فشل طارق صالح باحتوى أبناء تهامه متجاهلا انهم سكان الأرض وثقلها البشري معتمدا على عناصر من غير سكانها مكتفي بتجنيد بعضهم .
فبدل من تنصيبهم قادة معسكراته عمل على تهميشهم مكتفي بعناصر عمه ممن كانوا في الحرس الجمهوري الذين يفتقرون إلى المعرفة بطبيعة الأرض التهامية وأسلوب التعامل مع سكانها .
متجاهلا أن ابناء الارض هم وحدهم الأكثر ارتباط بالساحل وليس الوافدين الذي لم يستمر وجودهم كثير حتى بدا العديد منهم ينشق عنه ويعود الى بلاده ضمن تنسيق سري مع قيادات الحوثي حاملين معهم اسرار قواته .
لم يفهم طارق عفاش أن الساحل ليس ملعبه ولن يكون وأن جماهير عمه لن يستمرو معه طالما انتهت مصالحهم في ظل تجاذبات سياسية تحمل بين جوانبها مشروع سياسي يمكنها من التغلغل دون الحاجة لإيجاد وافدين من خارج سكان الساحل .
فعقلية العسكري والأمني الذي لعب عليه طارق وأخيه أفقدتهم زخم الحضور السياسي وعزلتهم عن لعب دور سياسي واضح يجعل منه رقم مستفيد من سكان الساحل وتنظيمهم بما يمكنه من حيز مساحة تتيح له فرصة المساومة .
وليس الفشل الوحيد لطارق عفاش المتمثل بمنح سكان الأرض مساحة كبيرة للعب أدوار عسكرية وسياسية في الساحل بدل عن الوافدين ممن لا ثقل جماهيري لهم
على طارق عفاش أن يدرك أنه خارج اللعبة فهو ومن معه من الوحدات العسكرية بدون اي تأطير سياسي في إطار الشرعية فمازال هو وقواته في عداد المليشيات التي تفتقر إلى سند قانوني يمنحه المشروعية ضمن الجهاز الاداري للمؤسسة العسكرية .
وان اندفاعه لأعلن مجلسه السياسي ليس أكثر من فقعه تفتقر الى التأثير أمام صراعه المرير مع القوات التهامية التي تمتاز بغطاء الشرعية الدستورية باعتبارها قوات تخضع لسلطة الدولة المتجسدة بشرعية الرئيس هادي .
والتي تجسد الأرض والإنسان التهامي وتمتلك الثقل الشعبي الكبير بصفتها مكونة من أبناء الساحل لا من خارجه .
فعلى ماذا طارق عفاش يراهن وهو بعداد المجهول داخل بيئة ليس بيئته .
ما هي أولوياته وهو يجد نفسه يخوض صراع مع المقاومة التهامية ومع قياداتها الاجتماعية فالقوة ليس متاحة لتحقيق السيطرة على أرض ليس لك فيها مناصرين .
ليس امام طارق عفاش لا خيار وحيد يحفظ له مكانته ويرتب له وضعه المستقبلي وهو الاعتراف بشرعية الرئيس هادي والانضوا ضمن المؤسسة العسكرية بصفته قائد عسكري لا قائد مليشيات تنتهي دورها بانتهاء الحرب
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً