إيهاب الشرفي :
أن تعالج الجريمة بجريمة اكبر منها فتلك مصيبة لا يجب أن تحدث وخاصة من منظمة عريقة مثل منظمة العفو الدولية التي نشرت في الثامن من الشهر الجاري تقريرا عن حالات إغتصاب الأطفال بمحافظة تعز ، في الحقيقة لم يكن تقرير بمعناه الحقيقي ، بقدر ماهو مادة إعلامية ركيكة التعبير سيئة المحتوى تفتقر الى المعلومة الكاملة وتحمل في سطورها لغة هابطة و وقحة بحق مجتمع بأسره ، يمكن القول أنه منشور فيسبوكي لأحد ناشطي مليشيا الحوثي في مواقع التواصل الإجتماعي .
ليس ثمة توصيف أدق من ذلك ، لما حمله التقرير من مغالطات ونزعة عدوانية ضد أبناء تعز والمؤسسات العسكرية والأمنية فيها ، نزعة انتقامية وتوصيفات عدائية للسلطة المحلية وأجهزة الدولة المختلفة في تعز واتهامات خطيرة لأئمة المساجد وخطبائها ، لا تصدر عادة إلا من الجهات المعادية للدولة مثل مليشيا الحوثي الإنقلابية ونظام الملالي الإيراني في طهران ، ولا يمكن أن تصدر عن منظمة دولية محترمة كمنظمة العفو الدولية التي يفترض بها وفقا لما ترفعه من شعارات أن تكون حيادية و موضوعية ومستقلة عن الحكومات والأيديولوجيات السياسية، والمصالح الإقتصادية والدينية .
لست هنا في صدد الدفاع عن مغتصبي الأطفال وما أكثرهم في كل منطقة بالعالم ، ولكني اتحدث عن كمية الهراء والافتراء على حكومتي بالباطل ، أتحدث عن جريمة أخلاقية كبرى ارتكبتها العفو الدولية بحق الحالمة وعاصمة الثقافة اليمنية ، اتحدث عن منظمة تحولت من منظمة تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الى منظمة ناطقة بإسم المتمردين الحوثيين حرفيا ، فقد حمل تقريرها الأخير عن تعز لغة طائفية ومناطقية مقيتة ، ونزعة إنتقامية ضد تعز وأبنائها وسلطات الدولة ومكوناتها الإجتماعية والسياسية دون إستثناء ، بذات اللغة الهابطة الصادرة عن مليشيات الحوثي الإنقلابية التي تكيل الموت والدمار على تعز منذ أربعة أعوام .
التقرير الذي يفترض به نقل وتوثيق حالات إغتصاب الأطفال والتنديد بجرائم حقوق الإنسان في أي منطقة بالعالم ، بعد التحقق منها وجمع كل المعلومات والتفاصيل وآراء مختلف الجهات ذات الصلة ، تحول إلى مادة إعلامية هابطة ومستهلكة تهدف إلى تشويه الصورة الكلية لمحافظة تعز ، بُغية تقديم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومكونات تعز المختلفة بصورة مقززة أمام الرأى العام المحلي والدولي ، ناهيك عن لغة التقرير الركيكة والتي حملت اتهامات خطيرة للحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي ، بدعم الإرهاب ونشر وتمويل المليشيات المسلحة تحت غطاء نظامي (الجيش الوطني) لمقاتلة قوات الحوثيين حد وصفه ، بمعنى ان القوات الحكومية والتحالف العربي ميليشيات مسلحة ، فيما المتمرديين الحوثيين هم الدولة وهم النظام .
إن استهداف تعز ومكوناتها السياسية والإجتماعية والعسكرية وتوصيفهم بالمليشيات والمتشددين ومغتصبي الأطفال بالإضافة إلى إتهام الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا ومن خلفها التحالف العربي المساند للشعب اليمني ، من قبل منظمة العفو الدولية بهذا الشكل المهين و المعيب يستدعي الوقوف أمامه بكل حزم ، كما أن السماح بمثل هكذا تقارير تحمل أجندات سياسية ورسائل حوثية ظاهرة وباطنة ، تستهدف من ورائها الشعب اليمني عامة و أبناء تعز خاصة ، مؤشرا خطير ولا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال ، كما أن تصوير مدينة تعز والمناطق المحررة والجيش الوطني فيها بالمليشيا والإرهاب وبالمقابل يتم تصوير المليشيا الحقيقية التي انقلبت على الدولة وقتلت وشردت مئات الآلاف و اعتقلت أضعافهم ، يتم وصفها بالقوات أمر يستدعي رفع قضية عاجلة إلى مجلس الأمن والمحاكم الدولية ضد منظمة العفو الدولية .
خلاصة التقرير رسالة عريضة في تفاصيلها تشويه تعز ، التي فجرت ثورة فبراير 2011م وخاضت معركة مدنية خالصة ضد نظام عسكري محض ، وعبرت عن مدنيتها وسلميتها في مسيرة الحياة الراجلة من تعز إلى العاصمة صنعاء ، وانتصرت تعز واليمن للمدنية والتحضر ، وتصدرت تعز المشهد السياسي والشعبي والجماهيري في انتخاب عبدربه منصور هادي ليكون رئيساً إنتقالي لليمن في فبراير 2012م ، ثم حرصت تعز على إنجاح فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، الذي انقلبت عليه مليشيا الحوثي في سبتمبر 2014م ، الأمر الذي رفضته تعز وأبنائها ، فسيرت المسيرات وحشدت المظاهرات رفضا للانقلاب على مخرجات الحوار والشرعية الدستورية ، لتخوض تعز مجبرة حرب ضروس ضد تحالف صالح والحوثي ، وقدمت في سبيل ذلك الآف الشهداء والجرحى وسطرت أروع الملاحم البطولية ، لتحاول اليوم منظمة العفو الدولية تشويه صورتها النضالية ووجهها الجميل ومدنيتها العصية على الانكسار .
ستظل تعز شامخة بشموخ جبال تعز مهما تكالب عليها الأعداء ومهما تأمر عليها الأوغاد ، ستظل تعز شامخة بشموخ أهلها مهما حاول البعض تشويه صورتها ، ستظل تعز عملاقة عصية على الانكسار مهما حاولت المنظمات الدولية تقزيمها ، نعم تلك المنظمات التي تركت أوجاع تعز والحصار الحوثي والقنص والقصف العشوائي على أحيائها ومنازلها منذ أربعة أعوام ، المنظمات التي تركت المجازر الحوثية المتكررة بحق اطفالها ونسائها منذ الانقلاب ، تركت الآف المعتقلين والمخفيين قسريا من أبنائها في معتقلات وسجون المليشيا الحوثية ، وذهبت إلى إتهام الجيش الوطني وأئمة المساجد وسلطات الدولة بالمليشيا ، تركت المجازر والمذابح في حجور وذهبت إلى تخوين وإهانة شعب بأكمله !!!
#ايهاب_الشرفي
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً