نبيل الأصبحي
لأن عدن تستحقها
الساعة 03:16 صباحاً
 نبيل الأصبحي
كأي مدينة ساحلية يتسم سكانها بالبساطة والتلقائية والحفاوة والترحاب والتعايش مع كل وافد أو لاجيء إليها سواء عبر البحر أو اليابسة، عدن تعود لمدنيتها لتحتضن عشرات الآلاف من اللاجئين إليها بكل رحابة صدر ومشاعر فياضة كتب عنها التاريخ وافتتن بها وتغنى .. لا يمكن لعدن إلا أن تكون كبيرة بحجم وطن يلجأ إليه كل من فقد وطنه ، فقد كانت في سبعينيات القرن الماضي مهوى أفئدة القوميين العرب والمضطهدين اليساريين كما كانت قبل ذلك التاريخ قبلة المناضلين الوطنيين الذين يفرون إليها وفي الحقيقة هم يفرون إلى سكانها حينما تضيق على المناضلين سماوات وأراضين الوطن العربي الكبير . بهذه الروح وهذا التاريخ الباذخ ثراء وطنيا لا يمكن لعدن إلا أن تكون مقصد فخامة الرئيس هادي لاختيارها عاصمة مؤقتة لوطن يعلم جيدا وهو ابنها قبل أن يكون ابن أبين المجاورة يعلم انها تتسع لجميع اليمنيين العاشقين لوطنهم مثلما كانت وطنا لكل من ضاقت بهم أوطانهم من المناضلين الشرفاء في الوطن العربي الكبير . ولأجل ما تقدم ذكره ماتزال عدن هي ذاتها المناضلة الكبرى التي تقاوم المشاريع الصغيرة وتقزيم الأقزام بعقولهم وسلوكهم العدواني المريض من مختلف الكيانات والتسميات الانغلاقية السخيفة التي تفتقر لمشروع بناء مهما كان بسيطا فضلا عن المشاريع الاستراتيجية لدولة تحترم شعبها وتخطط لأجل حاضره ومستقبله معا . في أجواء الأمن هذه استحقت عدن أن تنعم بالخدمات التي ماتزال بعض المشاريع الأنانية تعوق انسيابيتها .. فبالأمس القريب جدا دشن رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك مشروع إضافة وحدة كهربائية جديدة لتنعم عدن منذ قرابة الثمان سنوات تقريبا بكهرباء لم تنغص على المواطنين أجواءهم الروحانية الرمضانية خصوصا وقت الإفطار الذي تثقل فيه الأحمال على الكهرباء كساعة ذروة تخطتها المنظومة الكهربائية بنجاح انعكس ارتياحا شعبيا وامتنانا ضمنيا للدولة التي عادت وتعود لعدن ، وعكست كذلك استحقاق عدن أن تكون واجهة تليق بالمواطنين الذين تمثل لهم موطنا منذ ولادتهم أو أولئك الذين اختاروها وطنا يعوضهم حرمان تشردهم ونزوحهم من موئل طفولتهم ومسقط رأسهم . ولأول مرة منذ زمن بعيد يخرج رئيس الوزراء وسط المواطنين ليشاركهم أجواء الشهر الفضيل حيث تناول معهم الإفطار بدون تكلف أو بهرجة عظمة مصطنعة، ولا صخب إعلامي سرعان ما يعبر بعد اللحظة ذاتها أو في اليوم التالي كما يحدث مع كل من يتصنع التواضع ، بينما الناس تعرف أنه سبب بؤسهم الذي لم يتغير قيد انملة حتى مع أضواء الإعلام ولا للحظات فرح . في عدن التي تعيد قيادة الدولة لها اعتبارها هاهو رئيس الحكومة ايضا يوجه وزارة الصناعة والتجارة بمراقبة الأسواق وضبط الأسعار ، استشعارا وقربا من المواطن البسيط الذي يعني القيادة المسؤولة ما يعانيه، وتسعى غير مدخرة جهدا كما عبر عن ذلك فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في أكثر من خطاب ومناسبة ، وترجم إرادته بإرادة متطابقة رئيس السلطة التنفيذية الدكتور معين عبدالملك سعيد .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص