الرئيسية - محافظات وأقاليم - مسيرة كيان مشبوه .. «المجلس الإنتقالي الجنوبي» .. خفايا ودوافع التأسيس .. وأسباب وعوامل الفشل ..«تقرير حصري»
مسيرة كيان مشبوه .. «المجلس الإنتقالي الجنوبي» .. خفايا ودوافع التأسيس .. وأسباب وعوامل الفشل ..«تقرير حصري»
الساعة 10:58 مساءاً (خاص: وحدة التقارير)
يقولون: «المشاريع العظيمة تبدأ صغيرة ثم تكبر مع الأيام» .. وفعلاً اثبتت هذه المقولة صحتها .. فالكثير من المشاريع السياسية والاقتصادية العملاقة والتي امتدت بأفكارها وأنشطتها على المستوى العالمي - بدات بأفكار وأعمال بسيطة جداً ثم نمت وكبرت وتوسعت وتطورت تباعاً .. وبلا شك أن ذلك النجاح يعود للقائمين عليها الذين استندوا الى أهداف وتوجهات وافكار سامية ونبيلة تحاكي حاجات وتطلعات الناس وتلبي رغباتهم .. وعلى العكس من ذلك هو حال المشاريع الفاشلة التي تقوم على أسس وأهداف وتوجهات نفعية واطماع شخصية رخيصة .. فمهما بدأت كبيرة ومهما اهدر القائمين عليها من اموال في سبيل ابهار الناس والتغرير بهم وايهامهم بعظمتها ونجاعتها - الا ان أهدافها الخفية وغاياتها الدنيئة سرعان ما تتكشف، وبالتالي يكون مصيرها التقزم والفشل تباعاً.

ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي مضى على تأسيسة حتى اليوم نحو «٧» أشهر مثال حي وواقي وملموس يؤكد صحة ما أشرنا اليه .. فعلى الرغم من حرص القائمين عليه ومنذ الوهله الأولى على اظهاره بالمشروع الوطني العظيم، ورغم الامكانات والاموال الطايلة التي اهدروها في سبيل الحشد والتسويق والترويج له على كافة المستويات والصعد .. الا أن مصيره كان الفشل والفشل المخزي .. فقد راح يتقزم تباعاً وكلما مرت فترة انفض الناس عنه، وتكشفت وعوراته، وبانت سوءات وفضائح شرور وقبح القائمين عليه .. ليصبح اليوم في النزع الأخير، وعلى شفا التلاشي.

في الحقيقة ان ذلك الفشل الذي مُنيٙ ولا يزال يُمنى تباعاً - لم تأت من فراغ، ولم تكن نتيجة اخطاء أو تحولات وظروف الواقع .. ولكنها جاءت كنتيجة طبيعية للأهداف والتوجهات والافكار الخبيثة والشريرة التي اضمرها القائمين عليه، وحرصوا على التستر والتخفي والتغرير بالعامة من البسطاء من خلال اختلاق جملة من الاهداف الصورية والشكلية ذات الصبغة الوطنية والتي عزفوا من خلالها على وتر اوجاع الجنوبين وتطلعاتهم .. في حين انهم لا يفقهون منها شيء سوى انها كلام على الورق .. وعباءة يدارون بها مكائدهم مؤامراتهم واطماعهم ونزواتهم الشريرة.

ولأن ابناء الجنوب لم يعودوا بذلك المستوى نن السطحية والسذاجة التي تراءت لأولئك الطامعون والحاقدون - فقد تمكنوا من كشف اغوار وخفايا واسرار هذا المشروع التخريبي والتدميري «المجلس الانتقالي» وبالتالي تخلوا عنه وتركوه .. ولم يكتفوا بذلك وحسب .. بل سعى الكثيرون منهم لكشف تلك الخفايا والاهداف التآمرية والشريره وتعريتها ونشرها أمام العامة من الناس محذرينهم من مغبة الالتفاف حول هذا «المجلس» او الانجرار خلف اكاذيب واغراءات وادعاءات القائمين عليه .. ممن لا يضمون للوطن ولابنائة سوى الشرور والفتن .. فظهرت الحقيقة للناس الذين بدورهم نأوا بأنفسهم عنه ولازموا منازلهم.

أسباب فشل «المجلس الإنتقالي»

وفقاً لأراء واطروحات العديد من السياسيين والمحللين والكتاب ممن كانوا التفوا حول «المجلس الانتقالي الجنوبي» في أيامه الاولى فإن فشله بدا أو أنه كان متوقعًا منذ اللحظات الأولى لإعلان تشكيله، ذلك لأنه حمل أسباب فشله معه منذ البداية، والتي حرصنا في «الحكمة نت» على أن نرصد لكم أهمها وذلك غلى النحو الآتي:

غياب الخبرة السياسية

- غياب الخبرة السياسية لمن أعلنوا عن هذا الميان الذي اطلق عليه إسم: «المجلس الانتقالي الجنوبي» .. والذين يشكلون مجموعة شخوص نفعيين لا يمتلكون اي خبرات او تجارب سياسية سابقة .. كما انهم لا يمتلكون أية ارصدة على صعيد الانجازات الوطنية.

البعد المناطقي

- تركيزه على البعد المناطقي في طبيعة تعيين قياداته، رغم محاولة تجميله بضم أعضاء من عدة محافظات وتيارات بعضهم يعملون مع السلطة الشرعية بدون إبلاغهم .. كما ان غالبية من احتشدوا إن لم يكونوا كلهم في المهرجان الذي أطلق عليه «إعلان عدن التاريخي» هم اصلا من أبناء محافظة الضالع التي ينتمي اليها الزبيدي.

الدافع الانتهازي

- أن عملية تأسيسه جاءت بدافع الانتهازي، والمتمثل في ابتزاز السلطة الشرعية ودول التحالف العربي من أجل تحقيق مكاسب شخصية، لا علاقة لها بمطالب الانفصال، أو الحديث عن القضية الجنوبية، التي تجاوزها الواقع بعد كل ما شهدته البلاد من أحداث.

انانية مفرطة

- أن الإعلان عنه كان في التوقيت الخطأ والمكان الخطأ، فمن حيث التوقيت، جاء الإعلان عن المجلس من قبل عيدروس الزبيدي بعد أيام من إقالته من منصبه كمحافظ لمحافظة عدن نتيجة فشله الذريع في توفير الخدمات العامة للمواطنين، وهو ما فهمه الجميع بأن تحركات الزبيدي وبعض رفاقه تعكس أنانيتهم المفرطة واستخدام القضية الجنوبية كورقة لابتزاز السلطة الشرعية والتحالف العربي من أجل مصالح شخصية ضيقة.

استفزاز الشرعية والتحالف

- ومن حيث المكان، فالإعلان عن المجلس تم في العاصمة المؤقتة للبلاد، وما يحمله ذلك من رمزية سياسية، تمثل بدرجة رئيسية اسنفزازًا لدول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية، ما يعني أن ذلك كان بمثابة شطب لكل خسائر التحالف العربي، وشطب لتضحيات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وانقلاب على الإجماع الشعبي والإقليمي والدولي حول السلطة الشرعية ضد الانقلاب على طريق بناء اليمن الاتحادي.

غياب الحاضنة الشعبية

- افتقد المجلس الانتقالي الجنوبي للحاضنة الشعبية أو السياسية، لأنه لم يعلن عنه تيار سياسي يحظى بشعبية واسعة في المحافظات الجنوبية، ويتجاوز الانقسامات القبلية والمناطقية وغيرها من مظاهر التفتت الاجتماعي في الجنوب.

تعبير عن حالة فردية

- أن عملية تأسيسه كانت تعبيرًا عن حالة فردية طارئة قفزت فجأة إلى مسرح الأحداث يمكن وصفها بـ"الحنق السياسي"، ممثلة في شخص عيدروس الزبيدي، الذي عمل محافظًا لعاصمة مؤقتة لدولة الوحدة، وعندما فقد وظيفته نصّب نفسه زعيمًا للجنوب وللانفصال بدون تفويض من قبل أحزاب أو تيارات سياسية أو أيديولوجية.

خطوات متسرعة

- بدا واضحًا أن الخطوات التي أقدم عليها الزبيدي متسرعة وغير مدروسة، ولم تراعِ الأوضاع السياسية والعسكرية في البلاد، ولم تراعِ ماذا ستكون ردود أفعال السلطة الشرعية ودول التحالف العربي، واعتقد الزبيدي ورفاقه أن حالة التهييج الإعلامي المصطنعة ستساعدهم على تحقيق المزيد من المكاسب، غير مدرك أن التهييج الإعلامي ليس سببه إقالته من منصبه.

الردود العقلانية للشرعية

- أن الردود المتأنية والعقلانية للسلطة الشرعية ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ساهمت بشكل كبير في وأد المجلس الانتقالي الجنوبي في مهده، وشجعت كثيرًا من القيادات الجنوبية على تأييدها الصريح للسلطة الشرعية ورفضها للمجلس الانتقالي.

تراجع المؤيدين

- أن الكثير من الشخصيات والقيادات الجنوبية التي تسرعت وأعلنت تأييدها للمجلس الانتقالي تراجعت عن مواقفها، وكانت النتيجة أن المجلس الانتقالي لم يتم وأده في مهده فقط، بل فقد كان بمثابة "انتحار سياسي" للزبيدي ورفاقه، وعلى رأسهم هاني بن بريك، وزير الدولة المُقال من منصبه والمُحال إلى التحقيق.

رفض الشارع الجنوبي

- أن المجلس في الأساس لم يحظى بقبول الشارع الجنوبي منذ أول يوم لتأسيسه حيث أعلنت الكثير من مكونات الحراك الجنوبي والتي تمثل الشارع الجنوبي رفضها لهذا المجلس الذي اعُتبر أنه يصب في مصلحة مليشيات المخلوع والحوثي الانقلابية .. بل ان الكثير من مكونات الحراك الجنوبي قالوا انه يمثل امتدادا للمد الشيعي في الجنوب الذي تموله إيران.

تمزيق وحدة الصف

- ان الكثير من مكونات الحراك الجنوبي اعتبروا المجلس استنساخ وتفريخ لمكونات وهمية بهدف تشتيت وتمزيق وحدة الصف الجنوبي وان القائمين عليه عملوا ولا يزالوا يعملوا على إذكاء المناطقية وزرع الفتن بين الجنوبيين واتخاذها لقضية الجنوب مطية" لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة .. في حين اعتبر آخرين بأنه مجلس تأمر وخيانة على قضية الجنوب وجاء بدعم واتفاق من قوى الاحتلال في صنعاء لأجل ذبحها وإدعاء تمثيلها.

الرفض الدولي

- ان عملية رفضه لم تكن فقط في الاوساط الجنوبية وحسب بل انها كانت على المستوى الدولي بالكامل .. فقد اعلنت دول مجلس التعاون الخليجي رفضها لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي والتزامها بوحدة واستقرار اليمن .. وهكذا كان موقف بقية دول العالم.

اشخاص فاشلين

- أن القائمين على هذا المجلس هم في الاساس اشخاص فاشلين ونفعيين يسعون فقط وراء تحقيق مصالحهم الذاتية .. ولم يسبق لهم أن حققوا اي انجاز او قدموا لعدن والجنوب بشكل عام اي خدمة او شيء يذكر .. وكل ما فلحوا فيه هو البلطجة وتشكيل المليشيات واثارة الفوضى لا اقل ولا اكثر.

انتكاسة كبيرة

بعد أن تكشفت هذه الحقائق الخطيرة للناس وللراي العام سيما في المحافظات الجنوبية .. نلاحظ الفارق الكبير في طبيعة تعاطي وتفاعل الشارع الجنوبي مع دعوات وانشطة وفعاليات هذا المجلس .. فقد قابله السواد الاعظم ان لم نقل كل الجنوبيين بحالة من الرفض والمقاطعة .. وانحسر او خبا ذلك الحماس والتفاعل الذي ابداه الكثير من الناشطين تجاه المجلس عند اعلان تأسيسه ..وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال الحضور الهزيل الذي شارك في الفعالية الاخيرة التي أقامها المجلس في العاصمة المؤقتة عدن .. الامر الذي مثل للقائمين على هذا الكيان التخريبي صدمة بل وانتكاسة كبيرة .. ليقوموا على إثره بالبحث عن طرق واساليب جديدة .. ليجمعوا أخيرا على الانتقال الى المحافظات واقامة انشطة وفعاليات فيها.

صفعات متتالية

اعتقد اولئك الواهمين من القائمين على ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» أن نزولهم الى المحافظات واقامتهم فعاليات فيها سيعوضهم على حالة القطعة التي باتوا يواجهونها من قبل ابناء العاصمة عدن .. وهيئ لهم أن انتقالهم الى تلك المحافظات سيمكنهم من احداث حراك شعبي وجماهري واسع .. يعيد لهم تلك الهالة والزخم الذي كانوا رسموه لانفسهم عند اعلانهم تشكيل المجلس .. وبالفعل اعلنوا عن برنامج زيارات ميدانية يشمل جميع المحافظات الجنوبية تحت ذريعة افتتاح فروع وتعيين قيادات لتلك الفروع في عواصم المحافظات .. وبالفعل تحركوا الى تلك المحافظات .. وهناك تلقوا الصفعة تلو الأخرى وبشكل فاق كل توقعاتهم واحتمالاتهم.

حضرموت .. الصفعة الأولى

كانت محطتهم التولى هي محافظة حضرموت بإعتبارها اكبر المحافظات الجنوبية، واهمها بعد العاصمة المؤقتة عدن .. وبعد ان اعلنت قيادة هذا المجلس عن فعاليتها تلك وروجت وسوقت لها طيلة عدة أيام .. فوجئت تلك القيادة الواهمة ممثلة بالمدعو عيدروس الزبيدي الذي اطلق على نفسه لقب «الرئيس» بمقاطعة واسعة لفعاليته .. حيث لم يتجاوز الحضور الـ«250» شخص والذين حضروا من كافة مديريات المحافظة وساحلها .. كما صدمت القيادة بأن لا احد اهتم بها او التف حولها كما كان الحال في بداية تشكيل المجلس بالعاصمة عدن .. وتلك كانت أول صفعة.

المهرة .. اهانة واذلال

حاولت القيادة لملمة ذاتها المحبطة والمصدومة .. وغادرت حضرموت لتحط رحالها في محافظة المهرة .. وهناك تلقت قيادة المجلس المزعوم الصفعة العظمى والتي تمثلت في اهانة واذلال السلطة المحلية للمدعو عيدروس الزبيدي من خلال اشتراطها عليه الابتعاد عن أي كلام يستهدف او يسيئ للدولة الشرعية .. الى جانب قيامها بالقاء القبض على نرافقه الشخصي بتهمة تورطة بأنشكة ارهابية والزج به في السجن .. بالاضافة الى أن فعاليته قوبلت بقطيعة تامة حيث لم يتجاوز الحضور الـ«٧٠» نصفهم من مرافي تلك القيادة.

لحج والضالع .. الطامة الكبرى

لم تجد تلك القيادة الواهمة من سبيل لتلافي ما واجهته من اهانات وتحقير واذلال سوى مواصلة نشاطها وتحركاتها .. فقد ارتات انها في حال توقفت فإن ذلك سيعنى انها فشلت .. لذلك قررت المواصلة .. وكانت وجهتها هذه المرة محافظتي لحج والضالع معا .. حيث اعلنت على ان الفعالية ستمون مشتركة وستقام في مدينة الحوطة بلحج .. وكان رهانها هنا بأنها ستعوض الفشل الذي منيت به في حضرموت والمهرة وان الحضور سيكون غير مسبوقا سيما أن المدعو عيدروس الزبيدي ينتمي لمحافظة الضالع وبالتأكيد اهله سيآزروه .. الى جانب ان محافظي المحافظتين يعدان من الموالين لقيادة المجلس .. وعلى الرغم من الحشد والترتيب والاعداد والاغراءات الا أن ابناء المحافظتين قابلوا الفعالية بالقطيعة حيث لم يتعد الحضور الـ«150» شخص لا غير .. وهذه مثلت للمجلس والقائمين عليه الطامة الكبرى التي قضت على كل احلامهم وتطلعاتهم.

أبين .. رفض واستنكار

محافظة ابين كانت الوجهة الاخيرة فقد ارادت قيادة المجلس المزعوم ان تقيم فعالية كبيرة وغير مسبوقة وذلك بهدف رد الاعتبار لنفسها، ولفت الانظار كونها المحافظة التي ينتمي إليها فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي .. لكن ما قوبلت به كان صاعقا فقد بادرت قيادة المقاومة في المحافظة بعقد لقاء ضم عدد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية والثقافية من ابناء المحافظة واصدروا بيان اكدوا فيه رفضهم دخول من يطلقون على أنفسهم قيادة «المجلس الإنتقالي» مؤكدين انهم يسعون الى زرع الفتنة بين أبناء الوطن وتمويل الارهاب .. وانهم اثبتوا أنهم يسعون خلف المناصب فقط ولا يبحثون عن أي مصلحة للجنوب وابنائه .. كما وصفوهم بالدمى التي تحرك من قبل اطراف خارجية .. وطالبوا قيادة المجلس بالاعتذار لابين وابناءها كما اكدوا وقوفهم صفا واحدا خلف فخامة الرئيس ودول التحالف العربي.

ورغم ذلك الرفض والاستنكار والاهانة اصرت قيادة المجلس على اقامة الفعالية وبعد تدخل العقلاء والوسطاء من ابناء المحافظة سمحوا لهم بإقامتها وللأسف مان مصيرها الفشل التام فقد قاطعها كل ابناء المحافظة، ليقتصر الحضور على افراد ما يسمى بقوات «الحزام الامني» الذين ارتدوا ملابس مدنية، بالاضافة إلى عدد من الاشخاص قدموا من محافظتي ورغم ذاك لم يتجاوز الحضور الـ«200» شخص .. لتعود تلك القيادة الواهمة تجر اذيال الخيبة والفشل والانكسار.

هجوم صحيفة«الخليج» الاماراتية

أما «الضربة التي قصمت ظعر البعير» كما يقال والتي تلقتها قيادة ما يسمى بـ«المجلس الإنتقالي» مؤخراً فتمثلت في الهجوم الغير مسبوق الذي شنته صحيفة «الخليج» الإماراتية على من اسمتهم اصحاب التوجهات الانفصالية، والذي وصفتهم بالواهمين .. مشيرة الى إن الانفصال لا يكون حلاً للصراعات الداخلية، فبقدر ما يزيد من اشتعال النزاعات بين الأطراف المحلية، يسبب صداعاً مزمناً للجيران .. لافتة إلى أن العالم يدعم الدول القوية التي تقوم على التنوع في إطار الدولة الواحدة .. مستشهدة بالأحداث التي شهدها إقليما كردستان في العراق، وكتالونيا في إسبانيا، خلال الشهرين الماضيين، بإجراء استفتاء على استقلالهما، التي انتهت نهاية سلبية .. مبينة أن مشروع الانفصال لا مستقبل له، ومواقف دولة الإمارات العربية المتحدة، المستندة إلى تجربتها الوحدوية، ترفض مشاريع التفكك والانفصال، لقناعتها بأن هذه المشاريع تفتيتية ولا تساعد على حل أي أزمة .. وهو الامر الذي اعتبر رسالة واضحة لقيادة ما يُسمى بـ«المجلس الانتقالي» والتي تعتبر دولة الامارات سندها الاساسي.

رفض نقلهم الى سقطرى

ولم تقتصر صدمة دولة الامارات لقيادة ما يُسمى بـ«المجلس الانتقالي» عند هذا الحد بل تبعتها بموقف اخر تمثل في رفض دولة الامارات نقل قيادة المجلس من محافظة حضرموت جوا الى محافظة سقطرى رغم وعدها المسبق لهم .. ورغم انتظارهم عدة ايام الا انها رفضت في الاخير نقلهم ليعودوا الى عدن يجرون اذيال الخيبة .. وهو الامر الذي يؤكد صحة الانباء المتداولة عن اقتراب تخليها عن هذا المجلس بشكل نهائي.

سخط ناشطي التواصل الاجتماعي

ولا ننسى هنا ان نشير الى طبيعة الحملة الشرسة والساخطة والناقمة التي شنها ولا يزال يشنها الناشطين السياسيين والاعلاميين والمثقفين وممثلي منظمات المجتمع المدني من ابناء المحافظات الجنوبية في مواقع التواصل الاجتماعي ضد نا يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» وقياداته .. والذي يحرص الكثير منهم على كشف وتعرية الانشطة الخفية والمشبوهة لاعضاء قيادة المجلس خصوصا ما يتعلق بعلاقتهم بسلطات الانقلاب في صنعاء والنظام الايراني .. الى حانب كشف دوافعهم واهدافهم الخفية في اثارة الفوضى واذكاء الصراعات المناطقية وتمزيق وحدة الصف الجنوبي .. والكثير من التفاصيل التي لا يتسع المجال لسردها هنا.

وبناء على ما تقدم .. وبشكل عام نستطيع القول بأن ما سمي بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» كان عبارة عن كيان غريب ولد مشوها منذ اللحضة الاولى .. ورغم مساعي تلكم الشلة الناقمة والحاقدة والمريضة تجميلة وتلميعة وشراء الولاءات له .. الى جانب محاولاتها توضيفه في سبيل تحقيق اهدافها ومآربها واطماعها ونزواتها الشخصية .. الا كل مساعيها ومحاولاتها باءت بالفشل .. ليلفظ ذلك المولود المشوه انفاسه، وتتم عملية وأده، وطي صفحته قبل أن يرى النور بعد .. وهكذا هي سنة الحياة .. فما بني على باطل يبقى باطل .. والشر وانصاره واتباعه ومؤيدوه دائما مهزوم ومكشوف ومفضوح ومنبوذ .. ولا يبق سوى الخير .. ولا ينتصر سوى الحق والعدل .. ولا تدوم سوى الفضيلة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص