استيقظت العاصمة صنعاء على تفاصيل جريمة جديدة يمكن وصفها بالمروعة، تشبه أحداثها إلى حد ما القصص السينمائية الهوليودية .
تفاصيل هذه الجريمة بحسب ما كشفها الصحفي عبدالكريم المدي، بدأت في 3 أغسطس الماضي عندما خرجت الطفلة وجدان "14 عاماً" من منزلها في خط المطار الجديد لأخذ تلفون خالتها من محل تصليح الهواتف النقالة، لتلتقي بالصدفة بشابة تدعى هنود سبق لها أن اتت إلى منزل وجدان تداعي أنها هاربة وأن أناس يلاحقونها فاكرمتها ام وجدان وأعطتها ملابس تسترها بعد أن كانت ملابسها شبه ممزقة، كما أعطتها مبلغاً مالياً يعينها على مواصلة الهروب وبعدها غادرت المنزل .
يضيف المدي أن هنود عقب لقاءها بالطفلة وجدان أتصلت على خالة الأخيرة وأخبرتها أنهما في المحل معاً، قبل أن تختطفها من داخل المحل إلى مكان مجهول، وهو ما أعتبره المدي نهاية المشهد الأول من الحكاية حيث فقدت الأسرة أي آثر لوجدان .
وفي المشهد الثاني من الحكاية حسبما يرويه المدي، فإنه وبعد بحث مضني حصلت أسرة "وجدان" على خيط أوصلهم بـ " هنود" التي أنكرت في البداية، وبعد أن ذكّرتها أم ( الضحية ) بالجميل الذي صنعته لها في ذلك اليوم، عندها طلبت " هنود" منها المسامحة ومن ثم سردت لها تفاصيل ما حدث لأبنتها، حيث أعترفت هنود أنها تعمل لعصابة يقودها طبيب يطلق على نفسه "دكتور صدام" وسبق للخاطفة أن تطببت عنده وحقنها بعدة إبر، لحقته ليالي أُنس "حمراء" وبرتقالية، على حد وصف الكاتب .
وبحسب إعترافات هنود، فإن هذا صدام قال لها أنه يعمل في مستشفى السبعين وقد تكون هذه المعلومة صحيحة أو غير صحيحة وبيته في بني الحارث قريب من مكان كذا... ، جوار مدرسة كذا... الأهلية ويوجد في البيت الذي كان يسكن فيه خزّانان، أحدهما في السطح والآخر أرضي حيث يقوم بإخفاء الضحايا فيهما كما أنه يمتلك عمارة في مدينة إب ولديه أيدي وأرجل وظهور ورؤوس تحميه وأنها قامت بخطف وجدان وتسليمها إياه .
وتروي هنود أنه بعد أن ادخلتها إلى بيته وكان هناك فيه رجال، مسكتها وجدان من البالطوا وترجّتها أن تُخرجها من ذلك البيت، لكن" هنود " دفعتها من رأسها وكشفت غطاء رأسها، الذي كان بدون شعر، وهذه المعلومة صحيحة ،أكدتها والدة " وجدان" وقالت للأم وبكل بجاحة أنهم قد القوا بابنتها في الخزان الأرضي وهناك نساء أخريات يعملن في نفس المجال.
ويؤكد الكاتب أنه بعد ايام من الحادثة نقل صاحب البيت الذي قالت هنود أنها سلمته وجدان ولا يؤكد له أي اثر ولم يدلي أحد بأي معلومة عنه وقد دونت كل أعترافات هنود في محضر قسم شرطة بني حوات .
ويشير الكاتب إلى أنه تم تكليف طقم للنزول بمعية الخاطفة إلى البيت الذي ذكرته لهم ووصل الطقم إلى المكان وقاموا بطرق الباب عدة مرات، قبل أن يتلقى قائد الحملة إتصالاً دفعه إلى التراجع والعودة دون تفتيش ليتلاشى الحلم الذي كان قد عاشه، الأبوان المكلومان اللذان كانت دموعهما تسبق خطواتهما،وأنفاسهما تسبق حركة كل شيء من حولهما.
وكشف الكاتب عن محاولات لإطلاق سراح هنود بضمانة تجارية من قبل شخصيات نافذة على الرغم من أن ملفها وسوابقها أسودان كقطع الليل المظلم، لافتاً إلى أن الخاطفة حاليا في السجن مع تلفونها الشخصي، وتغير إعترافاتها بحسب ما تردها من إتصالات من خارج السجن .
ويؤكد الكاتب أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تقول إفادة الأم بأنهم فوجئوا في اليوم التالي بتغييرات كثيرة طرأت على المحضر وأقوال المتهمة، تم على ضوئها إستبدال جريمة الخطف والإخفاء، بخطيئة الهروب الإرادي، الذي ربما دفعتها إليه رغبة التنزُّه والاستجمام في بعض المنتجعات والغابات المطيرة المحيطة بصنعاء، وإن كانت في مجتمع محافظ وعمرها (14) سنة، ورأس محلوق " صلعه ".
ويضيف "ولانجاح مسرحية الهروب ، أو على الأقل الضغط من أجل إخراج القضية عن سياقها الطبيعي والتأثير على الأبوين للتنازل عنها ، قاموا قبل فترة بإعتقال الأب ،ووضعه في الحبس".
وبحسب الكاتب فإن وجدان ماتزال مخطوفة ومجهولة المصير منذُ (57) يوما، وتوجيه النائب العام للنيابة الجزائية لم يأت بجديد أو يحصل على أي إهتمام ، وهذا ما أكدته له اليوم الأخت الكريمة" أمها".
ودعا الكاتب كل إعلامي وقاضي وحقوقي ورجل شرطة ومخابرات، وعاقل حارة وسياسي ويمني يحمل ضميراً حياً وينتمي للبلد أن يعتبر نفسه أبا وأخا لـ "وجدان" ، ويتحرّك لكشف مثل هكذا عصابة إجرامية .. مؤكداً أنه في حال تركت ستمثل نواة لعصابات أخرى يُمكن لها أن تحول أطفالنا، أجمل وأعذب وأغلى الأشياء في حياتنا إلى سلع، وأيامنا إلى جحيم.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً