من المؤسف أن ترى النخب السياسية اليمنية أن نقد دور الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة هو بمثابة "جلدٌ للذات " كما يجلد المسيئ نفسه.النقد النخبوي هو توضيح لدور الإمارات في محافظة عدن العاصمة اليمنية، وكشف تحول ادواتُها إلى أدوات اغتصاب للشرعية اليمنية في وضح النهار ، وأفتراس لسيادة اليمن. ماحصل لليمن في السنوات الخمس الأخيرة هو اكتشاف متأخر لحقيقة النوايا الإماراتية تجاه اليمن أرضاً وإنسانا . ليس لليمن حق في هذا الاكتشاف أن يسجل "براءة اختراع وأكتشاف" الصومال، وجيبوتي، وإريتريا، وإثيوبيا قد سبقونا في هذا الاكتشاف منذ زمن.
رمزياً ، يقدم الساسة والكُتاب الامارتين، ومن تماهى معهم من النخب اليمنية صورة لدور الإمارات على أنهُ مُكرّم ، مقدس، تشكر عليه ولا تُنقد. وهكذا يقع المواطن اليمني في فخ التوهيمات ، ومساحيق التجميل للوجه القبيح لأدوات الإمارات في اليمن عبر هذه النخب السياسية، وبذلك يعيش المواطن واقع مختلف، و يتطلع الى مستقبل بائس. هذا الواقع المظلم والمستقبل البائس هو مايجمع الإمارات وأدواتها المسلحة في اليمن لإعادة تشكيل الجغرافية والسياسية اليمنية بما يتخادم بسهولة وانسيابية مع ألاطماع الإماراتية في اليمن.
أكتشفت القوى السياسية اليمنية متأخرةً ، أنها تعرضت إلى ما يُعرف "خصي القوى السياسية " عندما وجدت نفسها عاجزة ومشلوله أمام الإرهاب السياسي في عدن الذي أفرز قوى وواقع جديد. الأمر الذي جعل الرئيس هادي يقف وجهاً لوجه أمام الدور الإمارتي التدميري لمكتسبات ومقدرات اليمن بدون إمداد من قبل الأحزاب السياسية "التحالف الوطني" أو دعم من هيئة مجلس النواب وكأن أصوات القنابل والمدافع التى عاشتها مدينة عدن في ظل سلطة الإمارات كان كرنفال احتفالي بمناسبة قدوم عيد الأضحى.
يا سادة يا كرام ، ماحصل في عدن هو إرهاب سياسي ، لا يخدعوكم بقولهم انه حراك سياسي. هو أداء سياسي في نظر الإمارات لأنه يخدم مصالحُها ومصالح دول أخرى في اليمن الذي تحول إلى "فيد". تحملوا مسؤلياتكم الوطنية والتاريخية من خلال توحيد مواقفكم وخطابكم السياسي، انتقدوا وغظبوا من أجل اليمن.
خالد العصيمي - برمنجهام -13/8/2019
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً