ايهاب الشرفي
سبتمبر أكثر من مجرد احتفال
الساعة 03:25 صباحاً
ايهاب الشرفي

لم يكن سبمتر مجرد شهر من شهور السنة، ولا احتفالا عاديا يتغنى به اليمنيون في كل عام، كما أنه ليس بمجرد ذكرى عيدية تمر مرور الكرام، بل هو أكثر من ذلك بكثير، هو تذكير بما عاشه اجدادنا، وبما سيعيشه اولادنا واحفادنا إذا ما استمر بقايا الإمامة في الحكم ..

 

سبتمبر 62 شهر فضيل، فيه ولدت روح الحرية والكرامة، وفيه عاد اليمن إلى مساره التاريخي،  وفيه ايضاً عاد اليمن للانتكاس في مستنقع الظلام والوحشية والعنصرية في 2014..

 

تذكروا جيدا ان سبتمبر 62 انتفاضة عربية في وجه المتوردين، رفضا للقطرنة، وسياسة التجويع والعنصرية والطبقية، انتهاء لعصر السادة والعبيد، القنادل والزنابيل، وتأسيساً لدولة يحكمها القانون والمساوة والعدالة -وان لم يحدث ذلك لكنه كان وسيظل احد اسمى اهدافها- .

 

واليوم وبعد أكثر من نصف قرن من انتفاضة الاجداد، عادت الإمامة بثوبها البالي، بذات الاليات والوسائل لحكم اليمن واليمنيين، بنفس سياسة التجويع والترهيب، ومصادر الحقوق والحريات ونهب الممتلكات الخاصة والعامة ..

 

عادت الإمامة في سبتمبر ذاته، لتعلن عن عودة أخرى للطبقية والعنصرية، لكن أكثر بشاعة من سابقها، أكثر دموية وانحراف عقائدي واخلاقي، ومنهجية سياسية عقيمة، تتوالد وتتكاثر بوتيرة عالية ومستفزة .


هناك حيث شهدت اليمن مولد الاحرار، تمارس اليوم الامامية الجديدة، ابشع صور العنصرية واكثرها ظلامية، حرفت المناهج الدراسية، واستبدلت خُطب الجمعة وائمة المساجد، والمناهج الفكرية والثقافية والاجتماعية، وسادت معها ثقافة جديدة، مستوردة، ليس لليمن واليمنيين بها من صلة .

 

عادت المتوكلية بثوبها البالي، وعكفتها المعروفة بالجنون والاستعلاء، دورات ثقافية للاطفال تشمل سب وقذف الصحابة ، وتمجيد للسلالة ورموزها وقادتها القدماء والجدد ..

 

في سبمتر ذاته، يحتفل اليمنيون في صنعاء الثقافة والتاريخ، ملطخين بقطران اخضر، غير ببعيد عن الأسود الذي طلبه الأئمة القدماء من اليمنيين، وبذات الصورة الآلية والاهداف. 

 

في سبتمبر يحتفل اعداء الثورة، بقرابين بشرية وقودها اطفالنا وشبابنا، يحتفلون بأموالنا ومقدراتنا، يتوعدونا بالموت، وينشرون في شوارعنا ثقافة دخيلة، يحاولون هزيمتنا بكل الوسائل الفكرية والسياسية والعسكرية، فضلا عن ذلك الاقتصادية، بالجوع والخوف.
 
يخرج دميتهم المشاط، يطالب بصرف المرتبات منا نحن الثوار فيما ، ينهب وجماعته كل اموال الدولة في مختلف القطاعات الاقتصادية الحكومية والخاصة، من ضرائب وجمارك واتصالات وجبايات ومنهوبات، مدعياً أن الجوع هو الحل، حتى يأتي احفاد عبدالمغني والقردعي لصرف المرتبات ..

 

هذه الجماعة على يقين تام، بأن الارض ليست لها والشعب ليس منها، لذلك تنتظر حتى يأتي أصحاب الحق ليردوا الحق لأهله.. 


وها هو سبتمتر يحل علينا من جديد ليذكرنا ان الارض لنا والشعب منا، والثروات ملك لنا، فقط في انتظار ثورة أخرى لاستردادها ...

 

ليبقى سبتمر ذكرى خالدة، مقدسة، لا يشوبها شائبة، أو يعكر ذكراها مؤثر خارجي أو داخلي، لتبقى ذكرى فيها أذل اليمنيون الإمامة وخدمها وحشمها، وفيها سيذلونها مرة أخرى.

 

لتبقى حياتنا كلها سبتمبر، فقط سبتمبر، بكل ما فيها من تفاصيل، في افراحنا واحزاننا و اوجاعنا ومدارسنا وشوارعنا، كل شيء ينبغي أن يكون سبتمبرياً .. 

- ايهاب الشرفي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص