نشر شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني قبل عدة سنوات قصيدة بعنوان "سفاح العمران" وكأنه كان يتنبأ بما سيحدث من كارثة لليمن تسبب بها زعيم جماعة الحوثي الذي يبدوا حاضرا في قصيدة البردوني.
نص القصيدة:
سفاح العمران
عبدالله البردوني
يا قاتل العمران .. أخجلت
المعاول .. والمكينة
ألأنّ في فمك النفوذ
وفي يديك دم الخزينة ؟
جرّحت مجتمع الأسى
وخنقت في فمه .. أنينه
وأحلت مزدحم الحياة
خرائبا ، ثكلى ، طعينه
ومضيت من هدم الى
هدم، كعاصفة هجينه
وتنهّد الأنقاض في
كفيك ، أوراق ثمينه
وبشاعّة التّجميل في
شفتيك ، كأس أو دخينه
سل ألف بيت عطّلت
كفّاك مهنتها الضّنينه
كانت لأهليها متاجر
مثلهم ، صغرى ، أمينه
كانوا أحقّ بها ، كما
كانت يمثلهم ، قمينه
فطحنتها .. ونقيتهم
من الضّحايا المستكينه ؟
أخرجتهم كاللاجئين
بلا معين ، أو معينه
وكنستهم تحت النّهار
كطينة ، تجترّ طينه
فمشوا بلا هدف ، بلا زاد،
سوى الذكرى المهينه
يستصرخون الله والإنسان
والشمس الحزينه
وعيون أم النور خجلى
والضحى يدمي جبينه
والريح تنسج من عصير
الوحل قصتك المشينه
من أنت ؟ : شيء، عن بني
الانسان مقطوع القرينه !
ذئب على الحمل الهزيل
تروعك الشّاة السّمينه
عيناك ، مذبحة مصوّبة
ومقبرة كمينه
ويداك ، زوبعتان ،
تنبح في لهاثهما الضغينه
يا وار لما عن ((فأر مأرب))
خطّة الهدم اللّعينه
حتى المساجد ، رعت فيها
الطّهر ، أقلقت السّكينه
يا سارق اللّقمات من
أفواه أطفال المدينه
يا ناهب الغفوات ، من
أجفان ((صنعاء)) السّجينه
من ذا يكفّ يديك ، عن
عصر الجراحات الثخينه
من ذا يلبّي ، لو دعت
هذي المناحات الدّفينه
من ذا يلقّن طفرة الإعصار
، أخلاقا رزينه
نأت الشواطىء ، يا رياح
فأين من ينجي السّفينه ؟!
#اليمن_الجمهوري
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً