الرئيسية - محافظات وأقاليم - مليشيا الحوثي تتجاوز الانتهاكات بحق المسافرين الى القتل المباشر
مليشيا الحوثي تتجاوز الانتهاكات بحق المسافرين الى القتل المباشر
الساعة 01:16 مساءاً (متابعات)

على مدى سنوات الانقلاب مارست مليشيا الحوثي في نقاط التفتيش المنصوبة على الطرقات أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين المسافرين، لكنها مؤخرًا تجاوزت تلك الانتهاكات إلى القتل المباشر وفقًا لما أكدته مصادر محلية.

ويوم الأربعاء 31 أكتوبر 2018 أصيب سائق حافلة تقل مسافرين وآخر إلى جانبه إثر اعتداء مسلحين من مليشيا الحوثي الانقلابية بإطلاق الرصاص على حافلتهم، في محافظة البيضاء وسط اليمن.

 

وقال شهود عيان لوسائل إعلام محلية إن عناصر مليشيا الحوثي اعترضوا حافلة ركاب تقل مسافرين في الطريق الاسفلتي الرئيسي الرابط بين محافظتي البيضاء ومأرب بالقرب من منطقة الوهبية التابعة لمديرية السوادية وأطلقوا الرصاص الحي عليها. ويأتي هذا الاعتداء بعد سلسلة اعتداءات وانتهاكات متواصلة لعناصر المليشيا الحوثية على المسافرين في نقاط التفتيش بالخطوط الطويلة الرابطة بين مديريات محافظة البيضاء والمؤدية الى محافظة مأرب المحررة على وجه التحديد.

 

وازدادت أهمية هذا الخط الذي أصبح شريان حياة لكثير من المواطنين اليمنيين، بعد قطع طريق صنعاء مأرب وإغلاق منفذ الطوال البري الذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية، إذ لابد للمسافرين إلى محافظة حضرموت وشبوه ومأرب وكذا المسافرين من وإلى المملكة العربية السعودية أن يمروا بهذا الطريق المليء بالرعب والخوف والخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي. وشكلت نقطة “أبو هاشم” خارج رداع بمحافظة البيضاء، وهي أبشع النقاط التي استحدثها الحوثيون في ذلك الخط عامل قلق ورعب لكثير من المسافرين خشية الاختطاف الذي يتعرضون له على أيدي مليشيا الحوثي، رغم أن المدنيين يضطرون أحيانًا لعبور نقطة تفتيش لا تبعد عن سابقتها أكثر من 40 متراً. وأخذت نقطة “أبو هاشم” اسمها من كنية قيادي ينتمي إلى منطقة ريام في مديرية رداع، وكان أحد تلاميذ حسين بدر الدين الحوثي حيث درس في صعدة لعدة سنوات وشارك في الحرب ضد أبناء قيفه ورداع قبل أن تسيطر المليشيات على البلاد في 21 سبتمبر2014. وفي 11 أكتوبر الماضي ارتكبت مليشيات الحوثي، في ذات النقطة، جريمة بشعة تنافي الاخلاق والأعراف الاجتماعية، حين اعترضت موكب عروستين من محافظة حجة كانتا في الطريق الى مأرب حيث ينتظرهما عريسيهما.

وقال مواطن مقرب من أسرة العروستين يدعى قاسم، إن مليشيا الحوثي الانقلابية نكلت بالعروستين، وأقدمت بطريقة مشينة ووقحة على حلق رأس العروستين، دون أي وازع قبلي أو عرف من شأنه أن يوقفها عند حدها من الانتهاكات بحق اليمنيين التي تتواصل كل يوم، مؤكدا أن المليشيا بما أقدمت عليه تمادت كثيرا في انتهاكاتها.

 

وعلى مدى الثلاث سنوات السابقة روى ضحايا احتجزوا وتعرضوا للانتهاكات في تلك النقطة قصصًا تؤكد أنها تشهد عمليات احتجاز واعتقال العشرات من المسافرين وتعذيبهم من جهة وعمليات سلب ونهب واسعة النطاق لممتلكات آخرين بتهمة ما يسمى بمناصرة العدوان من جهة أخرى. يقول شاهد عيان كان ضمن مجموعة ممن ذاقوا مرارة التعذيب واكتووا بنار الاختطاف “أنهم تعرضوا في الاسبوع الاول من الاعتقال للضرب واللطم والاهانات واجبارهم على الوقوف مستقيمين لساعات طويلة وكذا حرمانهم من النوم دون اي سبب ودون اي ذنب”.

ويضيف في شهادة نقلتها عنه إحدى الفضائيات اليمنية “استمرينا في الاعتقال لمدة 25 يوما دون ان يسمح لنا الاتصال بالأهل لتطمينهم وفي الاسبوع الاخير طلبوا منا مقابل الافراج عنا مليون ريال وكنا عشرة معتقلين حيث سمح لنا الاتصال بأبو احمد الذي بدوره اتى الى رداع على متن أحد الأطقم العسكرية التابعة للمليشيا وتفاوض مع ابو هاشم على دفع 600 ألف ريال كفدية مقابل الافراج عنا والسماح لنا بالسفر الى حضرموت في حين استلم ابو احمد الذي هو قيادي معروف ومن ابناء المنطقة 150 ألف ريال حق اتعابه”.

 

ويروي مواطن من أبناء مدير حزم العدين إن ولده البالغ من العمر ثمانية عشر عامًا سافر في شهر رمضان الماضي إلى رداع لزيارة خالته والبحث عن عمل فاعتقلته نقطة ابو هاشم لمدة ثلاثة أشهر دون ان نعلم عن مصيره شيء وهناك تعرض لأنواع من التعذيب والضرب المبرح”.

وبعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر – والرواية للأب – تم تحويله الى السجن المركزي في محافظة إب، وهناك عثر على ولده بعد أشهر في السجن المركزي بمحافظة إب عن طريق أحد اقاربه الذي يعمل محاميًا موكدًا أنه تم الافراج عن ولده فاقد الذاكرة ويعاني من حالة نفسية وصحية سيئة موضحا ان ولده يخضع حاليا للعلاج عند اخصائيين نفسانيا لإعادة تأهيله.