أ . محمد الدبعي
هزة قلم! هيا وكيف!
الساعة 08:15 مساءاً
أ . محمد الدبعي

 

إن سبرت حجنة، وإن عوجت شريم!
هكذا يقول المثل اليمني، وهكذا خطط التحالف ضد الشرعية في شبوة.

شبوة لم تكن سوى ملعب لأحداث مباراة ودية (في نظرهم) من شوطين بين الإمارات والسعودية لجس نبض الشرعية من جانب، والتعرف على نقاط ضعف الإنتقالي من جانب آخر بغية الوقوف على استعداداته وجاهزيته للمهمات القادمة.
لقد قاموا بمحاولة تجريبية لإسقاط مدينة شبوة على أمل أن ينجح الأنتقالي في المهمة بمساندة الإمارات، العدو الظاهر للشرعية والشعب اليمني. وكانت الخطة تتكون من شقين: (أ) و (ب)، فإن نجحت الخطة (أ) كان بها، وإلا فيلجأون للخطة (ب).
فلما فشل الإنتقالي في شبوة، وهزموا شر هزيمة رغم التدخل الإماراتي الميداني السافر، وتراجعوا على وقع ضربات جيش الشرعية والأحرار الشبوانيين قاموا يتصارخون بأن المباراة 90 دقيقة ومن شوطين، فالمبارأة لم تنته بعد كما جاء في تصريحاتهم.
وفي ليلة اليوم التالي تحركت قوات الإنتقالي وبمساندة المدرعات الإماراتية وقيادات إماراتية ميدانية بهدف استرداد ما فقدوه من مواقع، وللسيطرة على الوضع وإسقاط شبوة.
لكن الرجال الوطنيين الأحرار مرة أخرى كانوا لهم بالمرصاد، ولقنوهم دروسا في الوطنية والرجولة والجندية العسكرية، ودحروهم كالجرذان المسعورة، واستعادوا بقية المواقع التي كانت تحت سيطرة الإنتقالي حتى وصلوا إلى عزان، وحدود مدينة أبين، بل وأسروا الكثير من قادتهم، وفر القادة الإماراتيون تاركين مواقعهم وقتلاهم ومدرعاتهم وآلياتهم وذخائرهم والأموال  المخزنة التي بها كانوا يشترون ولاءات المساكين من الناس الذين تضطرهم الحاجة لذلك.
فحين أيقن التحالف أن جيش الشرعية أحاق بهم هزيمة منكرة، وخشيوا من أن تتمدد زحوفهم حتى أبين فتبسط سيطرتها عليها، حينئذ تحركت السعودية "المنقذ المحب والصديق المخلص لليمنيين" بالخطة (ب)، بصورة الداعم للشرعية ضد الإمارات "العدو الغاشم والمجرم"، وفي حقيقة الأمر فإن السعودية هي المنقذ لمشروع التقسيم من الفشل المبكر، وللإنتقالي ولحليفتها الإمارات.
لذلك قاموا بدور الوسيط، وعقدوا اتفاق هدنة وتشكيل لجنة (سعودية إماراتية) لمراقبة الوضع في شبوة وأبين ومراقبة وقف إطلاق النار - بمعنى آخر إبقاء الوضع على ماهو عليه: الشرعية في شبوة، والإنتقالي في عدن وأبين، ولا أحد يقترب من الآخر.
هذا أمر واضح جلي، ومرحلي لا يلبث أن ينقلب، وينقض الإنتقالي بعد ترتيب الصفوف، وسد النقص وإصلاح العيوب، على شبوة ويسقطها.

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها *** فكيف إذا الرعاة لها ذئاب؟
السؤال الملح: كيف يصح أن تكون الإمارات، وهي العدو الصريح للشرعية والشعب اليمني، وهي من دعمت الإنتقالي لوجستيا وميدانيا لكي يسقط شبوة كما فعلت في عدن وأبين، أن تكون طرفا في لجنة الهدنة والمراقبة؟ حاميها حراميها!

يقول الجبير المسؤول في وزارة الخارجية السعودية ورئيسها السابق: "السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات الداخلية هو الحوار الذي دعت إليه السعودية".
ويقول: "التحالف بقيادة السعودية يعمل مع الإمارات على تحقيق الإستقرار في عدن وشبوة وأبين".
ويقول: "العلاقة المتينة بين السعودية والإمارات تشكل ركيزة أساسية لمستقبل مشرق للمنطقة".

هيا كيف تشوفوا يابو يمن؟!!!
إنهم الإخوة الأعداء في الظاهر، وأحباب في الخفاء والظاهر (تحالف الغدر والخيانة)!

فبأي حديث ومنطق بعد هذا ياشعب اليمن تؤمنون؟؟؟!

أ. محمد الدبعي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص