يسري الاثوري
خرج نائب الرئيس ورئيس الوزراء السابق خالد بحاح مغرداً على تويتر بإدعاء ان الشرعية نهبت ما قيمته 700 مليون دولار من نفط المسيلة بحضرموت بالإضافة إلى 400 مليار ريال يمني التي طبعت في روسيا.
وللأسف أن بحاح قال أن هذه الواقعة موثقة ولكن لم يزود أحد بالوثائق، ومؤسف جداً أن يتكلم بحاح بهذه الطريقة ويتهم الشرعية بنهب هذه المبالغ فكيف تنهب الشرعية هذه المبالغ وهي المكلفة بتحصيلها وإدارتها والشعب اليمني كله يعلم أنه يتم تصدير النفط من حضرموت وتم طباعة 400 مليار ريال في روسيا وليس ما قاله بحاح سوى توزيع اتهامات.
واولاً كلام بحاح مرفوض جملة وتفصيلاً فكيف يتهم الشرعية بالنهب والشرعية صاحبة الحق بجمع هذه الاموال وهذه ذات إتهامات الإنقلابيين من جماعة الحوثي وحزب المخلوع صالح، واذا كان بحاح يقصد شخصيات فاسدة فكان عليه أن يسمي كل شي بأسمه ويتحدث بالوثائق والوقائع المحددة.
دعوني افصل لكم بما لدي من بعض المعلومات حول المبالغ التي اوردها خالد بحاح وأولها مبلغ 400 مليار التي طبعت في روسيا وبحسب معلوماتي فإن ما وصل منها حتى الآن 250 مليار فقط فيما يدعي بحاح أنه قد تم نهب الـ 400 مليار بكلها وهذا يكشف أن بحاح يفتري كذباً.
الأمر الآخر صرفت الشرعية ما يقرب من 200 مليار ريال مرتبات الجيش الوطني والأمن لمدة 5 اشهر بواقع 40 مليار ريال تشمل رواتب بعض وحدات من الجيش القديم والجميع يعلم كيف تأخرت مرتبات الجيش والأمن قبيل العيد بسبب تعرقل وصول الأموال من روسيا وعندما وصلت تم الصرف مباشرة في اثناء إجازة عيد الأضحى المبارك.
صرفت الحكومة الشرعية مرتبات 6 أشهر لمتقاعدي الجيش والأمن في تعز وراتب شهر لمعلمي صنعاء ورواتب 6 أشهر للمحكمة العليا وراتب شهرين للقضاء والنيابات العامة وراتب شهرين لكافة موظفي محافظة تعز وعدة رواتب سابقة لمؤسسات مختلفة في الجمهورية اليمنية وفي مناطق سيطرة الإنقلابيين مثل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وغير ذلك بالإضافة إلى مشاريع تنموية في عدن وميزانيات لعدد من الجهات الحكومية ومرتبات القطاع المدني في مختلف المحافظات المحررة لمدة تزيد عن عام وامور كثيرة تم تغطية جزء منها من بعض الإيرادات والجزء الأكبر من تلك المبالغ المطبوعة في روسيا.
فيما يتعلق بأموال تصدير النفط فثلث قيمة النفط تذهب الى شركة بترومسيلة كتكلفة انتاج وبالتالي فهذا يعني أن ما يزيد عن 230 مليون دولار قد ذهبت لشركة بترومسيلة وبقي 470 مليون دولار، كهرباء عدن وحدها تستنزف 40 مليون دولار شهرياً قيمة ديزل وزيوت لتشغيل المحطات الكهربائية وتعمل بهذا الأساس منذ عدة اشهر، بينما العائدات التي يتم تحصيلها من فواتير الكهرباء لا تغطي رواتب موظفي المؤسسة العامة للكهرباء بعدن وما جاورها، وتم اعتماد مبلغ 9 ملايين دولار تكاليف صيانة وقطع غيار لمحطات الكهرباء بعدن والتي باتت في حكم المتهالكة، وملايين الدولارات دفعت قيمة الطاقة المشتراة وفق مناقصة أعدت لهذا الغرض، كما تم دفع ايجار المحطة الغازية المستأجرة بحضرموت والتي توقفت لفترة نتيجة خلاف مالي مع المالك متراكم منذ اشهر طويلة، وتم دفع 20 مليون دولار قيمة محطة غازية جديدة تم إنشاءها في حضرموت بقدرة 25 ميجا وات، كما دفعت الحكومة رواتب السفارات والبعثات الدبلوماسية لعدد من الأشهر، ودفعت رواتب الطلاب اليمنيين في الخارج لثلاثة أرباع، آخرها 17 مليون دولار للربع الثاني من العام 2017 والذي تم تحويله قبل ايام فقط.
في الأخير هذه معلوماتي البسيطة عن ما تم إنفاقه وكلها من الـ 250 مليار ريال التي وصلت من روسيا ومن عائدات تصدير النفط وانا أقول هنا رأيي ومعلوماتي، مالم فليست لدي صفة رسمية للرد على بحاح ويمكن أن تقوم الحكومة بالرد بصورة رسمية والكشف عن التفاصيل وبأرقام دقيقة.
خالد بحاح عليه أن يترك الإتهامات الفضفاضة فكلنا يدرك أن الفساد مستشري في اليمن منذ 50 سنة وأن جهود مكافحته لن تتم في يوم وليلة وأن خالد بحاح بحد ذاته ساهم في الفساد اثناء عمله كوزير للنفط او كرئيس للوزراء ونائب الرئيس وحصلت حكومته على دعم كبير من دول شقيقة ذهب ادراج الرياح وبحاح ذاته مطالب بالكشف عن المبالغ التي استلمها وفيما صرفها رغم أن لدي معلومات عن حجمها وهي مبالغ مهولة لا ندري أين ذهبت وفيما صرفت.
لست مدافعاً عن الفساد وأطالب بمحاسبة أي فاسد لكن أن يظهر خالد بحاح ليردد ترهات الإنقلابيين لأهداف خاصة به فهذا معيب ونستنكر تبني الخطاب الحوثي من قبل شخصية عملت في مناصب رفيعة في الدولة وتدعي ظاهراً انها ضد الإنقلاب.
كان بإمكان بحاح أن يتحدث عن الفساد بشكل عام والذي لا ينكر أحد وجوده وأن يطالب بالإفصاح عن مصير الأموال المطبوعة في روسيا واموال عائدات النفط بدلاً من تبني الخطاب الحوثي ويطالب بالشفافية وهذا حق مشروع لكل مواطن.
الواضح جيداً أن نشاط رئيس الوزراء الحالي الدكتور أحمد عبيد بن دغر وتحركاته الملموسة وحلحلته للكثير من المشكلات المتراكمة وعمله الدؤوب على ترسيخ عودة الدولة للمناطق المحررة وإعادة مؤسساتها وآخرها تصريحه بخصوص تنظيم الجيش الوطني على أسس وطنية بدلاً عن المناطقية الحالية في أوساطه، هو ما أثار استياء بحاح لأنه يراها آخر أحلامه للوصول إلى السلطة، بل واظهر بحاح قزماً لأن المواطن بات يقارن حكومة بحاح بحكومة بن دغر فيدرك فشل الأولى.
تحركات بن دغر ونشاطه اظهرت فشل بحاح وهو الذي كان يعود إلى الرياض من عدن عقب ايام من وصوله إليها ويرفض المكوث فيها، صمود بن دغر في عدن في اوقات عصيبة كادت الأوضاع فيها ان تتفجر حرباً جعلت الجميع ينظر إلى بحاح كشخصية فاشلة ودفعته مؤخراً للإنفجار متبنياً اتهامات انقلابية.
بحاح شخصية مهوسة بالسلطة وكان يطلق على نفسه لقب "الرئيس القادم" اثناء توليه منصب نائب الرئيس وكيف لن يحقد على الرئيس هادي وعلي محسن وبن دغر وقد أطاحوا بحلمه الذي كان يرى أنه على بعد خطوتين من تتويجه رئيساً توافقياً في مفاوضات الكويت في صفقة مشبوهة مع إنقلابيي صنعاء، وانا أعتبر ان قرار إقالة بحاح من منصبه كان أحد اهم واشجع قرارات الرئيس هادي منذ توليه منصبه وحتى اليوم.
بحاح لم يكن يجيد سوى صناعة الخلافات مع الرئيس هادي بل ويتعمدها ولم يكن تفكيره ينصب في إنجاز مهامه بقدر ما كان منصباً لكيفية الإطاحة بالرئيس هادي ونقول لخالد بحاح تعلم من رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر كيف يؤدي مهامه ويتحرك في عموم المحافظات ويلتقي بمختلف المواطنين والمسؤولين والوجهات والشخصيات السياسية، بل والأهم تعلم من بن دغر كيف يتعامل مع شعبه ورئيسيه عبدربه منصور هادي فلا تخلو مناسبة الا وبن دغر يثني على رئيسه عكس بحاح الذي كان يتجنب حتى ذكر اسم الرئيس هادي.
تعلم يا بحاح الصبر من الرئيس هادي ونائبه اللواء علي محسن، وندرك جيداً أن بحاح ليست شخصية جديرة بالوصول إلى المناصب التي وصل إليها لكنه جزء من نكبة انقلاب 21 سبتمبر فرضه الإنقلابيون كما فرضوا المتبرقدين في مختلف مؤسسات الدولة، فخالد بحاح ليس سوى جزء من نكبة ما يسمى "اتفاق السلم والشراكة".
تعلم من بن دغر كيف يتعامل مع مختلف اطياف الشعب اليمني وكل مكوناته وابناءه وهو حضرمي مثلك وتخلص من عنصريتك التي جعلتك ترفض توظيف اي شخص غير حضرمي في مكتبك وكأنك نسخة مصغرة من شاويش سنحان.
تعلم من بن دغر التواضع وكيف يلتقي بالصغير والكبير والمسؤول والموظف وكيف يتعامل مع كل القوى الوطنية ويحترم الجميع بدلاً من البقاء في غرفة فندقك حابساً نفسك رافضاً مقابلة أحد في وقت عصيب تحتاج فيه الدولة إلى من يتحرك بكل الإتجاهات ليعيد بناءها وترتيب صفوفها ويلتقي بكل أطياف المجتمع والقوى السياسية.
بحاح يرى الدول الشقيقة والصديقة وقد اكتشفت انه ليس سوى رئيس وزراء فاشل اوصلته نكبة 21 سبتمبر واتفاق السلم والشراكة الى منصب اعلى بكثير من قدراته لم يكن جديراً بالثقة التي أوكلت إليه ولم يعد جديراً بأي ثقة مستقبلية وبالتالي لم يعد رجلاً لأحد كما يحب أن يقدم نفسه، لقد سحبوا عليك البساط يا بحاح والحقيقة انك من افشل ذاته.
فكر جيداً يا بحاح قبل أن تتحدث، وأنصحك تراجع عن قرارك بالتخلي عن برستيج الرئيس القادم لتنزل إلى مستوى مغرد متهور يفقد لأدنى معايير المصداقية والمهنية، يتخبط في منشوراته ويكتب ما ينقلب ضده.
تذكر يا بحاح انك من وقع اتفاق الهدنة الإقتصادية مع الإنقلابيين وسلمهم ما يقرب من 4.5 مليار دولار على طبق من ذهب بالإضافة إلى أكثر من 2 ترليون ريال حصلوا عليها عن طريق أذون الخزانة والإقتراض والسحب على المكشوف، بل وكنت ترسل لهم المليارات من ايرادات الوديعة والمحافظات المحررة إلى أن جاء بن دغر وكسر الهدنة الإقتصادية أوقف تسليم الإيرادات للإنقلابيين.
تذكر يا بحاح أن هدفك لم يكن سوى التسلق والوصول إلى السلطة والإطاحة بالرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، ونحن اليوم نطالبك بالكشف عما استلمته وفيما انفقته.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً