ايهاب الشرفي
بهذه اللغة فقط يجب التعامل مع الحوثي !
الثلاثاء 9 يوليو 2024 الساعة 03:44


ايهاب الشرفي: 

تعتقد مليشيات الحوثي ان ما مضى كان حربا حُسمت لصالحها، وشرعت تتصرف على هذا النحو، غافلة عن كل تلك الحقائق التي تؤكد ان ما جرى لم يكن إلا تصفية حسابات ومناوشات بعيدة كل البعد عن كونها حرب حقيقة.


حيث افتقرت العشر سنوات الماضية لثلاثة اركان اساسية للحرب (العزيمة - الداعم - الهدف)، وهي الاركان التي تشتت بين راسم سياسيات مخطئ، ومتصور انتصار غبي، وحالم بسيناريو معين لم يحسن الحسبة، فضاعت الجهود وشُتت الغايات، ورسُمت خطوط حمراء قاتمة حالت بين نشوب الحرب والانتصار، او اخمادها تماما.


ذلك ما رسم صورة ذهنية مغلوطة لدى الجماعة بتحقيق النصر، حيث شرعت نحو اطلاق التهديدات للدولة اليمنية والشعب اليمني، وتوسعت لتشمل دول الجوار والمنطقة، وذهبت ابعد من ذلك الى استدعاء قوى عالمية للحرب في اليمن، وهو ما سيقود في النهاية إلى حرب مدمرة تطال اليمن، كل اليمن تحت ذريعة الحرب مع الحوثي.

وهو الأمر الذي يستدعي الوقوف امامه بكل حزم وجدية، قبل فوات الاوان، قبل ان يستحوذ جنون العظمة على هذه الجماعة التي لا تتصرف وفق قواعد سياسية او دبلوماسية ثابتة، ولا تتورع عن اقحام اليمن في انفاق مظلمة، معتقدة انها اصبحت قوة لا تُقهر، وان مساعي السلام خضوع واستسلام .


غير مدركة ان كل مقومات النصر ما تزال مطروحة، وكل الاركان السبعة متوفرة (الرجال - العتاد - التمويل - العزيمة - الاهداف - الوسائل - الداعم الشعبي والدولي)، وكل المعطيات تقود الى ضرورة نشوب حرب حقيقة ينتصر فيها الطرف الاقوى، ولا اظن ان جماعة الحوثي تمثل هذا الطرف.

ففي الحقيقة تفتقر الجماعة لكل مقاومات النجاح، لا قبول شعبي ولا اقليمي ولا دولي، فهي في نظر المجتمع الدولي جماعة ارهابية كما هو حالها لدى تعريفات الدولة اليمنية والشعب اليمني، ولا تمتلك خطوط الدعم والاسناد العسكري مقارنة بالدولة (الشرعية)، وليس لديها التمويل الاقتصادي اللازم لاستمرارية الحرب وخاصة إذا ما فرض عليها حصار اقتصادي حقيقي.

وهو ما ينبغي ادراكه والتعامل معه، لتحجيم هذه الجماعة ووضعها في مكانها الحقيقي، من خلال حرب حقيقة، لان خطرها ما زال يتعاظم، اذ لا تزال تعمل على غسل ادمغة الاطفال والاستحواذ على مفاصل الدولة وتمزيق النسيج الاجتماعي، وبيع الوهم للشعب اليمني والجمهور العربي، وتدمير الاقتصاد ووقف عجلة التنمية والتأثير على مستقبل الدولة والشعب.. 

المقالات