الرئيسية - محافظات وأقاليم - هكذا صنع المخلوع الحوثيين وقدم لهم الدبابات والمدرعات لحرق وتمزيق اليمن(تقرير)
هكذا صنع المخلوع الحوثيين وقدم لهم الدبابات والمدرعات لحرق وتمزيق اليمن(تقرير)
مليشيا الحوثي
الساعة 06:58 مساءاً (الحكمة نت . متابعات)


       

 
مهما كان شكل ونوع المرحلة التي نشأ خلالها هذا التحالف المشوه بين ملشيا الحوثيين وما يسمى بالمؤتمر الشعبي العام وحلفائه وعرابه علي عبدالله صالح، إلا أن هذا التحالف يحمل في تفاصيله مقومات فشله وتقوض بنيانه، فمليشا الحوثي ليست مكوناً سياسياً. 


لا بناءً ولا حتى شكلاً ناهيك عن صميم تكوينها، فهذه المجموعة ظلت -كأيديولوجيا دخيلة- مرفوضة ومقموعة ومحتقرة على المستويين الرسمي والشعبي طوال سنين تكوينها، ولم تتح لها أبداً فرصة التشكل السياسي أو حتى التنفس السياسي، وظل وجودها ومصيرها معلقاً بالكيفية التي يريد المخلوع توظيفها بها، كورقة سياسية، أو بمعنى أصح ثعبان ضمن ألف ثعبان يجمعها ويداعبها الحاوي صالح وفق مصالحه.


 
أما مضمون وصميم تكوين مليشيا الحوثي، فهي جماعة دينية منعزلة، تفكيرها مسلح بتوجس الأقليات المضطهدة والمنبوذة، وذراعها مسلحة بآلة التوسع الإيراني وفق مشيئة ولاية الفقيه، وليس أمامها خيارات كثيرة في ما يتعلق بالوجود الشرعي في اليمن، وكل ما تريده هو الانقضاض على السلطة -كمعظم الجماعات الدينية-، إدراكاً منها أن هذا هو خيارها الوحيد، للبقاء ومن ثم تنفيذ المهمة المرسومة لها.


 

 

وبالمثل يمكن توصيف المؤتمر الشعبي العام -وإن كان يتخذ شكلاً سياسياً- فهو في مجمل مضمونه ليس مكوناً سياسياً، ولا يعدو كونه تجمعاً قبلياً يخضع لتراتبية القبيلة ومصالحها وتوجهاتها، ولا يعنيها مفهوم الوطن أو الشرعية السياسية والانتظام في سلسلة المجتمع المدني، بقدر ما تحركها بدائية القبيلة التي يعنيها في المقام الأول حصد الغنائم وتقاسمها والمحافظة عليها.


كل طرف من طرفي هذه المعادلة يعتقد أنه يستغل الآخر مؤقتاً لتحقيق مصالحه ومن ثم التخلص منه، وكل طرف يدرك أن الطرف الآخر يعرف هذه الحقيقة، وهما يسيران في هذه اللعبة المكشوفة لأن لا سبيل أمامهما غيرها، إلا أن هذه اللعبة أصبحت سمجة إلى حد أنها لا يمكن أن تستمر طويلاً، فالصراعات والانقسامات والاتهامات التي يتبادلها الطرفان تؤكد هشاشة هذ التحالف وتناقضه وعداءه المتبادل، وكلما زاد الضغط من القوات الشرعية لحكومة الرئيس هادي على الحليفين كلما توسعت الفجوة وزاد الانقسام واشتدت حدة الخلاف.


 
ولأن مليشيا الحوثي تنطلق في ممارساتها من تفكير الأقلية المضطهدة المتوجسة، كانت ردة فعلها أكثر عنفاً فبدأت في قتل قادة المؤتمر الشعبي العام واعتقالهم ومحاولة تحجيم دورهم.


يمكن القول: إن ما يحدث بين الحليفين اللدودين ليس انقساماً أو صراعاً، بل هو انقلاب آخر من المليشيا على المؤتمر، فالحلقة ضاقت جداً عليهم، وهذا أعادهم إلى وسيلة دفاعهم الأولى كأقلية مهمشة، وهي فقدان الثقة في الجميع من خارج دائرتهم، والخوف من الجميع، والاستعداد لقتال الجميع، كردة فعل على حالة التوجس الوجودي التي يعيشونها، فأمام محاولات البقاء هذه يستوي في العداء كل من هو خارج دائرة الأقلية الضيقة، فلا فرق في عين الشك الحوثي بين هادي وصالح.


لن تفلح محاولات المخلوع في تهدأة غضب القبائل، الذي يشتد تصاعده يوماً بعد آخر، فهذه القبائل مهما ضافت مصالحها، فإنها محكومة بتقاليد ترفض الإهانة، وأبناء القبائل الذين يشكلون معظم جيش المخلوع، لن يصبرون طويلاً، وسينفجرون حتماً على إساءات المليشيات المتواصلة، فهم رجال نشؤوا على أسس صلبة من قوانين "الشرف القبلي" وملاحقة الثأر ورفض الانقياد، فكيف إذا كانت ممارسات الإهانة والقتل والإخضاع على يد أقلية كانت مضطهدة محتقرة إلى وقت وجيز من أبناء هذه القبائل أنفسهم؟.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص