أكد خبراء دوليون أن اعتماد الميليشيات الحوثية على زرع الألغام لا يمثل دفاعا عن النفس ولكنه سياسة ممنهجة لدى الجماعة من أجل استهداف الأبرياء وإيقاع أكبر قدر من الضحايا فضلا عن كون هذه الألغام محرمة الاستخدام دوليا.
وجاء استنتاج الخبراء خلال حلقة نقاش أقيمت منتصف الأسبوع الماضي في مقر الكونغرس الأميركي بهدف تسليط الضوء على هذه الجريمة الحوثية التي تستخدمها الميليشيات بشكل عشوائي وتخريبي لنشر الرعب وترويع المواطنين ومعاقبة أهالي المناطق التي يطرد عناصرها منها.
وفي حديث السفير اليمني في واشنطن أحمد بن مبارك عن الموضوع خلال حلقة النقاش، قال إن فئتي النساء والأطفال هما الأكثر عرضة لمخاطر الألغام الحوثية، مشيرا إلى أن إصرار الحوثيين على استعمالها رغم كونها محظورة بمعاهدات دولية صادقت عليها اليمن «فإنهم بذلك يؤكدون طبيعتهم الوحشية ورغبتهم في إحكام قبضتهم على السلطة بالرعب والقتل لقناعتهم بأنهم يفتقدون المشروعية والمصداقية».
وذكر بن مبارك أن «التقارير الدولية وضحت بدقة أن تقنيات تصنيع الألغام والمواد الداخلة في تركيبها والقطع التي تتكون منها هي من صنع إيراني، وهذه هي هدية النظام الإيراني لليمن وهذه إسهاماتهم في التنمية بقطع أطراف الأطفال وتشويه النساء والشباب وقتل المسنين».
وأوضح أن استخدام الحوثيين للألغام ونشرها في اليمن يتم بمعدل مرتفع جدا ومثير للقلق مشيرا إلى زراعة مليون لغم أرضي ووصف ذلك بأنه «جريمة شنعاء وغير مسبوقة وأنه ينبغي على المجتمع الدولي ألا يسكت عليها وأن يجرم ويعاقب من يقوم بها ويشارك في تصنيعها وتصديرها وأن يسهم بجدية في صنع السلام المنشود».
وتحدث خلال الفعالية عدد من المختصين والمهتمين بالشأن اليمني وهم: (مدير المركز الدولي لتثبيت الاستقرار والتعافي من آثار الصراع السيد كين ريثرفورد وهو شخصيا من ضحايا الألغام الأرضية، كما تحدث الحائز على جائزة نوبل جيري وايت المدير التنفيذي لمكتب التأثير الاستراتيجي الدولي، والباحثة المتخصصة في الشأن اليمني والعربي بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى السيدة إيلانا دوزير، إضافة إلى رئيس معهد مارشال السيد بيري بالتيمور).
وخلال النقاش تم استعراض الإحصائيات والتقارير الدولية التي تتضمن أعداد الضحايا وعدد الألغام التي زرعها الحوثيون والمناطق التي تتركز فيها، وتضمنت تقارير دولية للأمم المتحدة ووزارة الدفاع الأميركية وهيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود ومنظمات متخصصة في دراسة آثار هذه الألغام.
وأكد المتحدثون أن الحوثي لا يستهدف بألغامه فقط أرواح المدنيين بل أيضا مصادر رزقهم ومعيشتهم نظرا لأنه يزرعها في المزارع وقرب مصادر المياه وفِي أماكن رعي الماشية، وحتى في المدارس، وكل ذلك - على حد قول المتحدثين - يهدف إلى إرهاب وترويع المواطنين اليمنيين وقد اتضح ذلك جليا وبكل وحشية في محافظة تعز حيث معظم الحوادث والضحايا.
وعبر الخبراء عن أسفهم بسبب انعدام الأمن في مناطق عديدة في مرحلة ما بعد الانقلاب وعدم إمكانية وصول الفرق المتخصصة في نزع الألغام، وهو ما يجعل عددا من المواطنين يقومون بمحاولات فردية لنزع الألغام دون خبرة أو أدوات كافية وهي عملية - على حد تحذيرهم - ينجم عنها ضحايا وكوارث إنسانية خاصة أن هذه المناطق تنعدم فيها الرعاية الصحية ويتوفى العديد من المصابين في الطريق خلال محاولة إسعافهم إلى المدن المجاورة.
واستعرض المجتمعون في السياق نفسه جهود مركز الملك سلمان للإغاثة الذي يدعم مشروع «مسام» لنزع الألغام والذي يعمل على إزالة هذه الألغام من المدارس والمساكن والمزارع وآبار المياه والطرق.
واتفق الخبراء المجتمعون على أن استخدام الحوثيين للألغام ليس بغرض الدفاع عن النفس أو تكتيك عسكري بل هو سياسة ممنهجة لبث الرعب في نفوس المواطنين وإخضاعهم للسيطرة الحوثية وإرغامهم على دعم حرب الحوثيين العبثية والسماح بتجنيد أبنائهم واستخدام مناطقهم كمواقع عسكرية للميليشيات.
وأصدر المجتمعون والخبراء في ختام الحلقة بياناً طالبوا فيه المجتمع الدولي والمنظمات المتخصصة بإيلاء هذه القضية اهتماماً أكبر وبذل جهود أكثر لمنع استخدام الألغام وكذلك المساعدة في رعاية ضحاياها سواء بالتطبيب أو بالعلاج النفسي وإعادة التأهيل.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً