من المسلمات أن هذا العهد يملأوه الحزن والأسى والانكسار ولهذا نأبى أن ننظر لهذه الحياة بنظرة الفجيعة.
لقد أخذتني الحيرة واصبحنا اليوم بين الأنقاض نجهل المصير الذي ينتظرنا كشعب يفتقر الى ابسط وسائل العيش الكريم مكتفين ببناء مساكن صغيرة حديثة ولكنا ندور ونلف ونتعثر بالعراقيل لذالك يجب علينا أن نحيا مهما كلفنا الأمر من اجل شق طريقنا للمستقبل القادم .
علينا أن نعيش دون الالتفات الى عدد النكبات والكوارث التي نزلت علينا نتيجة غياب ثقافة الانتماء للأرض في ظل طغيان المصالح الآنية والفردية التي تتجاوز المصلحة العليا لشعب تتقاذفه أمواج عاتية دون وجود ربان ماهر يمتلك القدرة لتجنب سفينة الوطن الكوارث .
تمر السنوات بسرعة فائقة وتظل التعثرات هي من تصاحب مصيرنا المجهول لأن الأمل يظل يراودنا رغم ضبابية المشهد المعتم القاتم والموحش .
وبما اننا يمنيين وعرب نمرض لاننا لا نموت.
اننا نشعر بحجم الكارثة التي تفرض نفسها على شعبنا المنهك المصاب بداء المطامع المرتهن لثقافة التبعية .
وبما اني مغترب مهاجر عن وطني يحزنني وانا اشاهد مدى التطور والنهوض التي وصلت إليه الشعوب التي كانت اقل مننا حاضرة وتجربة انسانية .
يشقون طريقهم نحو التقدم والرخاء ويحملون هموم شعوبهم يسابقون الزمن لمجاراة الامم المتقدمة بينما نحن نبحث عن تراث القرن السادس ونعيش ماسية ونستعيد أحيا حروبه .
اشعر بالخجل عندما اشاهد حجم الهبوط الثقافي في ظل حرب مبنية على نزعة مناطقية بخطاب طائفي مقيت يفتقر إلى ابجدية البعد السياسي .
وما يغضبني انجرار بعض مكونات شعبنا وراء تلك الأدوات التي تعمل على اعادة اليمن الى الوراء دون الالتفات الى المستقبل خاصة أننا لم نعد معزولين عن بقية الشعب في ظل ثورة المعلومات التي بات من السهل اكتشاف العالم ومدى ما وصل إليه.
فبينما تتغني الأمم بالمستقبل نبحث نحن عن الماضي نكذب على أنفسنا بأننا كنا أمة متقدمة دون أن نحاول أن نكون كماضينا فمن صنع الماضي لم يصنعه بخموله وإنما بإيمانه لشعبه وحرصه على جلب كل عوامل القوة والنفوذ ليتمكن من الحفاظ على كيانه وحفظ دولته ولا يمكن الحفاظ على الدولة دون بناء عوامل القوة والنهوض بالوطن
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً