صدر حديثا عن «دار اروقة للدراسات والترجمة والنشر» كتاب «ريحانة قريش» للباحث الدكتور: صادق القاضي، والذي والذي يتناول بالدراسة والبحث قضية قريش القبيلة بتاريخها وتكونها وأساطيرها وبنيتها الاجتماعية والدينية والثقافية، وكل التباساتها المعرفية.
يتكون الكتاب الذي هو عبارة عن دراسة بحثية تاريخية معمقة، من (412) صفحة من القطع المتوسط، موزعة على ثمانية فصول .. حملت العناوين التالية: الفصل الاول: مداخل عامة - الفصل الثاني: تقويم قريش - الفصل الثالث: قريش والحرب - الفصل الرابع: دين قريش المشهد الديني العربي قبل الإسلام - الفصل الخامس: قريش ضد الإسلام مخزوم والإسلام - الفصل السادس: ما وراء الأكمة - الفصل السابع: اسئلة الردة من ولماذا وكم وكيف؟! - الفصل الثامن: سيوف قريش بين الفتوحات وصراع العشائر.
الكتاب المقرر عرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب: 24 يناير الجاري .. يعد بحثا منهجيا في الأصول التاريخية لقريش، وامتداداتها المعرفية، وقيمتها وقيمها ورموزها، وبنيانها الاجتماعي .. وليس ذلك وحسب بل انه يخوض في تشكلاتها الفكرية والثقافية وبناها الدينية وروافد كل ذلك، مقدما صورة مكتملة عن قريش شاملة الأبعاد.
وتاتي اهمية هذا الكتاب بمضمونه القيم من كونه يزيل الكثير من اللبس، ويبعثر التزويقات والمبالغات التي اعتورت تلك المرحلة التاريخية، ويسعى بمنهجية بحثاً عن الحقيقة، ليجلي كثيراً من الآراء التي اعتمدت الأساطير والخرافات حول قريش ومواقفها حسناً أو قبحاً، ويحاول أن يقدم الرأي الأقرب للمنطق والعلمية .. كما أنه يعد محاولة جادة لتغيير طريقة تفكيرنا وتصوراتنا عن قريش إلى الصورة الموضوعية، وكذا توسيع مدراكنا للنظر في منهجية الدين الإسلامي وكيف تشكل، والى ما استند حتى وصل إلى ما وصل إليه.
ووفقا لمقدمة المؤلف: "فإن فكرة الدراسة بدات على شكل سؤال وجيه طرحه زميل نبيه حول شخصية ابي جهل في الثقافة الإسلامية بعيدا عن المبالغات والأساطير التي أضيفت له، وأضفيت عليه وما مدى مساهمة كل من الأسطورة والتاريخ في تشكيل هذه الشخصية التي أصبحت رمزا للوثنية العربية، تحت صفة "فرعون هذه الأمة" .. والذي كان يتحدث بشيء من الحذر، وفي الواقع ما تزال الحياة والثقافة العربية الإسلامية مكبلة بالتابوهات والخطوط الحمراء فيما يتعلق بقراءة التاريخ العربي والإسلامي أحيانا بشكل بريء مضحك مثل رفض التيارات الأصولية لفن التصوير والنحت خوفا من عودة المسلمين إلى عبادة الأصنام الوثنية التي اندثرت قبل أربعة عشر قرنا".
ويؤكد الدكتور صادق القاضي في مقدمته أن الدراسة حاولت تسليط الضوء على كيان قريش القبيلة الذي كان وظل رغم أهميته الجذرية، وغزارة حضوره في مختلف المصادر الإسلامية وفي قلب الأحداث التي انبثق عنها الإسلام في مكة هامشياً، أو بتعبير أدق مهمشا، وفي خانة المسكوت عنه في الثقافة العربية والإسلامية التراثية والمعاصرة .. مشيرا الى ان الدراسة تعاملت مع مختلف المصادر بموجب منهجية منضبطة قائمة على الفصل بين الممكن والخيال والأسطورة والتاريخ والأيديولوجيا والعلم والبحث عن الوقائع الممكنة حتى في غضون الأساطير.
وبشكل عام فإن الكتاب يضيف إلى تصوراتنا الدينية ومعارفنا الكثير من الحقائق والمعلومات التي استقاها الباحث من مصادر موثوقة كثيرة، والتي من شانها ان تمكننا من الوقوف على كثير من المبهم، والإجابة عن كثير من الأسئلة وبيان مصادر كثير من الحقائق الدينية وكيف انبنت عليه .. وهو الامر الذي يجعله جدير بالاقتناء والقراءة خصوصا للنخب الثقافية والاعلامية والفكرية، والمؤرخين وغيرهم.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً