تعز _ حسان الياسري 

عقد مجلس حكماء تعز صباح أمس الثلاثاء مؤتمراً صحفياً في حديقة (جردن سيتي) حضره العديد من مديري المكاتب الحكومية والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الإجتماعية والنقابات والناشطين والحقوقيين والمنظمات المجتمعية ولفيف من المواطنين .

وقد بدأ المؤتمر إفتتاح الفعالية بالسلام الجمهوري ثم تلاوة بعض من أياتٍ الذكر الحكيم وبعدها ألقى  أمين بازل عضو مجلس الحكماء كلمةً نيابةً عن أعضاء المجلس قال فيها أن ميلاد هذا المشروع وفي هكذا زمان ومكان فرضته الظروف الموضوعية للحرب والتي تمثل تهديداً على النسيج الإجتماعي ويشكل عاملاً كبيراً ومؤثراً لعودة الحياة الطبيعية لمحافظة تعز.
مضيفاً أنه كان لزاماً على القوى الحية والمحبة للسلام والتواقة لإستعادة الحياة أن تعمل على لملمت الجراح من خلال إنشاء مجلس الحكماء لعودة الدورة التنموية .
وأشار بازل إلى أن تشكيل أعضاء المجلس كان من خليط متجانس ضم كل ألوان الطيف بمختلف إيدلوجياتهم وفئاتهم ومشاربهم الفكرية من ممثلين للأحزاب والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين والمستقلين.
مؤكداً على أن مجلس الحكماء لعب دوراً إيجابياً في العديد من القضايا المجتمعية ونزع فتيل الفتنة وتوفير أجواء السلام عبر لجانه الخمسة وإستخلاص الروئ والمقترحات تمهيداً لرفعها إلى الجهات العليا في السلطة المحلية

كما ألقيت كلمة من قبل سلطان القدسي منسق مشروع حكماء تعز للسلام  تناول فيها المراحل التي مر بها المشروع لإنشاء المجلس من دورات تأهيل وبناء قدرات ناشطي المجتمع بمهارات الحوار والسلام وحل النزاعات والحفاظ على النسيج المجتمعي وتوحيد الكيانات في سبيل تفعيل مؤسسات الدولة ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية السلام والتسامح والتعايش السلمي.
وقال القدسي أن المشروع تم تنفيذه بالتنسيق مع السلطة المحلية ممثلة بالدكتور أمين أحمد محمود محافظ تعز الذي يولي هذا العمل أهمية كبيرة ومتابعة حثيثة من قبله لمختلف الإنشطة والفعاليات.
وأوضح في كلمته إلى أن برنامج المشروع قد إستهدف 90 ناشط وناشطة وتدريبهم من خلال إقامة ثلاث دورات تأهيلية بعد إيجاد قاسم مشترك بينهم لتعزيز اللحمة الوطنية وصولاً إلى إنجاز ميثاق شرف أجمعت عليه كل المكونات .

ومن جانبه تحدث عبدالله جسار رئيس لجنة الوفاق والتماسك المجتمعي من خلال تقرير مختصر عن بعض الإجراءات والإنجازات والأعمال التي قام بها مجلس الحكماء والتي إرتكزت على عمل برنامج نزول ميداني ومباشر لكل المرافق ذات العلاقة في قضايا النزاع واللقاء بالمسؤولين وذلك للوقوف على العراقيل والمشاكل التي تقف أمام تلك الجهات وتعرقل قيامها بتقديم الخدمات العامة للمجتمع _بحسب قوله_
وتطرق جسار إلى الآليه التي سار عليها مجلس الحكماء المتمثلة بتحديد الهدف ووضع برنامج للنزول الميداني والقيام بالتنسيق المسبق مع الجهات والإدارات ذات العلاقة والمستهدفة وكذلك التنسيق مع السلطات المحلية والأمنية في المديريات.
وقد تناول جسار في تقريره القضايا الأمنية المرتبطة بالإنفلات الأمني ووضع المساجين ومدى ملائمة أماكن حجزهم من حيث الجوانب الإنسانية وأسباب إحتجازهم،ومن جهة أخرى مشاكل الجهات الأمنية وإحتياجاتها وعجز إمكانياتها للقيام بدورها إضافة إلى قضايا التعليم الحكومي من حيث إخلائها وإعادة تأهيلها لعودة الطلاب لمواصلة دراستهم وكذا المدارس الخاصة والإطلاع على مدى أهليتها وإلتزامها بالنظام والقانون .
كما شمل التقرير الجانب الصحي من خلال قيام مجلس الحكماء بزيارات إلى المشافي والمراكز الصحية في وسط مدينة تعز وعدد من المديريات ووقف المجلس على الأسباب التي تعيق توفر الخدمات للمواطنين لعدم وجود النفقات التشغيلية وعدم وجود الكادر الطبي المؤهل لنزوح معظمهم بفعل الحرب وأيضاً ما تتعرض له الجهات الصحية من إعتداءات من قبل بعض المسلحين الخارجين عن القانون _بحسب التقرير_
وأشار جسار إلى الجانب الإقتصادي في محافظة تعز وما يعانيه الناس من غلاء الأسعار وما يتعرض له التجار من عمليات إبتزاز وأخذ الجبايات منهم الغير القانونية، ومشاكلهم مع مكاتب الضرائب والواجبات وتحسين المدينة معرجاً على الأسباب التي جعلت الكثير من البيوت التجارية مغادرة مدينة تعز لعدم توفر الجوانب الأمنية وحماية ممتلكاتهم .

وفي نهاية المؤتمر الصحفي قرأت مسك المقرمي عضو مجلس الحكماء بعض من توصيات ومقترحات المجلس التي توصل إليها الأعضاء لتم تقديمها إلى السلطة المحلية كحلول ومقترحات لإنهاء الكثير من النزاعات وللمساهمة في تعزيز السلام وتطبيع الحياة وتفعيل دور المؤسسات فرض هيبة الدولة وتطبيق النظام والقانون .

يذكر أن مجلس الحكماء قام بتكريم الجهات التي تعاونت وسهلت مهام المجلس من الأحزاب السياسية وعدد من المسؤولين ومديري المكاتب الحكومية والقيادات العسكرية .