بقلم: حسين باسليم
أسعدتني كثيراً اليومَ زيارةُ معالي الأستاذ العزيز مُحمَّد عبدالقوي وزير الاعلام الأسبق وتشريفه لي في مكتبي ..
فمعرفتي بالأستاذ المُتميِّز مُحمَّد تعود إلى عُقودٍ خالياتٍ، وتحديداً إلى العام 1985 عندَما كان رئيساً لمجلس إدارة مُؤسَّسة 14 أكتوبر للصَّحافة، ورئيساً لتحرير صحيفة 14 أكتوبر الصَّادرة من عدن.
كنتُ آنئذٍ لم أزلْ طالباً في جامعة عدن، وكنتُ أزورُه - في مكتبه بمقرِّ صحيفة أكتوبر السَّابق في المُعلا - كلما سطرتُ مقالةً ، أو كتبتُ بحثاً أشعر أنَّه صالحٌ للنشر، وكنتُ أجدُ منه تشجيعاً وتحفيزاً كبيراً على مزيدٍ من العطاء والنشر ، ولم تنقطعْ علاقتي بهذا العَلمِ المُعلِّم مُذ ذاكَ حتَّى كتابة هذه السُّطور العَجْلى،لكنَّها تحوَّلتْ إلى علاقةٍ عبرَ وسائل التَّواصُل الاجتماعي!!.
فلكُلِّ مَن لايعرفُ الأستاذَ مُحمَّد عبدالقوي - وأظنُّهم كُثراً في وقتنا الرَّاهن - فهو الشَّخصيَّةُ المُثقَّفةُ ، والإداريُّ العتيدُ والقياديُّ المُخضرَمُ المُتفرِّدُ الذي خاض صولاتٍ وجولاتٍ كبرى في أكثر من ميدانٍ بصمتٍ مُتناهٍ ، واقتحم غِمارَ مناصبَ عدَّةٍ، ومهامَّ مُتنوِّعةٍ حقَّق فيها نجاحاً لافتاً واكتوى بنار بعضها!!.
مُحمَّد عبدالقوي تقلَّد منصبَ وكيل وزارة الثَّقافة والسِّياحة بعدن خلال الأعوام(1976-1971)، فسفيراً لجمهوريَّة اليمن الدِّيمقراطيَّة الشَّعبيَّة لدى الشَّقيقة لبنان خلالَ الفترة - 1977- 1979، ثمَّ نائباً لوزير الثقافة والسِّياحة ، فرئيساً للجنة الدَّولة للإعلام في عدن عامَ 1983 ( وقد حلَّتْ محلَّ وزارة الاعلام ) ، فرئيساً لمجلس إدارة مُؤسَّسة 14 أكتوبر للصَّحافة - رئيساً للتَّحرير خلالَ الفترة من 1983 إلى 1985 ، وفي فبراير 1985 عُيِّنَ وزيراً للإعلام حتَّى فبراير 1986؛ ليجدَ نفسَه أمامَ مُحاكمةٍ عُقبَ ذلك في المحكمةٍ الشهيرةٍ التي نُصبتْ في عدن إثرَ أحداث 13 يناير الدَّامية بينَ أجنحة الحزب الإشتراكي اليمنيّ المُتصارعة رَغمَ عدم مُشاركته في هذه الأحداث التي اندلعتْ،فقد كان يمارس مهامَّه كوزيرٍ في مكتبه بمبنى ( البينو ) في التَّواهي!!.
كان وما يزالُ شخصاً بسيطاً ودوداً مُحبَّاً ومحبوباً ، مُفعماً بالحياة والتَّفاؤل والنَّشاط المُستمرِّ والعطاء المُترع بكُلِّ جميلٍ أصيلٍ ، عُيِّنَ عُقبَ الوحدة اليمنيَّة عامَ 1990 في صنعاء رئيساً لمجلس إدارة المُؤسَّسة العامَّة للإذاعة والتلفزيون حتَّى العام 1995، وخلالَ الفترة 2001- 2008 عُيِّنَ مندوباً للجمهوريَّة اليمنيَّة لدى مُنظمة العالم الإسلامي للتَّربية والعلوم والثَّقافة ( ICESCO)، وكانتْ هذه آخرَ المهامِّ الرَّسميَّة والوظيفيَّة التي اتَّصل بها.
فهل تتخيَّلون أنَّ قامةً عاليةً وشخصيَّةً رفيعةً مثل الأستاذ مُحمَّد عبدالقوي بتاريخه الوظيفيِّ الطويل والمُبدع ، والمناصب القياديَّة الهامَّة والكبيرة التي تولاها مازال يتابعُ منذ سنواتٍ وزارةَ المالية بعدن ليحصلَ على فوارق درجته كوزيرٍ أسبقَ ؟!! .. فأتمنَّى له من كُلِّ قلبي وافراً من الصَّحة وفيضاً من السَّعادة.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً