الرئيسية - محافظات وأقاليم - «التعليم في العهد الحوثي» .. بين الإنتهاكات والتحريف والتطييف .. ومستقبل قاتم ينتظر أجيال اليمن ..«تقرير»
«التعليم في العهد الحوثي» .. بين الإنتهاكات والتحريف والتطييف .. ومستقبل قاتم ينتظر أجيال اليمن ..«تقرير»
الساعة 11:00 مساءاً (الحكمة نت - خاص: )
- التعسفات والانتهاكات والحماقات التي تمارسها مليشيا الحوثي بحق التعليم تتم وفقاً لمخطط طائفي إيراني مدروس وخطير

منذ تنفيذ انقلابها المشئوم العام «٢٠١٤م» .. عمدت مليشيا الحوثي الارهابية على تدمير المؤسسات التعليمية في الساحة اليمنية بمختلف انواعها .. وذلك وفقاً لمخطط طائفي ايراني مدروس وخطير، وانطلاقاً من أن قاعدة: أن اختراق المجال التعليمي هو الطريقة والوسيلة المثلى لنشر افكارها الطائفية، وتشييع المجتمع اليمني وتغيير هويته.

وبمجرد سيطرتها على مؤسسات الدولة حولت مليشيا الحوثي المدارس الواقعة تحت سيطرتها إلى محاضن طائفية لتجنيد الطلاب للقتال، وتنفيذ دورات تعبوية، وإصدار التعميمات المفخخة لخدمة أجندتها الهادفة لمسخ الهوية اليمنية، ومحاولة استبدالها بهوية دخيلة تقوم على توجهات وأفكار مستوردة من الثورة الخمينية الإيرانية، كما سعت الى تغيير المناهج والمقررات الدراسية في المدارس والجامعات المختلفة.

وفي هذا الصدد ارتكبت تلك المليشيات سلسلة طويلة ومرعبة من الانتهاكات والتعسفات بحق المؤسسات والعاملين فيها من المعلمين والاكاديميين والطلاب .. وغيرهم من المعنيين بالشأن التعليمي .. فيما يلي نسرد لكم نماذج من الانتهاكات والحماقات والفضائع والبشاعات التي ارتكبتها عناصر مليشيا الحوثي بحق المؤسسات التربية والتعليم في العاصمة صنعاء وذلك خلال الفترة من: يناير وحتى ابريل من العام الجاري «2018».

تعدد الانتهاكات

ووفقا لعدد من تقارير المنظمات الحقوقية والمعنية بهذا الشأن فقد تنوعت تلك انتهاكات مليشيا الحوثي بين استخدام المدارس لاستقطاب الطلاب للتجنيد، وإصدار تعميمات ذات توجهات طائفية، وفرض مبالغ مالية على الطلاب تحت مسمى "المجهود الحربي"، في الوقت الذي تواصل فيه قطع المرتبات عن المدرسين منذ عام ونصف، مع اقصاء وإيقاف كل من تشك في ولائه من السلك التربوي وإحلال بدلاء من الأتباع والموالين. إلى جانب اقتحام المدارس والاعتداء على الطلاب والمعلمين واختطافهم والتحقيق معهم وتعذيبهم.

استقطاب وتجنيد الطلاب

اتخذت المليشيات الانقلابية من المدارس محاضن طائفية، وحولتها إلى وسيلة لاستقطاب الطلاب إلى التجنيد، وتدريبهم، لرفد جبهاتها القتالية .. وهناك الالاف من الاحداث والشواهد التي تؤكد ذلك منها: في بداية يناير الماضي، ألقى مشرف ميداني تابع للمليشيا، في مدرسة "معاذ" بصنعاء، محاضرة دينية طائفية، محرضا الطلاب على الانضمام للقتال في صفوف الحوثيين باعتباره عملا "جهادياً" حسب زعمه.

خطر داهم

وفي مدرسة «هائل» وسط العاصمة صنعاء، أشرف مسئول حوثي مسلح على تدريب الطلاب وتأهيليهم قتاليا، على عروض عسكرية لمقاتلين من الميليشيات يتوشحون الشارات الخضرا ويؤدون حركات قتالية استعراضية .. وفي تاريخ 16 فبراير الماضي، نفذت المليشيات رحلة لطلاب مدرسة "الكبسي" للبنين، ومدرسة "القديمي" للبنات، بمنطقة الجراف شمال العاصمة صنعاء، دون علم أهاليهم، إلى القناة التعليمية الواقعة تحت سيطرتهم، وإخضاعهم هناك لدروس طائفية من ملازم مؤسس الجماعة الحوثية القتيل "حسين الحوثي".

دورات طائفية

يؤكد العديد من اولياء امور الطلاب قيام وكيل مدرسة "سيف بن ذي يزن" الواقعة بمديرية التحرير وسط العاصمة صنعاء، بتدشين حملة تجنيد واسعة بين الطلاب، وتفريغهم لحضور دورات المليشيا الطائفية وحثهم على ترك الدراسة والالتحاق بالتجنيد مقابل الأغراء بالمال. ومنذ مطلع مارس الماضي، شهدت المدرسة حملة استقطاب واسعة ومنظمة للطلاب، إلى جانب جملة من الأنشطة الطائفية التحريضية، الهادفة إلى تشويش النهج الوسطي المعتدل للإسلام.

خطابات تحريضية

ومن جانب آخر صدرت المليشيات الانقلابية تعاميم للمدارس في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها تلزمها بإقامة إذاعات مدرسية موجهة بما يتوافق مع أفكار الجماعة، وإلقاء الخطابات التحريضية المعممة من قبلها .. ومن ضمن هذه التعميمات، تعميم خاص يجبرها بإقامة سلسلة فعاليات إحياءً لذكرى مؤسس الجماعة "حسين بدر الدين الحوثي" .. ومنذ بداية فبراير الماضي، وجّهت قيادة الميليشيات بإيقاف العملية التعليمة في جميع المدارس الحكومية والأهلية بأمانة العاصمة، لمدة شهر كامل، واستبدال الحصص الدراسية بفعاليات دعائية لصالح الجماعة طيلة هذه المدة.

نشر الفكر الحوثي

واصدرت مليشيا الحوثي عدد من التوجيهات تقضي بإدخال حصص دراسية تحث على الجهاد ضد السعودية والتحالف العربي .. واقامة دورات طائفية إجبارية لجميع الطلاب، يتم فيها تدريس الفكر الحوثي .. ناهيك عن فرضها مدرسين موالين لها لتدريس المواد الدينية، واستخدامها المدارس لاقامة الدورات الطائفية الاجبارية وغير ذلك من الحماقات.

فرض رسوم دراسية

وتحت مسمى «المساهمة المجتمعية - وبدل مواصلات للمعلمين»، فرضت المليشيات على أولياء أمور الطلاب في عدد من المدارس، دفع مبالغ مالية شهرية من أجل استمرار العملية التعليمية .. وتشير المعلومات ان تلك الرسوم والتي تدفع هي على النحو الآتي: الابتدائي (500) ريال، المتوسط- إعدادي- (1000) ريال، الثانوي (1500) ريال .. ومن بين المدارس التي فرضت على الأهالي دفع تلك الرسوم، مدارس: «حفصة، والميثاق، وبلقيس» .. وهي عبارة عن نماذج فقط .. وتقوم المليشيا بطرد من لاةيدفع تلك الرسوم .. ورغم المبالغ ااباهظة التي تجنيها من وراء ذلك الا انها لم تدفع ريالا واحدا لاي مدرس.

حوثنة الوظائف

ولتمرير سياساتها التعليمية، وفرض اجندتها الطائفية، قامت مليشيا الحوثي بإقصاء كل من تشك بولائه لها ومن لا يتجاوب معها من المسئولين والقيادات التربوية .. وبعد أن استكملت المليشيات الانقلابية تغيير مدراء مكاتب التربية والمناطق التعليمية بالأمانة، ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها، انتقلت إلى خطوتها التالية بتغيير مدراء المدارس الحكومية بأمانة العاصمة، بهدف تحويل المدارس الى أماكن لتنفيذ انشطتها الطائفية عبر المدراء والمعلمين المواليين لها.

اعتداءات واختطافات

ولم تكتف مليشيا الحوثي بتلك الأساليب لإخضاع العملية التعليمية بالكامل تحت تصرفها، في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. بل عمدت إلى إغلاق بعض المدارس، واقتحام أخرى، والاعتداء والتهديد واختطاف مدرسين وطلاب وتعذيبهم .. الى جانب اختطاف ذويهم وهناك المئات من الشواهد التي تؤكد ذلك والتي لا يتسع المجال لسردها.

وبشكل عام وبفعل هذه الحماقات والانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي يشهد المجال التعليمي حالة من الفوضى والعبث خصوصا في ظل تحكم اتباع هذه الجماعة بكل صغيرة وكبيرة في هذه المؤسسات .. الامر الذي ينذر بأخطار كبيرة تتهدد الاجيال ومستقبل اليمن بشكل عام.

المصدر: صحيفة «الوطن الاتحادي»

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص