الرئيسية - ثقافة وفن - ولنا في الغيب .. حياة..!!
ولنا في الغيب .. حياة..!!
الساعة 02:21 صباحاً (الحكمة نت - خاص:)
بقلم: مروة الحسين

بعد الكثير من الصمت، والانتظار والترقب .. كنا صامتين بين تفكير والكثير من الدعاء .. فقط شفاهنا تتحرك بالإستغفار .. فاجأني بقوله: "لقد اخبرتها مراراً انها تمثل لي الحياة، وأني لا أريد سواها .. ولا اطيق العيش بدونها" .. ثم عاد لصمته .. مرت لحظات لم استطيع أن أميز مشاعره خلالها.

لكنني لحظت أن عينيه أغرورقت بالدموع حتي فاضت، ثم علت شفاهه إبتسامة وقال لي: "تعلمين كم هي عنيدة صديقتك وتعشق المغامرات .. وكم اعشقها انا واعشق جميع تفاصيلها حتى تلك المزعجة تمثل بالنسبة لي حياة .. لا يحلو يومي ان لم أراها تبتسم وتشاغب .. وتمارس ما يحلو لها من الطيش .. وتلك هي عادتها منذ عرفتها وحتى اليوم".

ثم استطرد: "لا تحزنني محاولاتها فأنا أعرف انه حق لها .. لكنني اتحسر من نظرات المجتمع لها .. اخاف عليها من الإنهيار، واحاول منع افواه الناس من تكرار نفس السؤال الم تصيروا ثلاثه بعد؟ .. كلما بدأت تستسلم لقدر الله أحيا طبيب فيها الامل لينسفه آخر".

تنامى حينها الى مسامعنا صوت من آخر الرواق: "يمكنكم الآن رؤيتها" .. تأملتها وانا أتساءل: أهي فعلاً هي صديقتي؟! .. لمذا لم تعد كما كانت؟ .. فقد بدت شاحبة جداً .. وتظهر عليها علامات الإرهاق.

تسعه أعوام انقضت وهي تركض من طبيب الى آخر .. فقط سعيا وراء دواء يمكنها من إنجاب طفل يحمل إسمه، ويتوج هذا الحب المقدس .. الا ان القدر لم يشأ لهما بعد.

جربت كل العقاقير .. وزارت كل الاطباء، وترددت على كل المستشفيات، دونما جدوى .. تمسكت بيدي وقالت: أعلم انه لا يريد سواي، لكنني كثيراً ما اسمع رجاءاته عند كل سجود: «ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين» .. ذرفت دموعها .. واضافت: "وفي الحقيقة انا لا اريد من الحياة غير سعادته".

وبعد هنيهة .. واصلت حديثها المصحوب ببحة حزن: "اعلم انه لا يريد هذا الطفل .. ان لم يكن مني .. لأنه دائما يكمل دعائه: «ان لم يكن منها فلا اريده» .. حاولت جاهده ايجاد بديل له تمنحه ما تمنى .. لكنه للأسف يرفض حتي النقاش.

غادرت المشفى والعديد من التساؤلات تسيطر على تفكيري: "لم يا ترى يجب على العشاق تجرع المرارات والعذابات؟! .. لم دائما ما تكون اختباراتهم صعبه؟! .. هل هي لعنة المجتمع على الحب الطاهر؟ أم أن هناك خفايا ومعادلات وجودية أخرى لا نعلمها؟!.

كلماتها ما زالت ترن في اذناي .. لم استطيع لومها أو حتى لومه فكلاهماةفي نظري على حق.

وبعد انقضاء عامين ونصف تقريباً .. إتصلت لأطمئن عليهما بعد آخر لقاء لنا في المشفى .. أعلم اني اطلت الغياب وقصرت في التواصل .. لكنني في الاخير معذورة فقد كانت هناك ظروف قاهرة أجبرتني على ذلك .. وأثناء ما كنت أفكر في المبرر .. فوجئت بسماع صوت طفل في الجانب الآخر ما زال حديث الكلام.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص