بقلم: سليمان مطران
متلازمة المُعاناة وتتابع صعوبة الحياة وقساوتها المؤدية الي ضبابية رؤية الغد "تفاؤلا" وفقا والمنظور البشري وواقع الحال، مع شراسة عُمق الفساد لمتنفذين وتجذره وسط منظومة النظام اليمني، لا يعني هذا أن نلغي تفكيرنا بالتي هي أحسن، ولا يجوز ان يتجرد البعض من أخلاقيات التخاطب المتزن وآداب القبول المحترم لأراء الأخر و إن كانت لا تتناسب مع افكار هذا (البعض) مرحليا، فمصيرهم يتغيرون اذا ما قُدمت لهم المعلومات الصحيحة والصادقة.
المُتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يقرأ في مجمل رسائلها .. لا تخدم قضايا وطننا المتشرذم بل تزيده تشرذما ولا مواطننا المكلوم في سياسته و اقتصاده وكرامته بل تزيده حُزنا وفقرا و ذلة.
نحن وما بعد (الحوار اليمني اليمني) نبحث عن حرف ايجابي يجمعنا يعيد توازننا ويؤكد ثباتنا وتقبلنا لما هو قادم وكيف نفهمه؟ ونحسب خطواتنا ونرسم استراتيجياتنا لما نرغبه لوطننا شمالا كان او جنوبا، ولا نبحث عن كلمة تزيد تشرذمنا وتُذكي قسوتها في نفوسنا فتُغضبنا فنتقم من بعصنا فتزداد مآسينا وآلامنا وتزيد من تفرقنا ، لِماذا بلغت القسوة حتى في أحرفنا والجفاء في كلماتنا؟!.
أتفهّم تماما ان النظرة الموضوعية في حاضرنا لا يتقبلها كثير من الناس لِما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية وما تسببت فيه السياسات الماضية من تمكين أشخاص متنفذين ملأ فسادهم الارض والسماء.
وهنا يأتي دور النُخب في المجتمع (القوة الناعمة) يجب أن يبرز و يكون له حضور مؤثر في كثير من المكونات والاحزاب السياسية فبين صفوفها وطنيون قُحاح غير مشكوك في وطنيتهم وحبهم لبلادهم، فقط هم في حاجة الي اسناد.
دون شك ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمة الله عليه، بعد عام 90 أجرم كثيرا في حق ما كان الشعب اليمني يطمح اليه في بناء الدولة الموحدة التي لا تخضع للفرد الرئيس ولا للقائد العسكري، غير أنه كان حاميا ومحافظا على منظومة النظام السائد في الجمهورية العربية اليمنية فأظلم اكثر في تفكيك مفاصل النظام المؤسسي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
لكن لا يعني هذا أن نركن على مستقبل وطننا في لومه وجلده وحده لما نحن واقعون فيه اليوم و نُبريء ثعابينه التي خلّفها و من كانوا في فلكه "شماليين وجنوبيين" فهولاء هم سبب مصائبنا اليوم ، هولاء هم مهندسو الفتن وزارعو الدسائس، هم سرطانات خبيثة في جسم اليمن كله شمالا وجنوبا، فتوحيد الحرف و رص الكلمة واجب وطني تقتضيه المرحلة، أما أن نبقى نُسفه افكار بعضنا ونسرف في مهاجمة بعضنا ونتبع أهواى الاحزاب و المكونات ونُلغي ما نؤمن به من مبادئ وحقائق، فتلك هي الخيانة.
فالأقلام المُشتراه لا تعيد لنا وطن، ولا ترتب لنا الأولويات.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً