محمد عبدالله القادري
ليس دفاعاً عن معين عبدالملك ، فنحن كإعلاميين مهمشين ونعيش في معاناة نعتبر ضحايا حكومته التي لم تهتم إلا بمن يتبعون حزب الاصلاح.
انما دفاعاً عن مشروع الدولة ككل ومشروع التحالف في اليمن.
اتهام صالح الجبواني لرئيس الحكومة بالتوقيع على قيام التحالف بقصف الجنود بنقطة العلم ، ليس اتهام لشخص وانما اتهام للشرعية ككل والتحالف ، وهو يورط الشرعية الذي جاءت بالتحالف ليدافع عنها ويورط التحالف الذي جاء ليدافع عن الشرعية ، ويظهرهما معاً بمرتكبي جرائم حرب ، وهذا ما يقود نحو ادانة دولية مستقبلاً ويمهد لطرح ملف في محكمة الجنايات وهو الأمر الذي تريده إيران والحوثي.
لم يستطيع الحوثي ان يلصق جرائم حرب بالشرعية والتحالف من خلال ما يسقط من قتلى يتبعونه في صفوف ميليشياته عبر اي قصف لطيران التحالف ، وذلك لأن الحوثي هو من ارتكب جريمة الانقلاب على الدولة وهدم المنازل واختطف المواطنين ، فهو المجرم والمعتدي والمتسبب للحرب وما موقف الشرعية والتحالف الا قانوني لتخليص الدولة اليمنية والمواطن .
لكن في المناطق المحررة كحرب الدولة والتحالف على جنود ومواطنين يحمون الدولة ويقفون معها ، تعتبر نوع من ارتكاب جرائم حرب بحق ابرياء.
اتهامات الجبواني بهذا التوقيت تجعلنا نتهمه بالكذب .
لماذا ظل ساكتاً منذ ان وقعت الحادثة بجنود العلم ولم يتحدث إلا اليوم .
بالاضافة إلى ان ما قاله بالتزامن على وشك تشكيل الحكومة الذي يدل على نجاح اتفاق الرياض ، لم يكن إلا لعرقلة ذلك التشكيل وافشال اتفاق الرياض ، وهذا ما يؤكد اكثر على ان الحوثي لا يهم المصلحة العامة ولم يكن ما قاله نابع عن تألمه لما حدث لأولئك الجنود ، انما لعدم تحقيق مصلحة شخصية من خلال عدم حصوله على حقيبة وزارية في الحكومة القادمة .
هذا الاتهام الذي يدل على التلفيق ، يدل ايضاً على الحماقة السياسية ، ومثل اتهامات كهذه كانت يجب ان ترفع بسرية للرئيس هادي ليتخذ على اثرها الخطوات المطلوبة .
ومحاربة معين عبدالملك كانت يجب ان تظهر باتهامات اخرى كفساد وغيرها ان كان الجبواني يمتلك ادلة ، اما الاتهام بجرائم حرب فالجبواني ليس إلا كمن يريد ان يلصق بالتحالف والشرعية ما عجزت عنه إيران والحوثي ، وسيكون الجبواني قوياً بهذا الاتهام كونه شهادة شاهد من أهلهم.
ايضاً هذا الاتهام يذكرني بما حدث لمحافظ تعز السابق أمين محمود .
عندما عجز اولئك عن تغييره اتجهوا نحو فبركة وجود مقابر جماعية وجعلوا قناة الجزيرة تبث تلك الفبركة .ولم يستبعد ان يكون من ادعوا ذلك هم نفذوا ما حدث.
وهذا ما يجعلنا نفهم ان الجبواني يريد ان يكرر نفس الطريقة ، ولا نستبعد ان من قالوا له ذلك هم انفسهم من يقفون وراء ما حدث .
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً