بالحكمة نت – متابعات : رغم الجو السلبي الذي يسود الصحافة والإعلام الإيراني تجاه السعودية بشكل عام وولي العهد السعودي محمد_بن_سلمان بشكل خاص، نشرت وكالة "إيسنا" الطلابية شبه الرسمية مقابلة مع مهدي ذاكريان، أستاذ العلوم في "الجامعة الإسلامية الحرة" الإيرانية، اعترف فيها بنجاح الخطوات التي تتخذها المملكة وخاصة تلك التي يخطوها محمد بن سلمان خدمة للمصلحة السعودية في العالم والمنطقة.
وفي مستهل المقابلة التي تشكل سابقة في الإعلام الإيراني، فقد كسر "ذاكريان" الصورة النمطية التي يروج لها في المجتمع الإيراني عن السعودية قائلا: "خلافا لبعض التصريحات ووجهات النظر التي تقول إن #أميركا تحلب السعودية فأنا أعتقد أن السعودية هي التي تحلب العالم وتأخذ الامتيازات من الغرب".

وأضاف في نفس السياق: "منذ أن أصبح محمد بن سلمان في السلطة سعى لتطوير العلاقات الخارجية السعودية وأن يحصل على امتيازات من الغرب لفائدة هذه العلاقات".

وواصل ذاكريان يقول: "هو في الظاهر أعطى امتيازات للغرب، بعضها شكلية إلا أن هذه الامتيازات لن تضر بقوة السعودية ولا بقوة الأسرة المالكة، بل هي امتيازات صغيرة حصل بالمقابل على امتيازات كبيرة من الأطراف الأجنبية".

"محمد بن سلمان يحظى بالقوة وبشكل جيد"

ويرى أكاديمي إيراني أن الإصلاحات الاجتماعية التي شهدتها السعودية أعطت محمد بن سلمان القوة للحصول على امتيازات عظمى من الغرب، لأنه "يعرف كيف يسوق للإجراءات التي يتخذها ولكن نحن وللأسف قلما نتحلى بهذا الفن"، مشيرا إلى الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى، مؤكدا أن بلاده فشلت في الاستفادة من هذا الاتفاق، قائلا: "بعد أن تم توقيع الاتفاق النووي فقد أكد خبراء دوليون، علينا أن نطور علاقاتنا الخارجية ونفتح باب التعامل مع القوى الدولية والإقليمية ولكن لم يحظ هذا الأمر بما يستحق من اهتمام، ونحن انشغلنا بقضايا أخرى".

ويعتقد #ذاكريان أن "إيران حققت أهدافا كبرى" إلا أنها لم تستطع التسويق لذلك بشكل جيد لتحصل على امتيازات من شركائها الأجانب، معترفا: "في واقع الأمر نحن لا نعرف بعد، كيف نسوق إنجازاتنا، في حين يتحلى محمد بن سلمان بالقوة وبشكل جيد بهذا الخصوص، فاستطاع في هذا الإطار أن يخطو خطوات عملاقة على طريق التعامل مع البلدان الأخرى لصالح السعودية".

"السعودية لن تضر القضية الفلسطينية"

وبما أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية تروج بين الحين والآخر لأنباء تتحدث عن تخلي المملكة العربية السعودية عن القضية الفلسطينية، فقد سبح ذاكريان خلافا للتيار العام في إيران، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، قائلا: "لن يحدث تطور في العلاقات السعودية الإسرائيلية، والسعودية لن تخطو نحو الاعتراف بإسرائيل، لأنها ترى نفسها بمثابة أم القرى للعالم الإسلامي، ومن ناحية أخرى إنها تضم المقر الرئيسي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لذا لن تسمح بالقضاء على القضية الفلسطينية، وما نقل عن محمد بن سلمان على هذا الصعيد ما هي إلا تصريحات تصب في خانة أخذ الامتيازات من الغرب".

"محمد بن سلمان يتقدم بذكاء وشجاعة"

ويؤكد مهدي ذاكريان أن "محمد بن سلمان" يتقدم بالسياسات التي يتبناها بذكاء وشجاعة، مضيفا: "إنه يريد تسويق ما يريد تسويقه في الغرب، عبر استعراض جيد لذلك، حتى يحصل على المزيد من الامتيازات من الغرب وأنا خلافا لمن يتصور أن #ترمب يحلب السعودية، فأقول إن السعودية هي التي تحلب الدنيا والغرب، لأنه (محمد بن سلمان) استطاع استقطاب استثمارات جيدة للسعودية ويسعى لتحويل السعودية إلى منافس اقتصادي حقيقي في المنطقة، واستنتج المتحدث أن بلاده لم تستطع تنظيم خطة مناسبة للاستفادة من الاتفاق النووي مع الغرب بعد توقيعه.

واختتم مهدي ذاكريان مقابلته مع وكالة "إيسنا" شبه الرسمية الإيرانية والتي نشرتها يوم أمس الأحد، بتوجيه النقد للسياسة الإيرانية مادحا بالمقابل، السياسة السعودية، قائلا: "يقول البعض إن السعودية تروج لسياساتها بالمال والبترول، في حين الأمر هو خلافا لذلك، لأن المال والبترول وحدهما لن يجديا نفعا في هذا المجال، إنهم (السعوديون) يستخدمون وسائل أخرى في هذا المجال.