في مطلع العام الجاري ظهر مايسمى كورونا ( كوفيد19) في مقاطعة ووهان الصينية، وفي غضون أيام أصبحت الإصابات تتعدى الألآلف، والوفيات تتزايد كل يوم أكثر، ثم مالبث أن تعدى الحدود الجغرافية وأصبح وباء عالميًا، حينها بدأت الأمور تتجه إلى منحدر خطير مع انتشار الفيروس بسرعة مذهلة حيرت العقول، وعجزت أمام هذ المرض كل فنون الطب في العالم. وقف العالم مشدوهًا، وتعطلت فيه الحياة، وبدأت الدول تغلق منافذها وتعزل نفسها، وتفرض قوانين صارمة في الداخل، كحظر التجوال وغيرها...
في الوقت الذي كانت الإحصائيات القادمة من منظمة الصحة العالمية في الدول المتقدمة تثير الرعب في النفوس؛ وتقشعر لها الأبدان، كانت الدول العربية تسجل حالات اشتباه بعدد الأصابع، وهذه سابقة غير مشهودة من قبل، الأمر محير حقًا...
في اليمن لم تسجل أي حالة، وبقية خالية، يصور البعض هذا الأمر مشيئة إلهية، البعض الآخر يرجع الأمر إلى أن هذا ربما من فوائد الحرب في إغلاف المنافذ الجوية والبحرية، ومنهم من يقول أن ضعف الامكانيات الطبية عاجزة عن كشف هذا المرض...
إلى ماقبل شهر تقريبًا كانت ماتزال اليمن خالية حتى أعلنت وزارة الصحة عن وجود حالة اشتباه في مدينة الشحر بحضرموت، وسرعان ما اتخذت التدابير اللازمة بالإمكانيات المتوفرة. حبست الأنفاس؛ وبلغت القلوب الحناجر؛ ظل الناس يسترقون السمع بقلوب وجلة، توالت الأيام؛ ولاجديد، حالة واحدة، تماثلت للشفاء بعد قرابة الشهر...
بعد يوم من إعلان شفاء المصاب بمدينة الشحر؛ أعلنت وزارة الصحة عن وجود خمس حالات اشتباه في مدينة عدن، يأتي هذا بعد اعلان المجلس الإنتقالي الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية. قابل هذا الاعلان رفض إقليمي ودولي شامل، ورافقه احتجاجات شعبية في مدينة عدن خرجت رغم إعلان حالة الطوارئ في المدينة...
الآن، وبعد مرور أربعة وعشرون ساعة من إعلان وزارة الصحة في عدن، جاء تصريح الوزير، قال أن الوزارة غير متأكدة من أن المرض هو كورونا نفسه ولكن الأعراض تشابهه تمامًا، وأن حالتين من الخمس توفت بينما البقية تقبع تحت الحجر الصحي. إن تصريح الوزير المرتبك يشي بأن الأمر لعبة دبرت بليل. إذا وقفت الإصابات عند الرقم خمسة فليعلم الجميع أن هذا مخطط لتنفيذ اجندات سياسية ليس إلا، أما إن كان صحيحًا فستشهد اليمن كارثة حقيقية، والأيام المقبلة ستكشف الأمور على حقيقتها.
___
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً