فجّرت الهزائم المتواصلة لميليشيا الحوثي شمالي محافظة الضالع، وصراع الأجنحة داخل المليشيا ، حملة تخوين واعتقالات في صفوف هذه الميليشيا، وخرجت الخلافات إلى العلن، بعد أن حاولت إخفاءها طوال أكثر من أربع سنوات من الإنقلاب. وبعد أن شن سلطان السامعي عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، هجوماً قاسياً، على القيادي الآخر في مليشيا الحوثي الإنقلابية المدعو أحمد حامد، والذي يتولى منصب مكتب الرئاسة في حكومة الحوثي غير المعترف بها محليا ودولياً ، متهماً إياه بالفساد، رد الأخير عبر أعوانه، ونشر عشرات الوثائق التي تدين السامعي باستغلال موقعه، وإصدار أوامر بمنح درجات وظيفية وشقق لمقربين منه. وتأكيداً لصراع الأجنحة بين مجموعة محمد علي الحوثي ومجموعة عبد الكريم الحوثي، عّم زعيم الميليشيا، والذي عيّن أخيراً وزيراً للداخلية في حكومة الإنقلاب، طالب الناشط في الميليشيا حسين الأملحي بإعادة من وصفه بكتلة اللحم - في إشارة إلى وزن محمد الحوثي، إلى صعدة، وإقالته من منصبه . ‏ وفِي المقابل، واصل أنصار محمد الحوثي مهاجمة أحمد حامد (أبو محفوظ)، وطلبوا من زعيم الميليشيا محاسبته عن الاتهامات الموجهة إليه، واستنكروا الحملة التي قادها أتباعه ضد السامعي، وقالوا إن الجميع يعرف حجم الفساد، والنَّاس تتكلم عّن الشركات والمباني التي يمتلكها . وكان زعيم الميليشيا، وفِي محاولة لاحتواء الصراع المتنامي بين عمه وقريبه، قد حل ما تسمى اللجنة الثورية العليا بدون الإعلان عن ذلك، وعين قريبه عضواً في المجلس السياسي الأعلى الحوثي، لكن الرجل اكتشف أن الموقع الجديد مجرد من الصلاحيات.. وفِي اتجاه موازٍ، ومع تشييع مليشيا الحوثي العشرات من قتلاها في جبهات مريس و قعطبة بمحافظة الضالع، نفذ ما يسمى ”جهاز الأمن الوقائي” التابع لمليشيا الحوثي، حملة اعتقالات طالت عدداً من مشرفي المليشيا في العاصمة صنعاء ومحافظتي ذمار وإب، بتهمة ”الخيانة والتخاذل“ في حشد مقاتلين إلى الجبهات. ونقل عن مصادر في المحافظات الثلاث، القول إن جهاز الأمن الداخلي للميليشيا، والذي أشرف على تأسيسه وتدريب عناصره خبراء من ميليشيا حزب الله اللبناني، اعتقل عدداً من المشرفين التابعين للجماعة أثناء اجتماعهم بأحد المنازل بصنعاء. كما طالت حملة الاعتقالات، مشرفين للميليشيا في ذمار وإب.