- ايهاب الشرفي :
(الأطباء يقتلون المرضى بالمستشفيات ، يدخل المريض برجليه ويخرج جثة ، يستخدمون إبرة الرحمة لانهاء حياة المرضى ، يقتلون المصابين بكورونا مقابل ملايين الدولارات من الدول الأجنبية .. لا تذهبوا الى المستشفيات ، افضحوهم ، حاربوهم .. الخ)
إشاعات واقاويل انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي ، واصبحت من المسلمات في المجتمع اليمني من أقصاه إلى أدناه ، بينما في الحقيقة لا وجود لها على أرض الواقع ، وليس كل ما يتناقله الكثير معناها حقيقة ؛ وقد ظلت الاشاعة السيئة عبر التاريخ أكثر رواجاً من الحقيقة ، حتى على مستوى تشويه أخلاق الناس وشرفهم !!
فلو افترضنا جدلا أن عصابات المليشيات تقوم بقتل المرضى لهدف ما ، فهل هذا يعني أن ذلك يتكرر أيضا في تعز أو حضرموت أو عدن ؛ والسؤال الأكثر أهمية ، أليس الأطباء في صنعاء وذمار وإب ، هم أهلنا أصدقائنا واحبتنا ، وهم ملائكة الرحمة الذين يعملون على انقاذ البشر طوال الوقت ، بعيدا عن الصراعات السياسية الأيديولوجية والعسكرية الخ .
وأيضا بالعقل .. هل من المعقول أن يدخل إنسان برجله المستشفى ويخرج جثة دون سبب منطقي !! .. دخل برجله يعني بخير فلماذا دخل المستفشى أصلا؟ وإذ كان دخوله المستفشى نتيجة لتدهور حاد بحالته الصحية، من البديهي أن يلقى حتفه ، كما توفي الناس في كل دول العالم بسبب الفيروس والأمراض المختلفة (مع الأخذ بعين الإعتبار الوضع الراهن للبنية التحتية للمؤسسات الصحية في اليمن برمته) .
ثم ، إذا كان الأطباء موضع شك واتهام بالقتل العمد .. مالذي بقى لنا لنعيش ؟! .. الرصاص والقذائف والحروب والصراعات والأمراض والأوبئة ، بل الموت يحيط بنا من كل مكان ، ولا مجير لنا سوى ما توفر من أطباء ومشافي .. ولا يجوز التهجم عليهم والصاق بهم تهمة كالقتل العمد !!
وهل تعلمون مالذي يعنيه ذلك؟ .. ذلك يعني تصريح مجتمعي جمعي بهدر دماء الأطباء .. كيف ذلك ؟ حسناً .. لنحسبها بالمنطق والعقل ، احدهم توفي والده أو ولده بالمستشفى لأي سبب كان ، هنا التهمة جاهزة والمبرر مطروح حد التوكيد ، الطبيب قتله .. وهنا يصبح الأمر أكثر درامية ، ومن البديهي ان يقوم بالثأر من الطبيب وقتله !!
ولربما أصبحت أسرة الطبيب وأهله في موضع الخطورة والاستهداف ، عملا بمبداء الإنتقام ، وذلك نتيجية للتعبئة الخاطئة ، لتفسيرات البعض ومقدرتهم على قراءة الاحداث بمنحى خطير وغير منطقي ، فليس من المعقول أن يقدم طبيب قضى جل عمره بدراسة الطب والعمل فيه ، على قتل مريض لا حول له ولا قوة !! .. وهنا الحديث عن كل أطباء الجمهورية الذين وضعتهم الإشاعة في خانة الإتهام .
اذا ، من الواجب عدم الانجرار وراء نشر الإشاعات والأكاذيب ، لما لذلك من انعكاسات سلبية ، من شأنها أن تعرض حياة الأطباء (ملائكة الرحمة) للموت والقتل والترهيب والابتزاز .. الخ ، فلا تكونوا شركاء في قتلهم ، ولا تجعلوهم موضع شك ونقاش واتهام واشتباه .. لم يبقى لنا في هذه الأرض بعد الله غيرهم !! .. لا تقتلوا الأطباء لتشبعوا رغباتكم وتفسيراتكم وتاؤيلاتكم الساذجة ..
الجميع يعلم أن الأطباء يعملون دون مرتبات ولا حوافز أو مغريات ، فلا نجازيهم بالقتل ، ولا ندمر حياتهم وحياة أسرهم بالاشاعات .. ولا نجازيهم بالتدمير النفسي والمعنوي .. هم ملائكة الرحمة الذين يكابدون المشقات ويعانون الأمرين لنعيش بلا أوجاع !!
كل السلام والتحية لملائكة الرحمة
كل الحب والتقدير للجيش الأبيض في اليمن وكل مكان بالعالم
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً