتآكل بعد معاهدة السلام وأكد أن صراع الشرق الأوسط سيتحول إلى إيران، أما الصراع المسلح فسوف يتجه إلى الجنوب حيث مصادر المياه داعيا لتأمين منابع مياه النيل ومساره.
واعتبر المفكر الراحل أن الإسلام على مفترق طرق، طريق منها يدفع نحو حمامات الدم نتيجة للجهل وضيق الأفق وانعدام الاجتهاد المستنير، وطريق آخر أن يلتقي العصر والإسلام، وسبيله الوحيد هو الاجتهاد المستنير، والقياس الشجاع، ولذلك اهتم بتعريف حدود الاجتهاد، وتطبيقاته.
قدم فودة للمكتبة العربية عدة مؤلفات قيمة منها #الحقيقة_الغائبة ، #حوارات_حول_الشريعة ؛ #الطائفية_إلى_أين؟ ؛ #الملعوب ؛ نكون أو لا نكون؛ حتى لا يكون كلاما في الهواء؛ #النذير؛ #الإرهاب ؛ #حوار حول #العلمانية قبل#السقوط .
المفكر الراحل من مواليد بلدة #الزرقا بمحافظة دمياط في أغسطس 1945، حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في يونيو 19677، وفي الشهر نفسه استشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة والذي كان يصغره بعام واحد في حرب 5 يونيو 1967، ولم يتم العثور على جثمانه.
عمل معيداً بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1975، ثم على درجة دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في ديسمبر 1981، وكان عنوان رسالته: “اقتصاديات ترشيد استخدام مياه الري في مصر”.
عمل مدرساً بجامعة بغداد في العراق، ثم خبيرا اقتصاديا في بعض بيوت الخبرة العالمية، ثم أسس مجموعة فودة الاستشارية المتخصصة في دراسات تقييم المشروعات بالتوازي مع مهنة التدريس .
اغتيل على يد متطرفين في 8 يونيو من العام 1992
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً