محمد المظفر
حمود عباد والشريحة الألف
الساعة 07:10 مساءاً
محمد المظفر

حمود عباد والشريحة الألف 


محمد المظفر

نسمع كثيراً بقولهم   (فلان أبو شريحتين ) أي غير ثابت على مبدأ واحد ، وربما متعدد الإنتماءات والقناعات ، لكن هناك من يفوق ذلك العدد (الشريحتين ) ويصير أبو الكثير من الشرائح وليس شريحتين فقط .

 فتراه الخادم المطيع ، والمتملق المجتهد الذي يستميت في إرضاء سيده الحاكم ، سواءاً كان هذا السيد شخصاً  أو حزب أو جماعة يتربعون عرش السلطة ، ففي كل فترة زمنية من عمر تاريخ التغيير  ، وكل مرحلة سياسية تمر بها البلد ، تجده ناعقها الذي لاتحكمه قناعة ولايثبت على مبدأ ، مهما كانت أخلاق أو نوعية  الأشخاص أو الأحزاب الذين يصير تابعاً ومطبلاً لهما. 

المهم أنه يضل تابع للطرف الحاكم ، كالمدعو /حمود عباد . فهذا الرجل كان إصلاحياً في أيام عز الإصلاح ، ثم تحول إلى مؤتمري حين أصبح المؤتمر هو الحزب الحاكم لاعناً الإصلاح ومعارضاً له ، وضل  يسبح بحمد علي عبدالله صالح وحزبه ويقدسهما إلى أن  أطيح بصالح من كرسي الرئاسة بثورة 2011م ، ليتحول بعدها أيضاً إلى لعاناً ومسفهاً لصالح ، ساعياً إلى أن يجد له مكان في حكومة الرئيس / عبدربه منصور هادي .

 ثم بعد إنقلاب الحوثي على حكم عبدربه منصور واستيلاءهم على مؤسسات الدولة في المحافظات الشمالية إنقلب هو أيضاً على الرئيس هادي ليجد له مجدداً منصب في دولة ميليشيا الحوثي التي كان ينعتها بأقذع الصفات  ، ويتهمها بالكفر والخروج عن جادة الصواب أيام الحروب الستة التي شنها صالح عليها في صعدة . وكل تحولاته المستمرة موثقة بفيديوهات لخطابات متلفزة كان يلقيها بصوته الجهوري المجلجل في كل مرحلة من المراحل التي مرت بها بلادنا . 

لا أدري مما هي عجينة هذا المتذبذب المتأرجح (حمود عباد ) ، إذ كيف يستطيع التلون والتبدل كحرباء في مختلف الظروف ، من أجل بقائه مع كل حكومة من الحكومات المتعاقبة والمختلفة..! 

وبما أن مليشيا  الحوثي هي التي  تحكم الآن ، فهو منتمي إليها يخطب بعكس ما كان يصفها به سابقاً من البغي والفجور ومخالفة نواميس وقوانين التعايش الديمقراطي والإنساني السليم ..!
المهم .. السؤال الذي يراودني الآن هو  :.
حين تندحر مليشيا الحوثي التي يدعمها ويصفق لها ، ويقف مسانداً لها بكل تفاني العبد المخلص .. كم سيكون قد بلغ عدد تقلباته ..؟ وكم سيكون رقم الشريحة الأخيرة.. ؟

وإلى ذلك الوقت دعونا نتخيل موقفه الجديد مع الشرعية 
وهو يمسك بالمايك ليخطب إحدى خطبة العصماء التي تفوح منها رائحة النفاق القذرة التي تعود عليها  ، فيمط شفاهه الغليظة تلك ، لاعناً الحوثي مرة أخرى ، ومادحاً متملقاً للشرعية التي انقلب عليها معهم . فإذا لم تستحِ فأصنع ماشئت .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص