بقلم: مروة الحسين
كنت أعلم أنها النهاية، منذ أول دمعة سقطت ولم تعرها إهتمام .. كنت أعلم أننا على حافة الإنهيار لكنني كنت اخادع نفسي.
كنت أرى الهاوية، ولكني قاومت ذلك متمسكة بآخر خيوط الأمل ظناً مني أن كل أعوج يستقيم بالحب والعطاء،
منذ أن لم تكن هناك، حين أصبت بوعكة صحية حينما صارعت الموت في غرفة الإنعاش، واستفقت على صوت الممرضات والأجهزة، لم يكن هناك حتى خيالك أو رائحة عطرك .. علمت انها النهاية.
وددت يومها لو أنني لم أفق أبداً .. كان وقعها النفسي علي أقوى من وقع المرض نفسه، لكن جسدي المعتل وقلبي الهزيل صمد .. لم يصمد وحده بل أجهزه الإنعاش ساعدته على ذلك.
منذ ان تعثرت قدماي، ولم أجد كتفك لأستند عليه علمت انها النهاية .. كانت كلها نهايات صغرى، وكنت دوماً أتامل أن الغد سوف يكون أجمل.
ظننت أني كنت في خمس سنوات عجاف، ومنيت نفسي بعام أغاث فيه، لكن غيثك المنتظر لم يأتِ، ولم يأتي البشير بـ«قميص يوسف» فيرتد الحنين، وينعش القلب.
كنت أعلم أني أصارع الحياة، في طرقات رسمناها سوياً .. وكان الوعد اللقاء في منتصف الطريق، ومذ قطعت منتصف الطريق، وأنت لست هناك علمت أن سعيي اليك سوف يكون نهاية الطريق.
منذ هل العيد بالفرح على الجميع، ولم يكن صوتك أول المهنئين، ولا رسالة تحمل في طياتها أن نكون معاً لما تبقى من العمر علمت أنها النهاية .. يومها فرت دمعة من طرف عيني، بعد ضحكات هستيرية، فقط لتخفي ذلك الوجع الذي خلفته فيني.
منذ وفاة جدي، ولم تك في صفوف المصلين أو حتى المعزين .. منذ إنهياري لفقد خالي، ولم أتلقَّ إتصال تعزية منك علمت أنها النهاية.
جميع المواقف كانت نهايات، ونهايات، ونهايات، لكنني كنت أكذب عيني .. فأنت الذي إخترته رغماً عن أنف الظروف، وتحملت معه الضراء قبل السراء، كنت فقط اتلهف لكلمة منك فقط لاصبح بخير.
لكنك كنت بخيل المشاعر، عكسي تماماً أغدق بكل حب، وانتظر منك ان تبادل الحب بالحب، لكنك لم تتفهم حاجتي، ولم تكن تريد أن تتفهم.
كنت فقط تعطي نفسك أعذاراً واهية، بأني من قبلت خوض التجربة، رغم علمي بالصعوبات .. لم يكن بخل المشاعر يومها ضمن قائمة التنازلات.
حاولت جاهدة مد خيوط الوصل اليك .. وحاولت جاهداً قطع كل المحاولات .. تمنيتها نهاية تليق بي، لكنك أصررت على نهاية تئد فيها المشاعر وكل شيء جميل جمعنا.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً