ايهاب الشرفي
الرئيس هادي في تعز .. كيف كانت ردة فعل الناس بالشارع !!
الساعة 11:02 مساءاً
ايهاب الشرفي

 

إيهاب الشرفي 

في سيارة صالون حمراء اللون قديم الطراز كان لنا صباح اليوم  قصة اخرى عن الشغف الشعبي تجاه الرئيس هادي في مدينة تعز ، قصة طويلة عنوانها العريض الرئيس هادي في شوارع تعز ، وفي تفاصيلها وقفات وتأملات مع صورة لوحية تم وضعها على مقدمة السيارة ، والتجول بها في شوارع وأحياء المدينة ، من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا ، اكتشفنا من خلال رحلتنا القصيرة مواقف وتعبيرات وردود أفعال مختلفة لدى الشارع العام في مدينة تعز تجاه فخامة رئيس الجمهورية .

كانت حركات الناس العفوية إبتداء من حي العديني في المطار القديم ، مرورا بجولة بير باشا وشارع جمال والمركزي والتحرير الى اخر نقطة توقفنا فيها في جولة سنان ، كانت أشبه ما تكون عرس وطني في كرنفال شعبي ، الجميع ينظر إلينا بتعجب وإنبهار ،والكثير يقف ويبتسم بتلقائية وعفوية مطلقة ، يلقون التحية و التمام العسكري فور رؤية صورة الرئيس ، كنا أمام مشهد يجسد معنى الوطنية معنى إحترام الشرعية معنى الرمزية الوطنية ، رئينا في وجوه العامة من الناس سعادة وبسمات تتلوها قهقهات ، ودندنات تردد بعد أسطورة الفن اليمني أيوب طارش (وهبناكي الدم الغالي وهل يغلا عليك دم)

 كان ملاحظ بشكل كبير كمية الفرح والحفاوة برئيس الجمهورية ، نعم حفاوة بالغة في وجوه التعساء والكادحين من أبناء تعز ، سعادة غامرة تغشى وجوههم البائسة من مجرد رؤية صورته تجوب الطرقات ، كيف لا وهم ذاتهم من يقتلون في سبيل شرعيته وهم يدافعون عن الوطنية ليل ونهار سرا وعلانية ، وهو رمز ثقتهم وسر صمودهم ومصدر قوتهم وكل أملهم ، كيف لا وهو ملتقى افكارهم وخلاصة عنادهم مها كانت خلافاتهم و توجهاتهم واعمارهم وأشكالهم والوانهم لكنهم يتفقون جميعا على شرعيته ورمزيته الوطنية .

تمام عسكري من رجال شرطة المرور المنتشرين طوال الطريق ، تحية عسكرية من رجال الأمن والجيش الوطني في نقاط التفتيش والحماية الأمنية ،  ابتسامات و وقفات وتحايا من المارة والمواطنيين والطلاب والنساء والرجال ، جميعهم مندهشون من هذا الأمر ، كيف لو كان هادي بلحمه ودمه من يتجول في شوارع وأزقة تعز ، ماذا لو كان الرئيس هادي شخصيا من يقف في كرسي السيارة بشارع جمال ، ورأه ذلك الشرطي الذي أوقف كل السيارات لتمر سيارتنا رباعية الدفع لكونها تحمل في مقدمتها صورة كبيرة لفخامته ، وزميله الآخر الذي تسمر مكانه بتمام عسكري حتى اكتمل مرورنا بين الزحام .

ماذا ستقول تلك المرأة التي بلغت من العمر عتيا لو وقف هادي أمامها ، وهي التي ذهبت اليوم لتقبل صورته ، وماذا عن طلاب الجامعة الذين عبروا حبهم وفخرهم برئيسهم  من خلال رقصة شعبية عاجلة على أنغام موسيقى أيوب طارش المنبعثة من سيارتنا ، وماذا عن بائعي الخضروات في سوق المركزي وكيف أختصر تفاعلهم تجاه صورته ، احدهم ينظفها وآخر يعدل ميلانها واخر ينادي لزملائه هلموا أنظروا ، الأمر ذاته مع عددا من سائقي الباصات و راكبي الدراجات النارية ، نعم هذه هي تعز التي اوجعوا قلبها ، هذه هي تعز التي رفضت الانقلاب على شرعية الرئيس هادي من يومه الأول ، هذه هي تعز التي قدمت وما تزال خيرة شبابها و اطفالها ونسائها في سبيل الوطن والشرعية .

هذه هي تعز يا فخامة رئيس الجمهورية ، وأبنائها الذين يعشقونك ، ليس لشخصك الكريم ، لكنهم يعشقون شرعيتك رمزيتك أهميتك وطنيتك هذه هي تعز وأبنائها الذين بح صوتهم من فرط المنادة بشرعيتك ومنادتك ، هي تعز التي ما تمردت عليك ولا خرجت عن طاعتك رغم اوجاعها ، هذا هو الشارع التعزي وتلك مشاعرهم العفوية تجاه رمزيتك الوطنية ، يرون فيك الأمل والوطن والحلم الكبير ، مهما كانت خلافتهم لكنهم لا يختلفون عليك ، مهما كانت اوجاعهم لم ولن يخذلوك ، لأنهم يعشقون الوطن ويقدسون الوطنية ، هم الاقلام الحرة التي تدافع عنك وعن شرعيتك ، وهم الجنود البواسل في مختلف الجبهات ، هم النخبة والعامة وصوت الشعب وقلب اليمن النابض .

يا فخامة رئيس الجمهورية كن وفيا مع تعز تقديرا لوفاء أهلها وثقتهم بك ، كن وفيا لهم بقدر حبهم وشغفهم بك ، كن وفيا لهم بقدر تضحايتهم في سبيل الوطن والشرعية ، كن وفيا لهم بقدر تفاعلهم اليوم تجاه صورتك ، في الوقت الذي نسيت ان اخبرك عن ردة فعل تلك الفتاة الجميلة في جولة المسبح تجاه صورتك ، وموقف المرأة العجوز التي تطلب رزقها من نوافذ السيارات وأبواب البقالات ، وكذا لم اخبرك عن موقف 7 جنود كانوا على متن طقم عسكري ، و بائع البطاط على العربية في جولة العواضي ، كما ان المجال لم يسعفني بحكاية تفاصيل المشاهد الجميلة من قبل اصحاب المحلات و العربيات و الباصات و الرجل الشائب ذو الزي الرياضي ، لكنها تعز يا فخامة الرئيس  .

 ايهاب الشرفي 
6 مارس 2019 م

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص