نجلاء القصيص
تضحية
الساعة 10:43 مساءاً
نجلاء القصيص

تضحية 

تزوَّجَها عن حبٍّ، فعاشَ معها أجملَ الأيّامِ، وكانتْ لهُ ربيعًا يتجدَّدُ كلَّ يومٍ، حتى أنَّهُ لمْ يشعُرْ بالسنواتِ منذُ تزوّجَها فقدْ مرَّتْ سريعًا. 
جاءَهُ عقدُ عملٍ في الخارجِ، فتشبّثَ بهِ؛ ليُحسِّنَ من وضعِهِ المادِّيّ، حينها أقنعَها بضرورةِ سفرِهِ، فغدًا سيكونُ لديهم أطفالًا ومتطلبات حياةٍ لا تنتهى، وتأمين مستقبل الأطفالِ وتعليمهم. 
بعدَ سنتينِ غياب، لمْ تنقطعْ أخبارُه يومًا عنها. 
اتّصَلَ ذاتَ نهارٍ من مقرِّ عملِهِ:  
- غاليتي، اليوم الطبيبُ أخبرَ صديقي بأنّهُ لن يتمكَّنَ من الإنجابِ نتيجةَ عقمِهِ،- أنا حزين لأجلِهِ- ولن يستطيعَ إخبارَ زوجتِهِ بالحقيقة. 
- عزيزي، إنّها لن تتحمَّلَّ سماعَ هذا الخبرِ، ستتألَّمُ كثيرًا. 
في اليومِ التالي وجدوهُ منتحرًا في شقَّتِهِ، وإلى جوارِهِ ورقةٌ مكتوبٌ عليها. 
"عزيزتي، لن تتحمَّلِي عذابي طيلةَ حياتكِ، فأنا الرَّجُلُ الذي لا ينجبُ". 

نجلاء القصيص

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص