الرئيسية - ثقافة وفن - رسالة .. من العالم الآخر..!!
رسالة .. من العالم الآخر..!!
الساعة 01:36 صباحاً (الحكمة نت - خاص: )
بقلم: مروة الحسين

حينما تقع كلماتي هذه بين يديك، أرجو منك أن تحملها إليه .. ادرك أنك لا تعرفني، وانك تجهل من أكون .. لكن ما أرجوه منك فقط إيصالها له .. لأنه وحده يستطيع فك طلاسمها واستشعار وفهم واستيعاب مضامينها ومعانيها .. وحده القادر على قراءتي من الأعماق والاحساس بكل ما تعتريني من مشاعر .. ووحده يعلم أنها كُتبت له، كيف لا وهي من مقلتيه أنجبت .. ورأت الحياة.

أخبروه أني لم أمت بل لازلت أنتظره على بعد خطوات أو بعد سنوات لكنني في الإنتظار .. أخبروه أني أصلي لأجله كل ليلة وادعو الله سراً وجهراً أن يحميه.

أخبروه أني حين رحلت دون وداع لم يكن قصدي .. وأني حين حملت حقائبي غضباً منه لم تكن سوى لحضة غيرة آنية اجتاحتني لا أكثر .. ولو علمت حينها أنها ستكون النهاية لأحتضنت كفيه ليلتها الى أن يستلم «عزرائيل» أمانته.

في لمح البصر كنت طيف يحوم حوله .. لم أفهم لحظتها كيف وصلت اليه؟! .. وكل ما اذكره هو دموعي التي كانت تنهمر با توقف، تغسلني من الخطايا، وكل ما كنت اسمعه هو رنين منبه السيارة أني تجاوزت السرعه المسموح بها.

فجأة بدا لي المكان مظلم وكأني في قاع بئر .. أدركت بعدها اني محبوسهطة في مكان معتم .. إستفقت بعدها لأسمع صوته وهو يصرخ وينادي بإسم ما بدا لي للوهلة الأولي غريباً وكأنني أسمعه للمرة الأولى .. لم أتمالك نفسي وانهرت باكية لامرة الثانية ظناً مني أنه يناديها .. لكنني عندما رأيت حولي وجوه أخرى أعرفهم جيدا «والدي - والدتي .. وصغيري» .. ادركت حينها انه كان يناديني ويصرخ بإسمي ويبكي ويبحث في أرجاء ذلك المكان المكسو بالون الأبيض أو الأخضر لا أدري .. لأن إدراكي للألوان بدا كمسألة فيزيائية معقدة التفاصيل.

كففت دموعي وحاولت اتمالك نفسي وأهدئ من روعك لأقول لك أني بجانبك .. ومع ذلك وجدتني عاجزة عن الكلام أيضاً فصوتي مبحوح من كثرة البكاء .. لا أعلم ما حدث لي .. ما زلت ارتدي قميصي الأبيض لكنه ملطخ بالدماء .. حاولت جاهدة معرفة من اين نزفت تلك الدماء - الاّ إن الذاكرة لم تسعفني.

مازلت أراك تركض هنا وهناك وتنادي وتسأل .. من هذه التي استوقفت تبدو من ملامحها كطبيبة؟ .. تحجرت مقلتاك على المكان الذي أشارت بسبابتها اليه، وتباطأت خطواتك لكن نبضك تسارع .. يتمسك بك ميلادنا كما أحببت دوما أن اناديه «طفلنا الوحيد» .. هو فعلا ميلاد جديد لحبنا .. إحتضنته وكأنك تحتضن الوجود .. تبكي ويمسح بكفه الصغير دموعك .. أين انت ذاهب وصلنا الي آخر الرواق .. ومن خلف الزجاج وقفت تتأمل .. يسألك ببراءته المعتادة: "بابا اليست تبدو كالأميرة النائمة؟! .. أستشيظ أنا غيظا وأقترب من الزجاج لأتعرف على تلك الأميرة.

غرفه بيضاء لا تسمع بداخلها سوى رنين الأجهزة الالمترونية التي تكتض بها .. أسمع صوتك ثم التفت لأجدك مازلت تتحدث مع تلك الطبيبة ..تسألها: "كيف وضعها؟! .. وتجيبك: "اذا مرت الأربعة والعشرين الساعة القادمة ستكون بخير" .. أريد أن أعلم من تلك التي تتحدثون عنها؟! .. اتسلل خلفك الى الداخل .. لأجدك تمسك يدها فأحس بالدفئ في يداي .. تقبل رأسها وأحس بقبلتك على جبيني .. ثم أحاول جاهدة أن أقترب أكثر .. وأكثر .. لكنني أجد مقلتاي تتحجران عليها .. ثم أكتشف أنها أنا.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص