يقال ان الغريق يتمسك بقشة، وما ذكره ابو عــ/ـــــبيده في خطابه اليوم، لا يتعدى كونه ذكر للموقف الطارئ فقط(موقف المساندة)، وذلك لا يعني بالضرورة اعتبار كلمة الشكر للموقف السياسي او العسكري اليمني الخالص ..
بمعنى ان كلمة شكر لموقف اليمن (الحــــ/ـــوثيـــــ/ــين) و تشجيع ذلك (وان كان واصفا ذلك بموقف يمني) القصد من ورائها دعوة عامة للشعوب والحكومات العربية أو على الاقل لمن هو قادر على ارباك الاوراق الاسرائلية، وتصعيد الموقف..
يعلم ابو عـــــ/ــبيده ومن خلفه قيادات حــــ/ـــماس ان الوضع المعقد في اليمن وتضارب المصالح العربية والغربية في هذا الملف، لا يسمح لها بتفضيل فريق عن اخر، إلا ان الضرورة حتمت ذلك، مع الاخذ بعين الاعتبار عمومية اللفظ (الشكر) ومراعاة عدم التخصيص او التسمية..
اذ يمكن القول ان قضية الشكر لا تخص الحوثي، وانما تخص الموقف الطارئ الذي ترى فيه حماس ارباكا للموقف الغربي الاسرائلي، وخلط للاوراق، وقد اوضح ذلك الملثم في حديثه عن تجاوز الخطابات وبيانات الإدانة (تجاوز الاقوال الى الافعال) باي شكل ومن أي طرف..
ومع ذلك، فإن الموقف الحوثي وان كان في ظاهره اعلاميا فقط، الا انه يحمل دلالات خطيرة ومؤثرة على مسار الحل السياسي المرتقب في اليمن، والذي تستثمر فيه المليشيات من خلال تقديم نفسها كلاعب دولي واقليمي للجمهور والفاعلين الدوليين على جدا سواء.
ومع ذلك، لا يمكن تحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية الشكر او التجاهل، لأن الموقف العاطفي المسيطر على الجمهور في هذا التوقيت يستدعي اللعب على هامش العاطفة فقط، وان كان ذلك عواقب، أو إثارة غضب طرف ما.
ثم، اننا ك يمنين، بحاجة لتحرك رسمي (من الحكومة اليمنية الرسمية الممثل الوحيد للشعب اليمني) وان كان على شكل، ضجيج اعلامي للتغطية على المواقف الحوثية، التي تدغدغ العواطف وتتلاعب بالمشهد السياسي والعسكري والاجتماعي في اليمن اولا، ثم العالم العربي ..
والتي تهدف الى فرض امر واقع، تتيح لها شرعنة بقائها في السلطة لأطول مدة ممكنه، وهو ما تسعى اليه الجماعة من خلال استغلال المشاعر الجماهيرية المشتعلة محليا واقلميا وعالميا .
وما ساعد الجماعة على هذا الامر، يمكن تلخيصه في جملة من الاخفاقات السياسية والفكرية، التي افضت الى عملية تطبيع الاوضاع في اليمن، وبالتالي افساح المجال للمليشيات الحوثية في تمرير مشروع الشرعنه الذاتية من خلال مخاطبة الجمهور والفاعلين الدوليين كما ذكرنا سابقا.
وهذا يعني انه وكلما طال امد مدة الهدنة لمجرد الهدنة فقط دون أي مقابل، كانت النتيجة تمكين الجماعة مزيدا من المكاسب على مختلف الاصعدة، و اتاحة الفرصة (اعلاميا وسياسيا وفكريا) للمليشيات في كسب نقاط عاطفية على حساب الجرائم الشنيعة التي يتعرض لها اخواننا في جزة.
وهنا يمكن القول، ان ترك الملعب للمليشيات الحوثية بتقديم نفسها كممثل شرعي ووحيد لليمن في هذا الجانب، يعني كسب تعاطف شعبي وعربي واسع لهذه الجماعة دون الاخذ بعين الاعتبار وضعها القانوني والدستوري وحتى الاخلاقي والعقدي ..
اعتقد اننا ك يمنيين (حكومة وشعب) نتحمل مسؤولية افشال المشروع الحوثي، المتمثل في ارباك المشهد الداخلي وخلط الاوراق محليا ودوليا، تحت عنوان (نصرة غزة) .. اذ يتوجب علينا ان نسخر كافة الامكانيات السياسية والدوبلوماسية والاجتماعية والاعلامية لافشال هذا المشروع الحوثي قبل فوات الاوان، وتوضيح وضع الجماعة وحقيقتها ومشروعها، بل والعمل مع كل الحلفاء على وقف حدا للجماعة وتقديم مواقف اكثر فاعلية دعما للقضية الفلسطينية .. وتوضيح موقف الشعب اليمني كافة -رسميا وشعبيا- تجاه القضية الفلسطينية ..
- ايهاب الشرفي
.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً