بقلم: حسين باسليم
في أواخر شهر مارس المُنصرم مثلتُ الجمهوريّةَ اليمنية في اجتماعات اللجنة الدائمة للإعلام العربي، واجتماعات المكتب التنفيذيّ لمجلس وزراء الاعلام العرب اللذين عُقدا في العاصمة العراقيّة بغداد.
وكنتُ منذُ وصولي إلى بغداد محط اهتمامٍ شخصيٍّ من قِبَلِ سفير بلادنا في بغداد سعادة الأستاذ الخضر مرمش رغم عدم سابق معرفة به ، لكنّه كان الرجلَ النبيلَ الذي يعكس رُوح اليمنيين في المحبة والكرم والإخاء ..
أخبرني السّفير مرمش - أثناءَ توجهنا في اليوم التالي لوصولي إلى فندق الرشيد - أنه سيعرفني على سفير دولة الكويت في العراق مُشيداً به وبأخلاقه العالية .
وعندَ مقدمي والسفيرَ مرمش لتحية سعادة السفير الكويتي في بهو الفندق ، تفاجأتُ وكأنّني أعرفُه من قبل ، ولو قليلاً ، وقلتُ له ذلك، فأخبرني مُبتسماً بأنه كان سفيراً لدولة الكويت في صنعاء عامَ 1999 !!
قضينا ساعاتٍ ثلاثاً تقريباً نتحدثُ عن اليمن ، وعن الكويت والصِّلات الوثقى العميقة بين شعبينا في كافة المجالات، وخاصة في الجوانب الموسيقية والثقافية والاعلامية ، وعن ذكرياتي الشخصية عن الكويت وتحديداً في صحيفة ( القبس ) الكويتية التي تلقيتُ فيها لمدة ثلاثة أشهر من العام 1989 أولَ تدريبٍ عملي خارجيٍّ في مجال الصّحافة والاعلام ، في مطلع عهدي بالعمل الاعلامي، فكان لهذا التدريب أبلغَ الأثر في حياتي المهنية لاحقاً وحاضراً !!
قلتُ لسعادة السفير الزمانان ، إنّ الكويت هي في قلب كلّ يمنيٍّ وفي صميم وجدانه ، وأياديها البيضاء امتدتْ بالدعم والمُساندة والمُساعدة السّخية غير المشروطة ، منذُ عقودٍ خلت لكلّ اليمنيين ، بل يمكن التأكيدُ أنه يصعب علينا اليوم أن نجدَ مُحافظةً أو مدينة يمنية لم تُبسط لها أيادي الخير الكويتية بمشروعٍ أو عدة مشاريعَ ، وفي كافة مجالات التنمية ، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والمياه والطرق وبسخاءٍ لانظيرَ له .
أخذَنا الحديثُ الشّائقُ الودودُ دونَ قيود في كافة الاتجاهات، وكأننا على معرفة ببعض منذُ سنواتٍ طوالٍ ، ليفاجَأني سعادةُ ( السّفير فوقَ العادة ) وفقاً للمعايير الإنسانيّة، لا الدبلوماسية والسياسية ، بأنّني مدعوٌ إلى وجبة غذاء في اليوم بعدَ التّالي ( الأول من أبريل 2022 ) يقيمُها بمُناسبة زيارتي بغداد !!
كانتْ وليمةَ غداء جميلة في احد أشهر مطاعم بغداد ، وليمةً تحثُّ على الشكر والامتنان لسعادته الذي لم يجعلها وقفاً علينا أنا وهو وسعادة السّفير اليمنيّ، بل دعا لها سفراءَ كلٍّ من مصر والأردن والقائم بالأعمال العماني ، والقائم بالأعمال البحريني المُعتمدينَ لدى الجمهورية العراقية . ( الصور اخذت قبل وصول بقية المدعوين ).
أكبرتُ في هذا الرجل انسانيتَه وكرمَه ومحبته لليمن واليمنيين ، وتمنيتُ لو أنني عرفتُه عن قربٍ أكثرَ قبلَ هذه المناسبة ، أو قبلَ زيارة العمل الرسمية القصيرة ، وإن أصبحنا حالياً على تواصلٍ انسانيٍّ يوميٍّ تقريباً عبرَ ( الواتس ) .
وهاهو اليومَ فخامةُ الرّئيس الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي يستهلُّ جولتَه الخارجيَّةَ الأولى بزيارة دولةِ الكويت الشّقيقة؛ لبحث مُستجدات جهود السَّلام والدَّعم الاقتصاديّ والإنسانيّ، وجهود الإصلاحات الجارية في البلاد .
حقيقة لم أكن ناوياً الكتابةَ عن تعرفي إلى ( أبي فهد ) عن قربٍ في هذه الزيارة القصيرة لبغدادَ ، وجميل كرمه وتفاعله الإنسانيّ ، لكن تدشين رئيس المجلس الرئاسي زياراته في المنطقة بزيارة دولة الكويت ، تأكيدا لعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين ، دفعتني بودٍّ ومحبّةٍ للحديث عن ذلك..
فشكراً جزيلاً لدولة الكويت أميراً وشعباً وحكومةً ، شكراً لأخي الفاضل الصّديق الغالي أبي فهد سعادة السّفير فوقَ العادة سالم غصاب الزمانان والشكر موصول لمن عرفني به سعادة سفيرنا الخضر مرمش . .
.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً