بقلم: فهمي باعباد
ليس هناك من شك أن الانتصارات التي سطرتها قوات الجيش الأمن بمحافظة شبوة الباسلة الأيام الماضية، شكلت ميلاداً جديداً لعامة اليمنيين الحاملين للمشروع الوطني، أحيا فيهم كل الآمال والأحلام والتطلعات التي ناضلوا من اجلها طويلاً، والمتمثلة في تحقيق الدولة المدنية الإتحادية الجامعة القائمة على أسس الحرية والعدالة والمساواة، سيما أنها جاءت في وقت كان السواد الأعظم منهم مصابون بخيبة أمل كبيرة، على إثر النكسات والخيبات التي مُني بها الجيش والحكومة الشرعية طيلة الفترات الماضية .. لذلك بدت لهم انتصارا تاريخياً عظيماً، وبالتالي اندفعوا بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم به بشغف غير مسبوق.
وقد تعاظمت وتضاعفت فرحتهم وبهجتهم تلك عند رؤيتهم رموز وقيادات الدولة، وحماة الوحدة وهم يتابعون ويواكبون تلك الإنتصارات والملاحم البطولية على ارض الواقع، وفي مقدمتهم دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، الذي غامر وفاجأ الجميع يوم أمس ومعه كوكبة من قيادات الدولة - بزيارة محافظة شبوة البطلة، في وقت كانت المعارك فيها لاتزال مشتعلة .. الأمر الذي مثل انتصارا جديدا لكل أحرار اليمن من انصار المشروع الوطني، وصفعة مدوية في وجوه كل مليشيات التمرد والانفصال، الساعية للنيل من حلم اليمنيين في ارساء دعائم دولتهم الاتحادية الجامعة، ومن يقفون وراءها.
لرجال الدولة وقياداتها ومهما تزايدت المآخذ عليهم - معنى وقيمة ومكانة ووقع وحضور آخر في نفوس ووجدان كل فئات ومكونات وأفراد الشعب من الوطنيين الأنقياء الذين لا يزالون مسكونون بحب الوطن، ويفاخرون بهويتهم وانتمائهم له .. انهم ومن خلال حضورهم وتحركاتهم يشيعون في نفوس الشعب الأمل بمستقبل أكثر اشراقا، ويعززون في اعماق كل الناس بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم وولاءاتهم وانتماءاتهم الإحساس والشعور بالأمان والطمأنينة الروحية، والاعتزاز بالهوية والولاء الوطني .. ومهما بدوا مقصرين الا ان غيابهم يعني شيوع الفوضى، وفقدان وانهيار كل شيء.
وعلى عكس المليشيات الخارجة عن النظام والقانون، التي تجردت في تعاملاتها مع من تعتبرهم خصومها من كل قيم المسئولية الدينية والاخلاقية، والفت التنكيل بهم، وتنفيذ عمليات الفيد والنهب والسلب للمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة - نجد قيادات الدولة في محافظة شبوة اليوم وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك - يجسدون في تعاملاتهم ومساعيهم لتطبيع الاوضاع فيها، اقصى درجات المسؤولية الوطنية والأخلاقية في الحفاظ الأرواح، وحماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، والتعامل مع المغرر بهم بكل رفق ونبل وانسانية، ناهيك عن حرصهم على اشاعة روح التعايش والتسامح والإخاء بين كافة شرائح المجتمع الشبواني.
فمنذ وصوله مدينة عتق عاصمة المحافظة - عقد رئيس الوزراء عدد من الاجتماعات مع القيادات المدنية والعسكرية بالمحافظة، شدد فيها على الجميع بضرورة تحمل مسئولياتهم وواجباتهم الوطنية والانسانية والاخلاقية في التعامل مع الأسرى والمغرر بهم، وكل انصار مليشيا التمرد، ووجه خلالها بإعتماد مبلغ خمسة مليار ريال لتحسين البنية التحتية بالمحافظة مشددا على ضرورة صرفها بصورة عاجلة، كما وجه بإدراج كافة الوحدات العسكرية التي أعلنت انضمامها للشرعية ضمن قوام الجيش الوطني .. كما قام اليوم بزيارة ميدانية لمشروع مستشفى شبوة الجديد المتعثر، ووجه بسرعة توفير الاحتياجات اللازمة لإستكماله وتشغيله .. والى ذلك تفقد الجرحى والمصابين في مستشفى عتق وإطمأن عليهم بما فيهم جرحى مليشيا التمرد، موجها بتقديم كل أشكال الرعاية الصحية لهم جميعا بلا استثناء.
وبناء على ما سبق تتجلى أمامنا حقيقة البون الشاسع بين حماقات وقبح وصلف قيادات مليشيا التمرد الانفصالية، ومسئوليات وسمو ورفعة وعطاءات قيادات ورجالات الدولة .. لذلك نقول: كل التحية والاجلال والاكبار لدولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، على زيارته التاريخية هذه التي مثلت خطوة سليمة في التوقيت الصحيح، والتي استطاع من خلالها ان يعيد ثقة اليمنيين بحكومتهم وقيادتهم الشرعية، كما أثبت لليمنيين بمختلف مشاربهم وللعالم أجمع أن مشروع الدولة الإتحادية في طريقة الى التحقق، وأن الحكمة اليمانية لا تزال حاضرة، وانه ومهما كثرت وتعاظمت المؤامرات والدسائس على هذه الأمة فإن مصيرها الفشل، ولن يجني القائمين سوى المزيد من الخزي والعار.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً