ايهاب الشرفي
ست سنوات من حالة الصراع والحرب والمعارك الدموية في اليمن ، راح ضحيتها الالالف بين قتيل وجريح ، وتشرد الآلاف بين مخفي قسريا ومعتقل ومهجر من منزله وملاحق خارج وطنه ، والانقلاب صار انقلابين وفي ظل ارتفاع اعداد الجيوش والرؤساء والزعماء لبلد واحد مزقته الصراعات وتقاطع الأجندات وتشتت الأهداف وضياع الوطن والمواطن بين تفاصيل الأحداث وتراكماتها في اليمن .
ست سنوات عجاف ، غاب فيها او غُيب دور صناع القرار وتلاشى تأثير وقرار الأحزاب والتنظيمات السياسية التقليدية من المشهد العام في وطن يكاد يصرخ فيه الحجر من فرط الاذلال والموت ، وسط تنامي الصراع والتشظي الحزبي والايدولجي بين كهول السياسة اليمنية ، الذين وظفوا الطاقات الشبابية في حرب عبثية لا يبدو ان لنهياتها بداية ، وغيبوا الأفكار الشابة والطموحات الوطنية في صراعهم الغابر ...
وبعد ان فاض الكيل وطفح الصبر ، كان لابد على النخبة الثقافية والأكاديمية اليمنية في داخل الوطن وخارجه ، ان تعمل على جمع شتات اليمنيين وتوحيد الصف الجمهوري لمواجهة تحديات المرحلة في إطار تيار وطني نهضوي ، يعيد القرار الوطني المسلوب ويعمل على إنهاء الانقلاب ووقف الحرب وبناء دولة اتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني ، مبنية على اقتصاد وطني قوي وجيش واحد يحمي سيادته وامنه ومكاسبه ومقدراته .
وكان لابد من وضع إستراتيجية وطنية ثابتة لتنفيذ تلك التطلعات والمطالب المشروعة لليمن واليمنيين ، الامر الذي ادركته النخبة الثقافية والأكاديمية التي سارعت لبناء أسس وقواعد هذا التيار بأفكار طموحة ومبادئ وطنية غير تقليدية وبعيدة عن التسيس الحزبي والطائفي والايدولجي ، بهدف وطني واحد يرتكز على بناء يمن جمهوري اتحادي آمن ومزدهر يحتكم فيه جميع أبنائه للدستور والقانون ،
الامر الذي قوبل بتأييد واسع من صفوة المجتمع التي شكلت نواة التيار ورسمت الأهداف والمبادئ الوطنية وجمعتها في إطار واحد أطلقت عليه "تيار نهضة اليمن" يرتكز في تكوينه على فئات الشباب باعتبارهم عماد الحاضر ورهان المستقبل ، بالإضافة إلى نخبة من لأكاديمين والمثقفين والمفكرين والصحفيين والناشطين وصفوة من أحرار المجتمع ، بهدف إنقاذ اليمن من الصراع والفوضى والتطرف والإرهاب وتحقيق نهضته انطلاقا من ثوابته المتمثلة في النظام الجمهوري والوحدة الوطنية والدولة الاتحادية .
ومن هذا المنطلق ادرك مؤسسي التيار انه لا يمكن بأي حال من الأحوال ان ننتصر لليمن واليمنيين دون ان يكون للفئة الشابة والنخبة ، دور محوري في صناعة مستقبل الوطن ، وهو ما دأب عليه التيار في تشكيل نواته ، بغية تحقيق تطلعات الشعب اليمني بمختلف انتمائته وتوجهاته ، وهو ما انعكس على تنامي الاعداد الضخمة لأعضاء التيار من شريحة الشباب ، وما يزال الباب مفتوحا لمن اراد الانضمام لرسم ملامح مستقبل الوطن وبناء الدولة اليمنية الحديثة كاملة السيادة والقرار التي نحلم بها جميعا .
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً