الرئيسية - محافظات وأقاليم - بعد أن دخلت مواجهاتهما مرحلة اللاّ عودة .. قوات «صالح» تفاجئ الحوثيين وتسيطر على أجزاء واسعة من صنعاء .. وسط ترحيب من التحالف العربي ..«التفاصيل الكاملة»
بعد أن دخلت مواجهاتهما مرحلة اللاّ عودة .. قوات «صالح» تفاجئ الحوثيين وتسيطر على أجزاء واسعة من صنعاء .. وسط ترحيب من التحالف العربي ..«التفاصيل الكاملة»
الساعة 07:14 مساءاً (متابعات خاصة:)
دخلت المواجهات المسلحة بين حليفي الحرب في صنعاء، جماعة الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، اليوم السبت مرحلة اللاعودة، مع انزلاق الوضع إلى حرب شوارع استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وأسفرت عن مقتل واصابة العشرات من الجانبين.

وتمكنت القوات الموالية للرئيس السابق، من تامين احياء متفرقة ضمن المربع الامني الذي يقع فيه الدار الرئاسي، ومنازل، ومقرات لعائلة صالح وحزب المؤتمر الشعبي في حي حدة الراقي جنوبي العاصمة.

ومنحت هذه المكاسب العسكرية لقوات الرئيس السابق، في الضاحية الجنوبية دفعة قوية لأنصاره الذين هبوا للسيطرة على معسكرات متقدمة نحو مناطق نفوذ الحوثيين عند الضاحية الشمالية للعاصمة، بينها قاعدة 22 مايو للتصنيع الحربي في محيط الفرقة المدرعة.

وقال مصدر في حزب الرئيس السابق، وشهود، إن وحدات من القوات الخاصة فرضت طوقا واسعا على مناطق نفوذ عائلة صالح، وصدت غارات للحوثيين الذين استخدموا المدفعية الثقيلة في استهداف منزل حصين لنجل شقيق الرئيس السابق، وقائد حرسه الخاص، العميد طارق صالح في هجوم هو الثالث من نوعه منذ الاربعاء الماضي عندما اندلعت شرارة المواجهات الدامية بين الحليفين اللدودين.

وشاهد سكان سحب دخان فوق الحي السياسي وجامع الصالح في محيط الدار الرئاسي، كما أمكن سماع تبادل كثيف لإطلاق النار وقذائف المدفعية التي هزت الضاحية الجنوبية من العاصمة.

ويضع الحوثيون، العميد طارق صالح في صدارة اهدافهم، اذ سيعني ذلك، تجريد الرئيس السابق من فاعلية قواته الخاصة وأسلحتها النوعية التي احتفظ بها منذ أجبرته انتفاضة شعبية قبل سبع سنوات على ترك السلطة التي تشبث بها طيلة ثلاثة عقود.

وفي أول ظهور لهما في اعقاب هذه المواجهات، دعا زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الرئيس السابق إلى تحكيم العقل ونزع فتيل الفتنة، بينما استنفر الاخير قواته من مختلف التشكيلات، قائلا إن الشرعية هي لمجلس النواب الذي تهيمن عليه أغلبية حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح منذ ثلاثة عقود.

وتلقى معسكر الرئيس السابق دعما قويا من التحالف الذي تقوده السعودية، عبر بيان شجع فيه من وصفهم ب"الشرفاء في حزب المؤتمر الشعبي"على استعادة زمام المبادرة في انتفاضتهم المباركة وتخليص الشعبي اليمني من شرور المليشيات الايرانية حد تعبير بيان التحالف.

إلى ذلك نقلت وسائل إعلامية موالية للرئيس السابق عن مصدر مسؤول في مكتب وزير الداخلية، تأكيده السيطرة على 10 مديريات عند مداخل العاصمة اليمنية صنعاء ومحيطها.

وقال طارق صالح قائد قوات الرئيس السابق في تغريدة على "تويتر"، إن معسكر 48، حيث يقع مقر قيادة قوات الحرس الجمهوري عند المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، بات تحت سيطرة القوات الموالية للرئيس السابق.

وباستثناء خطاب زعيم الجماعة، تجاهل اعلام الحوثيين، هذه التطورات الامنية في العاصمة صنعاء، واستمر في تسليط الضوء على التصعيد العسكري الميداني مع حلفاء الحكومة في جبهات القتال عند الشريط الحدودي مع السعودية وجبهات القتال الداخلية.

وكان مصدر عسكري في وزارة الدفاع الخاضعة لسلطة الحوثيين، أعلن مساء الجمعة، نجاح لجان وساطة قبلية وعسكرية وسياسية في نزع فتيل التوتر بين حليفي الحرب في صنعاء وازالة كافة مسبباته، قبل انزلاق الوضع الى حرب شوارع منذ منتصف الليلة الماضية بعيد ساعات من التهدئة الهشة.

وعاد التوتر الامني وازمة عدم الثقة بين حلفاء صنعاء الى ذروته مجددا خلال الايام الاخيرة، حيث تصاعدت الخلافات بين الجانبين الى صدام مسلح، تزامنا مع احياء الحوثيين ذكرى المولد النبوي، بمهرجان حاشد الخميس الماضي.

وبدأت قصة المواجهات، عندما طلبت لجان أمنية للحوثيين، من وحدات عسكرية موالية للرئيس السابق، تسليم جامع الصالح الضخم، لدواع امنية على صلة بتأمين احتفائية المولد النبوي، لكن هذا الخلاف، تحول الى اشتباكات أوسع، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.

وقال حزب المؤتمر الشعبي في تعليقه على الواقعة "ان مئات العناصر التابعين لجماعة أنصار الله الحوثية مدججين بكل انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والاطقم المسلحة، قاموا باقتحام جامع الصالح، والانتشار حول مساكن وممتلكات خاصة بأفراد من عائلة الرئيس السابق، وقيادات ومقرات الحزب وحلفائه".

وشهدت الاشهر الاخيرة، استنفارا امنيا كبيرا وسجالا خطابيا حادا بين حليفي الحرب في صنعاء، بلغ ذروته اواخر اغسطس الماضي بمقتل ضابط رفيع في قوات الرئيس السابق وثلاثة من أفراد نقطة تفتيش موالية للحوثيين في اول صدام مسلح بين الشريكين، قبل ان يعلن الطرفان منتصف سبتمبر الماضي التوصل الى تفاهمات مشتركة لإعادة بناء الثقة بعد اتصال مباشر بين زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح.

لكن التوتر السياسي والامني بين الحليفين اللدودين اللذين يقودان منذ ثلاث سنوات تمردا مسلحا، وتحالفا سياسيا عسكريا ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دوليا، عاد مجددا مع تبني جماعة الحوثيين لحملة اعتقالات طالت ناشطين وصحفيين موالين للرئيس السابق، واقصاء مسؤولين اخرين من الشراكة في اكتوبر الماضي.

وجاء التوتر أيضا وسط تباين في مواقف قوى الداخل حول اولويات الحل في اليمن، وفي وقت استأنف فيه مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد اتصالات غير معلنة مع أطراف النزاع لتفعيل لجنة التهدئة العسكرية بموجب مقترح جديد لوقف إطلاق النار واحياء مسار السلام.

وفي خضم هذا الصراع بين تحالف الحوثيين وقوات الرئيس السابق، اعلنت القوات الحكومية تحقيق تقدم ميداني جديد عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، حيث يقود حلفاء الحكومة منذ مطلع الشهر الماضي حملة عسكرية ضخمة انطلاقا من محافظتي مأرب والجوف.

وقال متحدث عسكري حكومي ان القوات الحكومية استعادت السيطرة على سلسلة جبال "السواد" و "السلطا" و"الحمرة" في مديرية نهم، بعد معارك عنيفة خلفت 20 قتيلا على الاقل في صفوف الحوثيين.

كما أعلن حلفاء الحكومة مقتل 9 مسلحين حوثيين بينهم قيادي ميداني بمعارك بين الطرفين في محور علب شمالي محافظة صعدة قرب الحدود مع السعودية.

وقتل 5 مسلحين حوثيين بمعارك ضارية مع القوات الحكومية في مديرية مقبنة غربي مدينة تعز، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الحكومية.

كما تبنى الحوثيون سلسلة هجمات برية وقصف صاروخي ومدفعي على مواقع حدودية سعودية في نجران وجازان وعسير.

وتحدثت مصادر اعلامية سعودية عن مقتل جندي سعودي بمعارك الساعات الاخيرة عند الحدود الجنوبية مع اليمن.

وشنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية تركزت معظمها في الشريط الحدودي مع السعودية، مستهدفة مواقع متقدمة في جازان ومديريات حدودية من محافظتي صعدة وحجة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين الحليفة لايران.

المصدر: مونت كارلو الدولية

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص