الرئيسية - محافظات وأقاليم - «أحداث عدن» .. بين إنتصار الشرعية وفشل الإنقلاب .. قراءة في حقائق ومعطيات الواقع ..«تقرير خاص»
«أحداث عدن» .. بين إنتصار الشرعية وفشل الإنقلاب .. قراءة في حقائق ومعطيات الواقع ..«تقرير خاص»
الساعة 05:35 مساءاً (خاص:)
اثبتت تجارب بني البشر وعلى امتداد التاريخ الإنساني برمته - «أن ما بني على باطل يبقى باطل» .. و«أن نهج الشر وإضماره وسلوك طريقه لا يُثمر الا الشر والخسران والندم» .. وبإعتقادنا أن هذا هو التوصيف الوحيد الذي ينطبق جملة وتفصيلاً على مشروع ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» .. الذي ورغم مضى قرابة العام على اطلاقه واشهاره من قبل شلة الاباليس والمخربين في العاصمة المؤقتة عدن .. الا انه ظل يراوح مكانه، ولم يحصد القائمين عليه سوى الفشل والندم والعار واللعنات وسوء الصيت تباعاً.

وبلا شك هي نتيجة طبيعة لهكذا مشروع تخريبي وتدميري، سعى القائمين عليه لإتخاذه وسيلة للإنتقام من السلطة الشرعية التي كانت اقصتهم من مناصبهم وكشفت بعض فسادهم وقبحهم وحماقاتهم وعمالتهم ايضا .. الى جانب اتخاذه سبيلاً لتحقيق اغراض ومصالح ورغبات ونزوات شيطانية خاصة - والتي اثبتت الوقائع والاحداث الماضية أنها تتعارض وتتقاطع تماما مع المصالح والتطلعات والاحلام الجمعية للعامة من الشعب اليمني بشكل عام .. لذلك كانت ارادة الله اكبر واقوى من مؤامراتهم ومخططاتهم وشرورهم .. حيث نجد انهم ما ان اقدموا على تنفيذ خطوة ما الا وكان الفشل والخسارة والفضيحة حليفهم .. وبالتالي ضلوا ولا زالوا يتخبطون وسط دوامة مبهمة لا يدركون كنهها.

فشل وخسائر سابقة

فشلوا في كسب التأييد الشعبي والتغرير بالبسطاء من المواطنيين سواء في اولئك المواجدين في العاصمة الموقتة «عدن» .. أو في المحافظات رغم الامكانات والنفقات الهائلة التي بذلوها في سبيل ذلك والتي تقدر بملايين الدولارات .. وفشلوا في كسب تأييد او حتى تعاطف دبلوماسي عربي او دولي .. وفشلوا ايضا في انشاء مجلس عسكري كما كانوا يزعمون .. وفشلوا في تحويل مشروعهم الى حزب سياسي كما صرحوا في وسائل الاعلام .. وعندما لم يحالفهم الحظ في تحقيق شيء لجأوا للمجاهرة بالتمرد على الدولة والحكومة الشرعية واعلان الحرب عليها .. هكذا بأسلوب همجي وبلطجي ودون مراعاة للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلد والحرب الظروس التي تخوضها الشرعية ضد المشروع الانقلابي الحوثي الايراني في الشمال .. ودونما اعتبار للتبعات الكارثية المترتبة على حماقتهم تلك والتي سيدفع ثمنها المواطنيين البسطاء في المقام الاول.

تفجير الحرب

وعلى الرغم من التحذيرات والدعوات السلمية التي وجهت لهم من قبل القيادة السياسية والحكومة الشرعية - الا انهم لم يضعوا اعتبار لشيء وبالفعل نفذوا مخططهم التآمري ذاك والذي بلا شك كانوا يسعون من خلالة لتنفيذ إنقلاب كامل على الشرعية وبسط سيطرتهم على المؤسسات واعلان الانفصال ومن ثم التحكم بمصير البلد والناس .. وذلك على غرار مشروع الانقلاب الحوثي الكهنوتي الذي نفذه اذناب ايران في الشمال والذي وللأسف دفع ثمنه عامة اليمنيين ولا يزالون يتجرعون ويلاته حتى اليوم .. لكن ما حصل على الواقع كان بمثابة صفعة العمر الذي مُني بها اولئك الانقلابيون الجدد، بل انه الضربة القاضية التي اسقطت مشروعهم التآمري والانقلابي والتخريبي واعلنت وفاته الى الأبد .. وطبعا لسنا نقول هذا الكلام اعتباطا او من وحي خيالاتنا .. بل انه مبني على حقائق ووقائع مشهودة نسوق لكم فيما يلي بعضا منها .. وذلك على النحو الآتي:

على الصعيد العسكري

نجح انقلابيو «مجلس الزبيدي الانتقامي» في تفجير الحرب في العاصمة المؤقتة عدن .. وباشروا ضرباتهم على المقار والمعسكرات والمؤسسات الحكومية وبشكل هستيري .. لكنهم فوجئوا بالرد القاسي والحاسم من قبل الجيش الوطني والوية الحماية الرئاسية والقوات الامنية التي تصدت لهجومهم ذاك في مختلف الاحياء .. وتمكنت من بسط سيطرتها على معظم مديريات واحياء المحافظة وخلال ساعات معدودة .. كما تمكنت من اسر العشرات من عناصر مليشياتهم والاستيلاء على العديد من الاليات العسمرية والأسلحة .. وهو الامر الذي دفع برئيس المجلس الانقلابي المدعو عيدروس الزبيدي للإستغاثة بالتحالف العربي .. حيث وجه لقيادة التحالف دعوة للتدخل ووقف الحرب .. وبالفعل استجابت قيادة التحالف ووجهت دعوة للقيادة السياسية والحكومة الشرعية لوقف الاقتتال .. وهو ما تحاوب معه فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء فورا.

نكث الاتفاقات والعهود

وجه كلا من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء فورا حينها قوات الجيش والامن بوقف اطلاق النار والتراجع الى وحداتهم السابقة .. وتم تنفيذ الامر فعلا .. وتم بعدها توقيع اتفاق بين الحكومة الشرعية ومليشيا «المجلس الانتقالي» الانقلابية بوقف إطلاق النار في العاصمة المؤقتة عدن وسحب المظاهر المسلحة نزولا عند دعوة التحالف العربي .. الا ان تلك المليشيا الانقلابية نكثت بالاتفاق بطوالعهد واستغلت الهدنة لمباغتة احد الوية الحماية الرئاسية الامر الذي أخذت الأمور على اثره اتجاها آخر غير اتجاه الهدنة .. فقد انتهجت تلك المليشيا نفس سلوك مليشيا الحوثي الايرانية المعروف بالاخلال بالاتفاقات ونكثها.

اقتحام وتدمير المؤسسات

على اثر تلك العملية الغادرة سارعت المليشيا الانقلابية تلك لتسويق انتصاراتها ومزاعمها الوهمية تلك عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي .. وهي مزاعم وادعاءات كاذبة ولا اساس لها من الصحة .. بل ان العكس هو ما حصل فقد تمكنت قوات الجيش الوطني والحماية الرئاسية من قتل اثنين من كبار قادة المليشيا وكانت اعلنت سيطرتها على معسكر المليشيا في جبل حديد لولا انه تم مطالبها بالانسحاب .. والنصر الوحيد الذي احرزه اولئك الانقلابيون انحصر في قيامهم باقتحام وتدمير عدد من مؤسسات الدولة ومن بينها مباني المجمع القضائي في عدن .. ومن ثم القيام بتكسير الابواب والمكتب ونبش الادراج ونهب اجهزة الكمبيوترات وغيرها من الممتلكات .. كما قاموا بإطلاق الرصاص على خزنة امين صندوق وزارة العدل .. ونهب عسرات الملايين ومايقارب 15 جهاز لاب توب .. بالاضافة الى تنفيذ حملة اعتقالات للمواطنين الابرياء .. وهناك الكثير من التفاصيل التي لا يتسع المجال لسردها.

انتصارات وهمية

قوبلت الحملة الاعلامية الواسعة التي قادها عناصر مليشيا التمرد والانقلاب الانفصالية خلال عملية المواجهات وذلك في المواقع التلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي .. والتي سوقوا خلالها اخبار ومزاعم واكاذيب وتلفيقات لا اساس لها من الصحة - بسخرية واسعة في امتداد الشارع اليمني والعربي .. حيث علق عليها ناشطون بقولهم: «مليشيا عيدروس الزبيدي والإرهابي هاني بن بريك تحقق انتصارات ساحقة في جبهات النواقع الالكترونية والفيس بوك وتويتر وباقي مواقع التواصل الاجتماعي .. فيما قوات الشرعية هي من تحقق الانتصارات على الأرض، تحية لكل ابطال الجيش الوطني وأبناء عدن والجنوب الأحرار الذين وقفوا مع الدولة ضد عصابات الانقلاب» .. وهو الامر الذي تحول بعد ذلك الى مادة للتندر والسخرية.

على الصعيد الدبلوماسي

منيت مليشيا الانقلاب والتمرد ممثلة بالارهابيين «عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك» بخسارة فادحة بل وصدمة غير مسبوقة وذلك على الصعيد الدبلوماسي العربي والدولي .. حيث قوبلت اخبار تمردهما بحملة استنكار وسخط عربية ودولية .. وفي مقدمة ذلك دول التحالف العربي حيث وصفت وسائل الاعلام العربية والعالمية تلك المليشيات بـ«مليشيا المتمردين الانفصاليين» .. واصدرت العديد من الدول العربية والعالمية والمنظمات الدولية بيانات وتصريحات تستنكر عملية التمرد وتؤكد دعمها ومساندتها ووقوفها الى حانب الحكومة الشرعية .. ورفضها اية محاولات تستهدف السلطة الشرعية .. ولا تزال تلك البيانات والتصريحات تتوالى تباعا .. ولن نسردها عليكم هنا نصاً فقط اكتفينا بالاشارة اليها .. وبامكان اي مهتم الاطلاع والرجوع اليها في المواقع الاخبارية الالكترونية .. وهو الامر الذي سقطت على اثره كل رهانات المجلس الانتقامي .. حيث خسر ما تبقى له من سمعة او تعاطف عربيا وعالميا.

على الصعيد الاجتماعي والشعبي

اما على الصعيد الشعبي والاجتماعي نستطيع بأن خسارة هذا المجلس كانت بمثابة «الظربة التي قصمت ظهر البعير» كما يقولوا .. فقد قوبلت عملية التمرد واشعال فتيل الحرب بموجة سخط واستنكار غير مسبوقة في الساحة اليمنية وفي مختلف الاوساط .. خصوصا بعد عملية الاقتحامات التي نفذتها تلك المليشيات لمؤسسات الدولة، وكذا عملية الاعتقالات للمواطنين .. ححيث وصفها المواطنين بأنها الوجه الاخر لمليشيا الحوثي الارهابية .. وانها تنفذ ذات الاجنده وتسعى لتحقيق ذات الاهداف .. وشن ناشطون حملات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة وجميعها تنستنكر وترفض وتدين وتسخر من المتمردين وافعالهم .. وتحول قادة الانقلاب الى مادة للتندر والسخرية .. وكذلك الامر على مستوى الشارع المحلي وفي مقدمة ذلك مواطني العاصمة المؤقتة عدن الذين استجابوا لدعوات الحكومة ورفضوا الانجرار ووراء دعوات التمرد حيث لازموا منازلهم مغربين عن استنكارهم لافعال هذه المليشيا الاجرامية .. في حين ابدى الكثير من المواطنين استعدادهم للانظمام الى صفوف قوات الشرعية ومواجهة الانقلابيين معها.

سخط النخب المختلفة

والى ذلك كله قوبل المتمردون وحربهم الهمجية بموجة سخط واسعة في اوساط السياسيين والكتاب كل النخب اليمنية الذين صبوا عليها سيلةمن الانتقادات .. كاشفين النقاب عن خفايا تلك المؤامرة واهدافها ومن يقف وراءها ويمولها .. مؤكدين انها جاءت لمساندة ومؤازرة الانقلابيين الحوثيين وانها .. تصب في خدمة المشروع التخريبي الايراني واذنابة في اليمن الحوثيين .. داعين اليمنيين بمختلف شرائحهم وفئاتهم وتوجهاتهم الى التصدي لهذه المؤامرة والقائمين عليها وكشف فسادهم واهدافهم الخفية .. وهو الامر الذي لا يزال مستمر حتى الان حيث لا تكاد تمرساعة دون ان يطالعنا احد المواقع الالكترونية بمقال او تناولة ما تنتقد هؤلاء الانقلابين وتعري افعالهم ودسائسهم التي تستهدف اليمن واليمنيين بشكل عام .. وبذلك نستطيع القول بأن مليشيا «الجلس الانتقالي الجنوبي» خسرت كل شيء بما في ذلك السمعة والاحترام والمكانة التي كان القائمون على هذا المجلس لا يزالون يحضون بها في بعض الاوساط.

مكاسب حكومة «بن دغر»

وفي مقابل تلك الخسارات والانتكاسات المتلاحقة التي مُني ويمنى بها اولئك المتمردون .. كسبت الحكومة الشرعية ورئيسها دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - الحرب من خلال انتصارها عسكريا .. وكسب الدعم والتأييد والمؤازرة والمساندة الشعبية وعلى المستويين العربي والدولي ايضا .. وها هي متواجدة في مقرها بقصر المعاشق في عدن بكافة أعضائها، وتُمارس مهامها بشكل طبيعي وكأن شيئا لم يكن .. وفوق مل ذلك تضاعفت شعبية فخامة الرئيس هادي ودولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء على المستوى الشعبي سيما بعد ذلك الحرص الذي ابدوه علىامن الوطن والمواطنيين من خلال الالتزام بوقف اطلاق النار وتوقيع اتفاق التهدئة .. وواهم من يعتقد بانه باستهداف الشرعية سيحقق أهدافه فالشرعية هي غطاء التحالف العربي وعاصفة الحزم واذا سقطت سقط كل شيء وتحقق حلم ايران.

ختاماً .. نأمل ان يتعض اولئك الشياطين المتمردين .. وان يتقنوا الدرس الذي تلقوه هذه المرة جيدا .. وان يكفوا اذاهم وشرورهم ومكائدهم عن الشعب والوطن .. وان يكفروا عن ما اقترفوه من سفك للدماء وتخريب وتدمير للوطن ومؤسساته والمتاجرة بقضايا واحلام ابنائه البسطاء .. ويتحولوا الى مواطنين صالحين يخدموا الوطن تحت لواء الشرعية ووفق توجيهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير عبدربة منصور هادي - رئيس الجمهورية .. ودولة الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء .. وان يتعلموا منهما طرق ووسائل وآليات العمل الوطني الجاد والهادف والمسئول والبناء .. وكل التحية والتقدير لكل الابطال والشرفاء والميامين من قيادات وضبتط وصف جيشنا الوطني الذين يسطرون الملاحم تلو الملاحم في الذود عن الارض والعرض والسيادة .. ولا نامت اعين الجبناء والخونة والعملاء.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص