ايهاب الشرفي
ماذا لو امتلكت ثروة ايلون ماسك !!
الساعة 11:20 مساءاً
ايهاب الشرفي
يحاول الواحد منا الفرار من واقعه المزري الى عالم الخيال والاحلام، يخبر نفسه ماذا لو كان بمقدوري ان اعيش حياة جيف بيزوز، او ايلون ماسك، هل كنت سابقي فقيرا معدما في وطني، بل في كل العالم، ماذا ساقدم للجميع وما يمكنني فعله بكل تلك الثروة الهائلة المخزنة في قبو الرأسمالية، 
 
 
اتعجب عن مقدرة احدهم الاحتفاظ بكل تلك الأموال فيما يموت الصبية جوعا في اصقاع الأرض، وتعاني المشافي من نقص الموارد والكوادر، ويخيم الفقر على ثلثي العالم، وتوشك الموارد الزراعية على النفاذ بصورة متعمدة وممنهجة.
 
 
ماذا لو امتلكت اموالهم المخزنة دون فائدة، او هدف حقيقي لتخزينها سوى النرجسية وحب المال، هل كنت لافكر لحظة واحدة بمشروع بناء مدينة في المريخ، او ارسال مركبة الى القمر، او البحث عن حياة اخرى خارج الكوكب في وقت يتم فيه تدمير كوكبنا بطريقة غبية وهمجية.
 
 
ماذا عن كل اولئك الفقراء في كوكب الارض!؟  
 
 
قد يتحدث احدهم عن نواميس الكون واقدار الثراء والفقر، حسنا دعونا من الفقراء (جدلا)، لماذا لا استزرع كل تلك الاراضي الصالحة للزراعة في كل العالم، والاستفادة من كل المياه المهدرة في افريقيا وامريكا الجنوبية واستراليا، ليعيش العالم في اكتفاء كامل من الغذاء اولا...
 
 
ثم اشرع في بناء المشافي ومصانع وشركات للدواء، ليوزع مجاناً على الجميع دون استثناء، ليصبح فقط الغذاء والدواء مجاني لكافة البشرية، ثم نتفرغ بعد ذلك لبناء الارض كما يجب، نقضي على التصحر وازمة المناخ واستبدال المحروقات بالطاقة النظيفة او بتكنولوجيا اخرى بعيدا عن الحرارة او الوقود الاحفوري.
 
 
حسنا، قد يكون ذلك غير عادل، والحياة لا تقبل هذه المعادلة، وتلك هي طبيعة البشر وفطرتهم منذ الإنسان الأول، اذ كانت اول جريمة هي القتل بسبب الغيرة و الحسد، إلا أن الارض لم تشهد هذه الوحشية والغباء البشري في تاريخها، صحيح ان الحروب لم تتوقف بين البشر وبعضهم على الموارد والنفوذ والهيمنة، لكنها كانت مظبوطة بقوانين اخلاقية، فضلا عن محدودية التدمير، والضحايا .. لكن الفارق بين الماضي والحاضر، التكنولوجيا والحداثة في استغلال الموارد...
 
 
اضافة الى الفوارق في العقل الجمعي والفكري قبل النهضة الصناعية وبعدها، اذ يمكن الان ضبط الحروب والصراعات على الموارد والتوافق على مجموعة من القوانين الضابطة للبشرية في كل العالم، ووضع خطوط عريضة (بنوايا سليمة)  لتوزيع المهام والواجبات -بشكل عالمي- على الأقل فيما يخص الغذاء والدواء وكل ما يتصل بها.
 
 
يمكن من خلال ذلك مواصلة الحياة بشكل سلمي والتوسع في بناء الارض، واستغلال كافة الموارد بما يتناسب مع حجم البشرية وإمكانية توسعها الى مئات المليارات من البشر، دون الحاجة لتخزين الاموال والذهب واحتكار الموارد، وبالتالي اختفاء النزعة البشرية للتفرد بالهيمنة بشكل تدريجي ومكتسب، وقد نحتاج لذلك بضعة اجيال حتى يصبح ذلك واقعي.
 
 
وعن الدافع للبقاء والاستمراية في الحياة، واهمية استمرار الاهتمام بالموارد الغذائية والدوائية، يمكن تلخيصة في بقية متطلبات الحياة الاخرى والتي تحقق بالضرورة الرفاهية والاستقرار في حدها الادنى.
 
 
ثم يفوق الواحد منا من حلم اليقضة هذا، ليستكمل يومه من المعاناة والسعي الشاق في توفير لقمة العيش، وتأمين ثمن الغذاء والدواء والخشية من الغد وتوقف امدادت القمح من البلدان المعددوة المصدرة لها .. 
 
 
ايهاب الشرفي
 
 
 
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص