الرئيسية - محافظات وأقاليم - هكذا حولت مليشيا الحوثي مدينة «عمران» الى أسواق للحطب ومجاميع المتسولين ..«تقرير صادم»
هكذا حولت مليشيا الحوثي مدينة «عمران» الى أسواق للحطب ومجاميع المتسولين ..«تقرير صادم»
الساعة 09:20 مساءاً (متابعات خاصة:)
بعد ثلاثة اعوام على سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من ايران على محافظة عمران شمال اليمن يبدو الوضع الآن أكثر بؤساً وقتامة من أي وقت مضى.

وأنت تتجول في المدينة شيئان سيلفتان نظرك أكوام من الحطب في كل مكان، وأسراب من المتسولين البائسين يتنقلون بين المطاعم والمحلات التجارية بحثاً عن ما يسد رمقهم.

معظم سكان المدينة يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وقد أدت الحرب إلى تراجع دخل الأسر بسبب انهيار الإيرادات الحكومية وتعثّر دفع رواتب القطاع الحكومي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقفزت الأسعار إلى مستويات مرتفعة بسبب القيود التي يفرضها التحالف على الشحنات التجارية والضرائب الكبيرة التي يفرضها الحوثيون على السلع المستوردة.

وتُعتبر "أسعار" المواد الغذائية والوقود الباهضة للغاية - مقابل عدم توافرها - الخطر المحدق باليمن كلها.

كانت محافظة عمران البداية التي استكشف فيها عبدالملك الحوثي الرائحة النفاذة للقوة. ليجتاح بعدها معظم المحافظات اليمنية ضارباً السلم الاهلي، والتحذيرات الدولية عرض الحائط.

وبتواطؤ من قطاع واسع من مؤسسة الجيش بقيادة وزير الدفاع أنداك محمد ناصر أحمد واستسلام زعماء القبائل تمكن الحوثي من إسقاط مدينة عمران عام 2014، بعد معركة قاتل فيها اللواء 310 وحيداً حتى النهاية، وسيطر الحوثيون على المعسكر في نهاية المطاف وأردوا قائده حميد القشيبي قتيلاً بقرابة تسعين طلقة كلاشنكوف.

ثم انطلق بعدها الحوثيون ينشرون الحرب في كل المدن اليمنية.

في شوارع المدينة تجوب سيارات حوثية رباعية الدفع وعلى متنها بعض الأطفال المجندين الشوارع والأسواق ولا يضاهيها في العدد سوى المتسولين.

حركة المرور عشوائية، وبوسعك أن تقود سيارتك على الطريق الذي يؤدي الى الجهة المعاكسة دون أن يقول لك شرطي مرور إن هذه مخالفة، وحين تحدق تكتشف أن عمران تخلو من رجال المرور.

ما من صيانة للطرق، الحفر والمطبات في كل مكان، وحين تهب الرياح تدور حولك عشرات الأكياس البلاستيكية، وذرات الغبار تقفز إلى عينيك، والشمس حارقة تشعر وكأنها قد هبطت فقط على محافظة عمران لتحرقك بمجرد وقوفك تحتها لدقائق.

في الدوائر الحكومية لا يمكنك أن تميز بين موظف ومسلح، الجميع يرتدي زياً شعبياً متشابهاً، وحتى في المدارس، ولا تستغرب إن شاهدت معلماً يلج مدرسته حاملاً كلاشنكوف على كتفه.

وقال موظفان حكوميان من المدينة للمصدر أونلاين: لم نشهد أياماً أسوأ من هذه التي يحكم فيها "أنصار الله" .

الجوع في كل بيت والمرتبات منقطعة والمعنيون كأنهم لا يروننا وفوق ذلك يجب علينا أن نداوم مالم فإننا سنخسر وظائفنا.

وتساءلا عما إذا كان بإمكان حكومة الرئيس هادي أن تدفع رواتب للموظفين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال محمد علي ”ما من شي يمكن أن يثبت شرعية الرئيس هادي أكثر من دفعه لرواتب موظفيه، نحن موظفون منذ سنوات عملنا لحكومات متعددة وليس لجماعة".

وأضاف نحن نعتقد أن قوت أطفالنا أهم من أي شيء. لا يوجد رئيس يحصل على تأييد من شعبه دون مقابل".

وبالنسبة للبعض من أمثال أنور 40 عام فإن جماعة الحوثي إلى زوال يقول أنور: نهاية الحوثيين كجماعة فاشية ستكون حتمية، مهما حاول صناع وبائعو السلاح إلقاء طوق النجاة لها.

وأضاف: المصير المحتوم سيكون على يد من لن يلتفت لنداءات توقيف انتقام المقهورين ومن لا يتفاهم بالسياسة كما كانت نهاية عفاش.

وتعيش مدن شمال اليمن "صنعاء، عمران، ذمار، وإب" أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي وهو الأمر الذي أدى إلى عودة تجارة الحطب إلى الواجهة بعد أكثر من 25 عام على تلاشيها.

ويصل سعر اسطوانة الغاز في السوق السوداء إلى 8 آلاف ريال، قرابة "20 دولار" وهي قيمة يصعب على 60% من اليمنيين شراؤها للسعر الباهظ وانقطاع الرواتب منذ قرابة 18 شهراً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وفي محافظة عمران ليست أكوام الحطب هي الصورة الأبرز فثمة مخلفات الأبقار اليابسة "روث الابقار" التي تستخدم أيضاً كحطب ويعرضها الباعة في بعض الشوارع على شكل دوائر بحجم صحون لاقطة صغيرة ولكن هذا لم يمنع أصحابها من بيعها بسعر مبالغ فيه.

وتحولت مدينة عمران إلى ما يشبه القرية بسبب الاف الاطنان من الحطب المعروض للبيع في أسواقها، وعلى الطرق الرئيسية، ولا تختلف العاصمة صنعاء عنها غير أن أسواق الحطب خارج الشوارع الرئيسية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص