أ . محمد الدبعي
هزة قلم! لقد اعتليت عرش الضمير الوطني يا…!
الساعة 02:04 صباحاً
أ . محمد الدبعي

 

إذا ضربت فأوجع!
الوطنية ليست حكرا على أحد، وماهي إدعاء، ولم تكن يوما قميصا يلبس، ولا إزارا يؤتزر به!
ليست هي تطبيلا أو تصفيقا، ولا نفاقا ومداهنة، ولن تكون بحال حضور مجالس الوطنيين ومزاملتهم.. أبدا أبدا!
إنما الوطنية ضمير حي، وإيمان مغروس في أعماق السويداء، وحب رضع مع حليب الأم الوطني.. فيبعث فيك روح الوطن، وشجاعة الصدع بالحق، والتضحية لأجله.
ولا يحب الحق إلا إنسانا وطنيا.. ولا يصرخ بالحق غير المتشبع بالوطنية.. ولا ينقد بالحق سوى الوطني الغيور.

نعم والله! لقد أوجعتهم.. فهاهم يصرخون كالأطفال، ويولولون كالنساء.. ويتصارخون ويرغون كالإبل المفجوعة المكلومة.
كتبت في مقالي السابق أن كل مايقال أو يكتب أو يعرض ليس بريئا، بل له هدف سام أو منحط تبعا لصاحبه. ولكي تعرف العمل وتقيمه عليك أن تتحلى بالتجرد والمهنية والمصداقية والعدالة والحياد، وإلا صرت محابيا أو معاديا، أو ممجوج العقل عديم الضمير وفاقدا لقيمتك الإنسانية ولكرامتك. وعلى ضوء ذلك قيم نفسك أيها المتكلم أو الناقد، وما أكثر الإمعات والمأجورين والمطبلين.

لقد أعجبني عملك أيها البطل، وأعجبني أكثر منه سماع ذلك الصراخ والعويل والرغاء، ورد لي بعضا من الإحساس والشعور بأني لازلت حيا بوطنيتي، وأني لست وحيدا، ولست نكرة بين شذاذ الوطن وعباد المال.
نحن شعوب غبية، تحب المديح والإطراء، وتكره النقد والمحاسبة، تحب الزيف وتبغض الحقيقة، عكس الشعوب الواعية، وما ذاك إلا لأننا على دين حكامنا، إن كفروا كفرنا، وإن آمنوا آمنا، يستخفوننا فنطيع، ويسحقوننا فنصفق.
في كل بلاد الدنيا الديمقراطية والإنسانية (لأن في بلادنا لا ديمقراطية ولا إنسانية) تنتقد الحاكم أو المسؤول بكل حرية دون أن تلحقك أي مساءلة أو مسؤولية. فعلام كل هذه الضجة لمجرد أن شخصا ما انتقد فخامة الرئيس المفدى رسول الله عبدربه منصور هادي؟؟؟!!!
لقد امتدحنا وامتدح صاحب البرنامج كذلك فخامة الرئيس هادي كثيرا، و انضوى الجميع تحت لوائه وشرعيته التي لا زلنا نتمسك بها، وكان المديح نابع من حس وطني خالص، لا حبا بشخصه وإنما لأنه يمثل رأس شرعيتنا ودولتنا اليمنية الموعودة.
ولكن هل الرئيس هادي رسول معصوم من الله؟؟؟ أم أنه رئيس لدولة ذات شعب إسمها الجمهورية اليمنية؟؟؟ بمعنى أن الرئيس هادي ليس سوى خادما لشعبه ووطنه، ولم يكن يوما إلها أو نبيا مرسلا، ولن يكون!
وقد ارتكب من الأخطاء التي لا تغتفر الكثير الكثير، ومع ذلك مابرحنا نتمسك به، وندعمه بكل ما نستطيع لأنه رئيسنا ورمز دولتنا. ولا يخفى علينا ما يقاسيه ويعانيه فخامته من أجل هذا الشعب المغلوب على أمره، ومن أجل استعادة الدولة المغتصبة من الحوثة، لكنه أتى لنا بمغتصبين جددا، التحالف العربي قبحهم الله. ولا نقول أنه أجرم في حقنا وإنما أساء التقدير والثقة بهؤلاء الأوباش الاوغاد (التحالف العربي) من حيث كان يقصد الخير لنا وللوطن.
فإذا ما قام احدنا بانتقاده فهل يعني هذا أننا كفرنا؟!!!
وحين ننتقد فخامته فإننا لا ننتقده من فراغ، بل من قاعدة لها أساس صلب، بل من حقيقة بينة.
برنامج "عاكس خط" للفنان المبدع محمد الربع لم يأت بجديد اخترعه من خياله، ولم يفتر على الرئيس، وإنما عكس الحقيقة من الواقع الملموس إلى مشاهد ترى على شاشة التلفاز. هذا فقط ما فعله الربع في "عاكس خط"!
فهل أخطأ الفنان صاحب الرسالة النبيلة في حق رئيس الجمهورية في ظنكم؟!!!
ياترى هل فخامة الرئيس حر طليق، أم أنه أسير التحالف الجائر المجير؟
ياترى عاصمة الدولة اليمنية صنعاء، والعاصمة المؤقتة عدن، أم تحولت إلى فنادق الرياض؟؟؟
أترى الرئيس بلغ من العلو في العلوم والتكنولوجيا إلى درجة أنه يحكم البلاد ويسير شؤونها بالتحكم عن بعد، بالريموت كنترول عن طريق الأقمار الصناعية اليمنية يمن سات، وقات سات، ونفاق سات؟؟؟؟؟!!!
أو ليس الرئيس يعيش مشردا كما تشرد ملك كند امرؤ القيس في ذاك الزمان؟؟؟
ألهذا اخترناه ووقفنا وصمدنا معه ليقيم في خزيمة الرياض؟ أم لكي يقود البلاد والعباد من قصر الرئاسة في شارع جمال أو من قصر معاشيق في الهضبة آخر منطقة حقات المطلة على خليج عدن؟؟؟؟

أ. محمد الدبعي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص