ايهاب الشرفي
أين المشكلة !!
الساعة 11:23 مساءاً
ايهاب الشرفي

أين المشكلة !!


إيهاب الشرفي : 

لا أدري اين المشكلة .. هل هي في إسطنبول أو الرياض ، هل هي في أبو ظبي أو طهران ، أو لربما في الدوحة أو واشنطن ، أو يمكن أن تكون في موسكو أو لندن .. !!!
لكني أعلم يقيناً أن هناك مشكلة كبيرة في اليمن الكبير ..
مشكلة أساسها اجتماعي قبل أن يكون سياسي ، مشكلة عميقة عقيمة لا دواء لها سوى في الشعب ..
نعم في الشعب الذي ما إن تناقش أحدهم في مكمن المشكلة باليمن وتطرح وجهة نظرك الشخصية ، الا ويتم تأطيرك مباشرة واتهامك بالعمالة لإحدى العواصم العربية أو العالمية .. 
مشكلة تتعمق فصولها كل يوم أكثر من سابقه ، وتتوسع الفجوة بين أبناء الوطن والمجتمع الواحد أكثر قأكثر ..
مشكلة وقودها الدماء اليمنية والأرواح الطاهرة في شتى الجبهات المشتعلة .. 

برأي أن المشكلة في الأحزاب التي تساهم في انتزاع حق الشعب في تقرير مصيره ..
في المكونات السياسية التي قررت أن تسلب الشعب إرادته ، وتُفرغ الوطن من قرار المجتمع ، وتُصادر حق المواطن في اختيار شكل الحياة التي يريدها (حربا كانت أم سلم) ..
المشكلة في تَصدر شخصيات معدودة للمشهد العام ، شخصيات قررت من إحدى الغرف المكيفة والمزخرفة بالنجف المستورد داخل الوطن أو خارجه ، أن تكون الوصية الوحيدة عن الشعب .. 
الشعب الذي لا يعلم ما مصيره ، ولا ما ينتظره غدا ..
الشعب الذي أصبح نعجة مشوهة الخلقة ، تقوده الأجندات كيفما هبت هبوب رياحها ، وتتقاسمه الأحزاب وكأنه أصبح تركة توارثتها العائلات السياسية والطائفية والمذهبية والدينية .. والعملاء والخونة وتجار الحروب والمرتزقة وكل شرير نَصب نفسه وكيلاً على هذا الشعب دون توكيل .. 
المشكلة في الشعب الذي إن قيل له فعل ، وإن أوتمر أطاع ، وإن زُجر انتهى .. فتراه يملأ الجبهات قتلى بتغريدة ، ويحشر الشوارع حشراً بمنشور ، ويحرق الأرض حرقاً بدعوة من سياسي ما ..

يفعل ذلك ولا يعلم لما فعل .. يقاتل ويُهادن ويسالم ويتظاهر دون أن يدري لما ولمن ولماذا .. لكنه ينتصر لحزب يضن أنه ينتمي إليه أو لطائفة يحسب نفسه جزء منها .. 

والأدهى والأمر من ذلك عندما يفعل ذلك ويبذل دمه رخيصاً ، ويحرض الآخرين على قتل أنفسهم أو قتال إخوانهم لصالح دولة أخرى لا ناقة له فيها ولا جمل .. 

تراه وقد تيبست أوردته وتصلبت شراينه من فرط الدفاع عن هذه العاصمة أو الهجوم على تلك ، بلا حُجة ولا سبب ، سوى أنه أقنع نفسه بأن ذلك هو الصواب .....

ذلك ما قادنا إلى مزيد من التمزق والتشرذم والانكسار والذل والهوان .. .. لن تكون هناك دولة دون شعب يلتف حولها .. ولا يمن دون وعي شعبي كفيل بهزيمة أعداءه !!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص