الرئيسية - محافظات وأقاليم - مليشيا الحوثي تستغل تفشي الفقر في اوساط البسطاء لمقايضتهم «لقمة العيش مقابل تجنيد الأبناء» ..«تفاصيل صادمة»
مليشيا الحوثي تستغل تفشي الفقر في اوساط البسطاء لمقايضتهم «لقمة العيش مقابل تجنيد الأبناء» ..«تفاصيل صادمة»
الساعة 08:32 مساءاً (الحكمة نت - خاص: )
لم تترك الطبيعة الإجرامية التي نشأت عليها ميليشيا الحوثية أي فئة أو قطاع من قطاعات المجتمع اليمني دون أن تمنحه نصيبا من إجرامها الذي تجاوز كل حد وفاق كل تصوّر، ومن هذه الفئات فئة الأطفال، فقد ارتكبت الميليشيا الانقلابية بحقهم أفظع الجرائم، فخلال عيد الأضحى المبارك لم يحلم الأطفال اليمنيون- الذي تزج بهم ميليشيات الحوثي في أتون معاركها- بكسوة العيد، أو باللعب في الحدائق كأقرانهم من أطفال الأرض، بل إن أحلامهم باتت مقرونة بالموت خصوصا بعد أن حملتهم ميليشيا الكهنوت الأسلحة، وفخخت أدمغتهم بأفكار القتل والحقد والكراهية والعنصرية وغيرها.

وتعمل ميليشيا الحوثي جاهدة كل يوم لتقديم الأطفال قرابين صراع على مرأى ومسمع من المنظمات الأممية ومنظمات حماية الطفولة، وكل يوم تلحق ميليشيا الحوثي المئات من الأطفال عبر ما يسمى مراكز تحفيظ القرآن، لكنها تدرجهم في حلقات أيديولوجية طائفية، وتغسل أذهانهم، وتجبرهم على تعاطي مواد مخدرة التي تخلطها فيما يعرف بـ«الشمة»، وتستغل جهل وفقر الأسر للزج بالأطفال إلى المعسكرات بعد أن فقدت أغلب مقاتليها في مختلف جبهات القتال.

استغلال خبيث

ويأتي استهداف الحوثيين للفئة العمرية المراهقة لإدراكهم أن هذه الفئة هي أكثر الفئات تحمسا للحرب؛ لطبيعة تكوينها النفسي والجسدي، ولميل المراهق دائما إلى محاولات إثبات رجولته وقدراته، وحبه لعالم المغامرات، وسعة خياله، واعتمال طاقاته النفسية والجسدية، الأمر الذي استغله الحوثيون بتوجيه تلك الطاقات الهائلة لتكون وقود معاركهم العبثية التي بلغت أوج استعارها بعد اقتحام الحوثي صنعاء في 21 سبتمبر 2014.

إحصائيات

ويؤكد وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر أن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم على يد الحوثيين بلغ نحو «20» ألف طفل منهم «٢٥٠٠» طفل تم تجنيدهم منذ بداية 2018م، إلى جانب حرمان «4,5» مليون طفل من التعليم، منهم «1,6» مليون حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين، كما قصفت الميليشيا ودمرت نحو «2372» مدرسة، وأكثر من «١٥٠٠» مدرسة أخرى حولتها إلى سجون وثكنات عسكرية، بالإضافة إلى قيامها بقتل وجرح أكثر من «38.000» مدني غالبيتهم من النساء والأطفال.

حملات تعريف

وأطلقت منظمة سلام بلا حدود- تتخذ من فرنسا ومانشستر مقرين لهاـ حملات لتعريف المجتمع الدولي بجريمة تجنيد الحوثيين لأطفال اليمن، وحثهم على التحرك لإيقافها، حيث تقول نائبة رئيس المنظمة ذكرى محمد: «إن التقارير من داخل اليمن تشير إلى ارتفاع أعداد الأطفال ممن يجبرون على حمل السلاح، ويقدر عددهم بـ 40 ألف طفل، وأحيانا تكون أعمارهم أقل من السابعة، وقد وجهنا هذه الحملة بتركيز كبير خاصة بعد تصاعد العمليات العسكرية في الفترة الأخيرة، فميليشيا الحوثي تستغل الأطفال باتجاهين: أولا لتعويض نقص الجنود لديهم، وثانيا استغلالهم إعلاميا».

تجريم التجنيد

وأضافت نائبة رئيس المنظمة: «آليات عمل الحملة تعتمد على نشر البيانات بشكل مستمر، وتوثيق الجرائم بحق الإنسانية بأفلام وشهادات حية، إلى جانب أنشطة أخرى مثل إقامة الندوات والتوعية من خلال تواصل ممثليهم بعوائل اليمنيين لشرح مخاطر انخراط أطفالهم في الحرب، وأيضا التواصل مع جهات حكومية يمنية لتنظيم عملية إعادة الأطفال لحياتهم الطبيعية بعد استرجاعهم من يد الحوثي، ومحاولات الضغط على الجهات التي تجند الأطفال، والسعي لوضع قانون رسمي يمنع تجنيدهم، والضغط على المنظمات الدولية والأمم المتحدة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الأطفال».

ترهيب الأهالي

ويرى المراقبون أن المجتمع الدولي يركز على الجوانب الإنسانية، ويتجاهل مسألة تجنيد الأطفال من قبل الحوثيين، لأسباب غير واضحة، مما شجع الحوثيين على فتح المئات من مراكز تجنيد الأطفال تحت مسمى المراكز الصيفية كل عام التي تؤدي دور «فقاسة التجنيد»، بل وعملت الميليشيات على إغلاق المدارس عنوة لإفراغها من أداء رسالة العلم، وإبعاد الطلبة عن التعليم، فضلا عن عمليات الترهيب ضد الأهالي للزج بأبنائهم في الجبهات بقوة السلاح، واستغلال حالات فقر الأسر اليمنية، فضلا عن ترغيب بعض الأسر بتسجيل أبنائهم لاستلام معونات غذائية أو رواتب، في تحد للقوانين الدولية التي تجرم هذه الأفعال.

خيمة التحرير

وكشفت تقارير محلية أن ميليشيا الحوثي وسعت من عمليات تجنيد الأطفال باليمن في الآونة الأخيرة، خاصة بعد خسائرهم الكبيرة في معارك الحديدة والساحل الغربي، مشيرة إلى أن الميليشيا الانقلابية أنشأت في العاصمة صنعاء خيمة أطلقت عليها «خيمة التحرير» وكتب عليها «لمن أراد الذهاب للجبهات»، مستهدفة الأطفال على وجه التحديد، مبينة أن الميليشيا تقيم مخيمات مماثلة في جميع المناطق السكنية في محافظة صنعاء للهدف ذاته.

الأطفال الأيتام

ويأتي هذا التطور بعد نحو شهر ونصف الشهر من كشف تجنيد الميليشيات الحوثية لأكثر من 200 طفل من منتسبي دار الأيتام في صنعاء بصفوفها، كما أن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي أكد أن أكثر من 100 طفل فقدوا أرواحهم في أرض المعارك في صفوف الحوثيين، لافتا إلى أن الميليشيات نقلت هؤلاء الأطفال إلى صنعاء وأصدرت شهادات وفاة لهم.

في الختام نؤكد أن مشكلة استغلال الأطفال من قبل ميليشيا الموت الحوثية تتفاقم في اليمن يوما بعد يوم الأمر الذي ينذر بالكارثة جراء ارتفاع أعداد المجندين منهم، إضافة إلى تشريدهم من المدارس وما يعانونه من فقر وجوع ومرض، إذ إنهم لم يحظوا بممارسة طفولتهم وأخذ فرصتهم العادلة في الحياة، بل أجبروا على هجر طفولتهم، وانتهكت أبسط حقوقهم بحياة أفضل، لذلك لا نجد سوى أن نكرر مناشداتنا للمنظمات الدولية لسرعة التحرك لوقف هذه الانتهاكات التي تجاوزت كل شرائع وقوانين وأعراف الأرض.

* نقلا عن صحيفة «الوطن» الرسمية الصادرة امس الاربعاء: «٢٩ أغسطس ٢٠١٨م».

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص