يعتبر استهداف مستفشى المعمداني في قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني الذي اودى بما يزيد عن 500 شهيد والاف الجرحى ، جريمة حرب بشعة، وابادة جماعية بكل الاعراف والقوانين والتشريعات الدولية.
والاكثر جرما ووقاحة ، حالة الانكار الاسرائلية تجاه الجريمة، ومحاولة اختلاق الاكاذيب ونشر الدعايات بشكل مفضوح ومثير للاشمئزاز، وسط تنديد واستنكار عالمي.
وعلى الرغم من ردة الفعل العربية المستنكرة تجاه الواقعة الدموية المخزية، إلا أنها لا ترقى إلى حجم الكارثة، ولن توقف شلال الدم الفلسطيني في غزة.
وصحيح ان ردة الفعل الدولية تجاه المجزرة، واسعه وبيانات التنديد تتوالى من كافة المنابر حول العالم، إلا انها لن تتجاوز مربع الشجب والاستنكار والمطالبة الاعلامية بالتحقيق في المجزرة، بغية تهدئة الغضب الشعبي وتمييع القضية .. وستمر كأنها لم تكن.
واذ لم يكن هناك تصعيد عربي واسلامي قوي وثوري، فإنها ستمر مرور الكرام وستدفن في مقابر النسيان، وسيستمر العدو بمخطاطته الاجرامية الهادفة لزعزعة الاستقرار وتهديد الأمن القومي والاستراتجي العربي.
ولكم ان تتخيلوا لو أن هذه المحرقة والابادة الجماعية حدثت في بلد اخر، مثل اوكرانيا، كيف ستكون ردة الفعل الغربية، ولربما وصل الامر الى استخدام النووي، واحراق وتدمير الكرة الارضية بأكلمها.
ما حدث لمستشفى المعمداني في غزة اليوم، محرقة بشرية أمام العالم العربي والاسلامي اولاً وامام كافة دول العالم ثانياً، ولا تختلف مطلقا مع محارق الهولوكوست النازية، بل تجاوزتها الى ماهو ابعد من ذلك.
ثم ان هذه المحرقة التي حدثت اليوم، إذا لم تنعش الضمير الانساني العالمي الميت سريريا تجاه فلسطين، وإذا لم توقض الضمير العربي والإسلامي، فإن ما سيحدث بعد ذلك سيكون اشد رعبا وبشاعة، واكثر تطرف وارهاب غربي تجاه الفلسطينيين.
ولن تتوقف المجازر والمحارق الصهيونية بحقنا في فلسطين الا بتصعيد لغة الخطاب العربي والاسلامي، وحشد الجيوش وقطع العلاقات مع كافة البلدان المؤيدة لمجازر الاحتلال، وتجاوز سقف التنديد والاستنكار الى ابعد نقطة يمكن الوصول إليها ..
ومع ان ذلك يعتبر مجازفة تتطلب شجاعة وحكمة وتغير استراتيجي في العلاقات والتوجهات، الا أنها ستكون خطوة جبارة في اعادة بناء المشهد العالمي، وفرصة كبيرة لتغير الواقع العربي والاسلامي، واعادة ترجمة لشبكة العلاقات والتحالفات العربية والاسلامية.
خاصة وان الغرب يعيش اسواء حالاته السياسية والاقتصادية والعسكرية، والمخاوف الكبرى والبعيدة عن المنطقة العربية لأول مرة منذ انتهاء الحرب العاليمة الثانية او على الاقل منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
هي فرصة للجميع للخروج من العباءة الغربية، وتسجيل مواقف وتغير خارطة العالم، وبناء التحالفات ووقف نزيف الدم الفلسطيني، واعادة الامور إلى نصابها الطبيعي، فما لدينا اكثر بكثير مما هو علينا .. فهل من عاقل !!
ايهاب الشرفي
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً