أيهم الحميري 

فيما الجميع ينتظر اليوم الموعود ، يوم ان تتحرر تعز من وجعها من ألمها من فقدان السيطرة على شوارعها ، من كسر الأغلال على  أبنائها ، ينتظر الجميع يوم الحرية المطلقة يوم الشروق الكبير يوم النصر العظيم يوم يتنفس فيه أبناء تعز الصعداء في الحوبان في حيفان في الصلو في صالة في التعزية في كل مديرية وحي وشارع وزقاق ، فيما الجميع ينتظر كل ذلك ماتزال قيادات عسكرية بارزة في تعز ، تمارس أعمال البلطجة والعنجهية والهمجية ضد المدنيين و الصحفيين والاعلاميين والناشطين .

ما حدث يوم أمس السبت للزميل الصحفي إيهاب الشرفي ، من اعتداء بالضرب والسحل من قبل مرافقي اركان حرب محور تعز العميد عبدالعزيز المجيدي ، جريمة جسيمة تستحق العقوبة ، وقد تؤخذ على محمل الشبهات ، لكن ما حدث اليوم الأحد جريمة أكبر وأعظم تتمثل في إجباره على حذف ما كتبه من منشورات عبى حسابه الشخصي بالفيس بوك ، فعل قبيح و كبت للحرية الشخصية ومحاولة لطمس جريمة بجريمة أكبر منها .

ما حدث يوم أمس للزميل الصحفي إيهاب الشرفي ، من إعتداء بالضرب والسحل في مدينة تعز ، مؤشرا خطير على الحريات الصحفية يستوجب الوقوف أمامه بكل حزم ، ويستدعي أن تشحذ الأقلام وتكتب الأطروحات في هذا الأمر ، حتى ينكشف المنافقون و الزائفون الذين يحسبون أنفسهم من رجال الوطن ، والوطن منهم براء ، ينبغي ان تصعد هذه القضية إلى عنان السماء حتى يعود المارقون إلى رشدهم ، حتى يحترم الجندي بزته العسكرية و السياسي منصبه مهما ارتفع منصبه أو انخفض ، حتى نضمن للناس حريتها وأمنها واستقرارها .

وهنا سؤال يراودني ويعيث في رأسي ألف زوبعة وزوبعة !! لماذا حذف الشرفي المنشورات من صفحته ؟؟ وهي تلك المنشورات التي تتحدث وتفصل واقعة الإعتداء عليه !! في إعتقادي ان الشرفي تعرض لضغوط كبيرة أو تهديد بالتصفية الجسدية ، وليس بمستغرب أن يحدث ذلك في ظل إنعدام الدولة وتجمد القوانين والتشريعات التي تحفظ للناس كرامتهم وحريتهم وحياتهم ، ليس ببعيد أن بتأذى الشرفي أكثر نتيجة لحديثه عنهم ونشره فصيحتهم الكبرى وتعريتهم على حقيقتهم الميليشاوية .

اخبرني صديق لي في السلطة المحلية بمحافظة تعز ، أن قيادات عليا في السلك العسكري والمدني اجبرت الشرفي على حذف ما كتبه عن المجيدي ، بحجة أنه تشهير وتشويه لقيادات عسكرية في صفوف الشرعية و ان ما كتبه يعد إستهداف لقوات الجيش الوطني !! عجبا لهم ، كيف يقولون ذلك !؟ وماذا عن كرامة الرجل وحقه الأخلاقي قبل القانوني !؟ وأي شرعية تلك واي جيش ذلك الذي يمتهن ويهين المدنيين ويعتدي على الصحفيين و يقمع حراياتهم و يصادر كرامتهم !!؟؟