خالد العصيمي -برمنجهام 25/8/2019
-----------------------------------------------------------
يتفق الجميع على حتمية معركة شبوة على اعتبارها ملحمة الحسم التي سوف تُغير الخارطة السياسية والجغرافية لليمن .تكتسب شبوة أهمية ليس فقط لأهميتها في مواردها الطبيعية حيث تضم حقولاً ومنشآت نفطية، ومينائين إستراتيجيين يُصدر منهُما الغاز والنفط، ولكن في القوة التأثيرية التى سوف تُحدثها معركة شبوة في مجرى الأحداث العسكرية والسياسية لكل من الحكومة اليمنية وقوات المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة.
في اليومين الماضيين دارت معارك في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة بين قوات الحكومة الشرعية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التى أدت إلى إخراج قوات المجلس الانتقالي من محافظة شبوة بالكامل بعد السيطرة على جميع المعسكرات والمناطق الاستراتيجية، هذه المعركة لن تكون الأخيرة، بل حلقة في سلسلة من المواجهات في ظل تحشيد ودفع بتعزيزات جديدة على تخوم محافظة شبوة من كلا الطرفين.
يُدرك المجلس الانتقالي أن ما قام بهِ من إنقلاب مُسلح على مؤسسات الدولة في محافظة عدن لن يكون لهُ أي أثر في ظل بقاء محافظة شبوة خارج سيطرته، وأن مقاومة أبناء وقبائل شبوة القوية قد تُقيض ما تم انجازة، وتدحض زيف ادعاءاتهم أن المجلس الانتقالي يمثل أبناء الجنوب بكل أطيافه، وتجعل الانتقالي محصورا في جبال يافع والضالع. وها هي شبوة، وأبين، والمهره، وحضرموت ترفض دعوى المجلس الانتقالي بأن أبناء الجنوب فوضوه في أستعادة دولة الجنوب، وأن المجلس لا يعبر إلا عن عصابة، مناطقية، قروية متعطشة لسفك الدماء والخراب والسلطة.
لاشك ان الانتقالي يدرك أن فشله في السيطرة على شبوة وما بعدها من محافظات سوف يضعف رغبة الجنوبيين في الانفصال، والذي سوف يصبح فكرة معزولة عن الواقع.
الإمارات لن تقبل الهزيمة للمجلس الانتقالي في شبوة بهذه السهولة، فقد أنفقت الكثير من المال والوقت في إعداد وتجهيز المجلس الانتقالي كي يتسنى لها السيطرة على ميناء عدن ذو الرائحة الشهية التى تعصر قلوبهم، وتجعل الأموال تسيل بشكل تلقائي وغير متوقع من خزائنهم .
إذا خسرت الإمارات في اليمن فسُتلقي الهزيمة بظلالها على الأطماع والطموح الإماراتي في موريتانيا وجبوتي وليبيا. مازالت الإمارات لديها أوراق كثيرة في اليمن تستطيع تحريكها لتحقيق النصر للمجلس الانتقالي في شبوة تلك المحافظة التى لها من الاهمية ما لها ، فمساحة شبوة أكبر 13 مرة من مساحة دبي .
الحكومة الشرعية في الوقت الراهن تفرض سيطرتها الكاملة على محافظة شبوة وعاصمتها عتق، حيث تفرض حصاراً قوياً على مداخل المحافظة، وعلى خطوط الإمداد التى تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى.
وصول رئيس الوزراء إلى شبوة للإشراف المباشر على المعركة ادراكاً أن الانتصار في معركة شبوة سوف يمثل الطريق السريع لإعادة السيطرة على محافظة أبين ومن ثم العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن للتطبيع الأوضاع الأمنية والسياسية بما يؤدي إلي هزيمة المشروع الإمارتي الانفصالي الذي يسعى إلى انتاج سُلطات متحاربة، وداخل كل مجتمع تُنتج سجناً رسمياً للشعب مُعاقب بظلم الانتقالي والاستبداد الإمارتي.
في الأخير ، أرى أن المجلس الانتقال قفز في الظلام قفزة، وسوف ترتد سلبا على القضية الجنوبية وتُحرفُها عن مسارها الحقيقي في تحقيق العدالة الاجتماعية لأبناء الجنوب، ومع ذلك فقد ساهم الانتقالي من حيث لا يرغب في تعزيز الإيمان بأن الحكم الفدرالي هو المخرج الحقيقي والعادل لكل ابناء الشمال والجنوب.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً