أن حجم الأمتعاض والأستياء الذي تولدَ فيِ نفسِية المواطن العربي نتيجة التدخُلات الإيرانية في شؤونهِ العربية وهيمنتُها على القرار في أربع دول عربية ابتداءً بلبنان ثم العراق وسوريا وانتهاءً باليمن، كبير مما هو متصور. وعلى النقيض من ذلك، حجم ألتعاطف والتأييد لما تقوم به المملكة العربية السعودية لردع هذا التدخُل الإيراني في الشؤون العربية أقل مما هو مُتصور ومفترض.
هُنا، يفترض التوقف بدقة أمام انطباع المواطن ألعربي العجيب ،الغريب وقفة تأمل.
يمكن ان تُعزى هذه المواقف الغامضة، والمتشتتة ألى ثلاثة عوامل ، قد يكون هناك رابعاً وخامساً.....، لكني اقف على هذه العوامل الثلاث وحسب ، وان كانت لا تُجليه جلاءً كاملاُ إلا أنها تُساهم بشكل أو بأخر في صياغة موقف المواطن العربي، ويأتي في مُقدمتهما إخفاق دور المملكة العربية السعودية لحل القضايا العربية البينية، أبرزها القضية الفلسطينية التى تشهد مرحلة خطيرة من الأنقسام والقطيعة بين الفصائل الفلسطينية، هذا التراخي مكن إيران من إستغلال القضية الفلسطينية و توظيفها بشكل جيد لتثبت للمواطن العربي أن سياستها مناهضة لإسرائيل، على الرغم من أن إيران دولة مواربة ومخادعة بعدائها لإسرائيل.
الأمر الآخر، تبعية السعودية للسياسة الأمريكية التى جعلت المواطن العربي مُستلب في إنتاجهِ وثرواتهِ، مُستلب في وعيه، ومقموعًُ بأدواتها، وتحول دون تطوره، وتُفرز في نفسية المواطن العربي حد لايوصف من الغضب . إيران تحسن تظليل وتدليس المواطن العربي اعلاميأ على أنها الدولة الوحيدة القادرة على التحدي والتصدي لأميركا والغرب بشجاعة.
الأمر الثالث، الشارع العربي من الخليج إلى المحيط يراقب عن كثب ما يتعرض لهُ الشعب اليمني من تأمر وخُذلان ، وفي ذهول يشاهده كيف يتعرض هذا الشعب الأصيل إلى أكبر خديعة خليجية، فالحرب تدور رحاها هذه الأيام في عدن التى تسيطر عليها السعودية والإمارات منذ خمسة أعوام. اليمن التى تحظى بمكانة خاصة في نفس المواطن العربي يُراد لها من البؤس والشقاء والتقسيم ما يجعل المواطن العربي ليس فقط أن يمتعض بل يصل به الأمر إلى حد الغضب، والشعور بالاكتئاب و الإجهاد العام.
ومع ذلك، يعتقد بعض المتفائلين إن هذه المواقف الغامضة والمتشتتة للمواطن العربي علامة صحية وليست علامة مرض، اذا ما تم الاعتراف بهذا التشتت لكي يتم تصحيح المسار في الاتجاه الصحيح. أنطباع المواطن العربي، هو برلمان العرب الحقيقي الذي يعكس الصورة الصحيحة بعيدا عن الزيف والخداع والمراوغة.
في الأخير أتقدم للسادة القراء بأطيب التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك.
*خالد العصيمي- برمنجهام 9/8/2019*