ـ بقلم: إبراهيم ناجي
إقتتلوا
من أجل حديث واحد ..
مرة يرويها الراوي عترته ..
والأخرى يرويها سنته ..
وكل منكم يقتلنا بإسم التمكين
فالأول يقتلنا بـ«كلاشنكوف»
والثاني يذبحنا بـ«السكين»
انتسبوا لـ«الأمويين» ..
أو لـ«بني هاشم» ..
أو لـ«قريش» ..
أو لـ«الشيطان» ..
سموا انفسكم انصار السنّة ..
أو انصار الله ..
أو إخوان الرحمن ..
كونوا ما شئتم ..
شيع لـ«علي» ..
أو قتله عند «يزيد» ..
أو خداماً في قصر حريم السلطان ..
وليفتك كل منكم بالآخر ..
حتى يفنى آخر قاتل فيكم
قولوا ماشئتم من أقوال ..
عن حربكم الملعونة ..
«غلب الدم السيف»
أو «بالسيف يقام الحق» ..
لن يغرينا تمجيد القتل ..
لايعنينا إن قاتلتم «إسرائيل» ..
أو حاربتم «أمريكا» ..
إن قاتلتم كل الأديان ..
أو قاتلتم كل العالم ..
فلنا دين غير الدين الموغل في الدم ..
نؤمن بـ«التوراة» وبـ«الإنجيل»
وبـ«القرآن»
نقدس «بوذا»
«كونفوشيوس»
و«عشتار»
و«فينوس».
نؤمن بالخبز وبالإنسان ..
نؤمن أن الحب دستور الأديان ..
ونردد أشعار «اودنيس» و«درويش» ..
وغنائيات «نيرودا» و«ناظم حكمت»
نسمع موسيقى «موزارت» و«بتهوفن».
في الشارع أو بالمقهى
نتغنى بقصائد «بن الرومي» و«زريإب» ..
وبـ«الصوت الفيروزي» كل صباح ..
نتمثل اخلاق «غاندي»
و«مانديلا» في الصفح وفي الزهد
نقرأ تاريخ «شافيز» و«هوشي منه» ..
كي نفهم معنى الفعل الثوري
والمثل العليا للإنسان
نتعلم فلسفة التاريخ
و«قانون الأضداد» لـ«ماركس»
و«نفي النفي» ..
كي ندرك ما يجري
من تزييف للوعي
وتكريس للفقر على الفقراء
ليقودوا أنفسهم للموت بأنفسهم
وتكونوا سدنة.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً